ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

مجـلة صـدى النهريــن - العدد العاشر / كانون الأول 2009

                                                                                                                                     

اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

 

 

  علم الهيدروجيولوجيا

الهيدروجيولوجي عبدالآله جميل حاوا

 

 

 


 تعتبر الهيدروجيولوجيا من أهم العلوم الجيولوجية التطبيقية، لأنها تتطرق إلى دراسة في الطبقات تحت الأرض والتي تسمى المياه الجوفية والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة لحياة الإنسان اجتماعياً واقتصادياً، ويعنى هذا العلم بدراسة منشأ المياه الجوفية لكل من المياه السطحية والعوامل المناخية والخواص الفيزيائية للصخور ذات العلاقة بخزن وتوزيع المياه في تلك الصخور. والهيدروجيولوجيا علم وثيق الصلة ببقية العلوم الجيولوجية الأخرى، كما إنه يستخدم معطيات مجموعة كبيرة في العلوم الأساسية والتطبيقية لها.

 


        إن المياه الجوفية تكمن في الطبقات الصخرية وتعتبر جزءاً من العالم المائي (الهيدرسفير) للكرة الارضية، وتكون على علاقة وثيقة مع المياه السطحية ومياه الغلاف الغازي (اتموسفير) الذي تدرسه علوم المياه السطحية والطقس والمناخ.

        إن معرفة شروط تغذية المياه الجوفية والعلاقة المتبادلة بينها وبين المياه السطحية تتطلب الإلمام بالمبادئ والمفاهيم الأساسية للعلوم الثلاث المذكورة، وإن تتوفر القدرة على استخدام معطياتها وطرقها في حل المسائل الهيدروجيولوجية، ويتحدد شكل مكامن المياه الجوفية وشروط حركتها وتركيبها الكيميائي بالتركيب الليتولوجي وتاريخ التطور الجيولوجي للتراكيب الجيولوجية المختلفة حيث أن الصخور تلعب دور الخزانات الطبيعية للمياه الجوفية.
        لذا فإن الهيدروجيولوجيا علـــــى علاقة وثيقة بكافة العلوم الجيولوجية الأخرى، كما إن معرفة التركيب الكيميائي للمياه الجوفية وعمليات تشكيل هذا التركيب وهجرة مختلف العناصر وتوزعها وتجمعها تحتاج إلى الإلمام بمبادئ الفيزياء والكيمياء الفيزيائية.


        تتواجد المياه في جوف الأرض بحالة حركة، ولدراسة هذه الحركة في الشروط الطبيعية والاجتماعية، ولإجراء تقييم كمّي للمصادر المائية الجوفية ومعرفة نظامها لابدّ من التعرف على قوانين الهيدروليك مع وجود خلفية رياضية قوية وإلمام متين بالحاسبات الإلكترونية والنماذج الرياضية والتشابهية.


        إن الحديث عن أهمية الهيدروجيولوجيا كعلم يقودنا إلى الحديث عن أهمية المياه كمادة أساسية للصناعة وكشرط لازم لحياة الإنسان والحيوان والنبات. من المعلوم إن المياه تنتشر على سطح الكرة الأرضية بشكل واسع للغاية إذ أنها تتواجد بشكل حر وبشكل مركب في كل من الجمادات والكائنات الحية وتلعب دوراً أساسياً في تطور الطبيعية والحياة على الأرض.

 


        وتقدر كمية المياه الموجودة على كوكبنا بـ (1.5 مليار كم³) ولكن يجب أن نأخذ بعين الإعتبار أن (98%) من هذه المياه مالحة كمياه المحيطات والبحار والمياه الجوفية المالحة. وعليه فإن المياه العذبة في كوكبنا الأرضي تبلغ (28.25 مليون كم³) فقط، ومع ذلك فإن الكمية الأساسية من هذه المياه العذبة توجد بشكل جليد وذلك في القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي، وفي جزيرة غرينلاند وعلى الجبال العالية، وبعبارة أخرى فإن الكمية الاساسية في المياه العذبة يرتبط بشدة بالصخور وذلك بواسطة القوى الجزيئية والكهربائية مما يؤدي إلى وضع هذا الجزء من المياه عملياً خارج نطاق الإستعمال.


 



        هذا وتقدر كمية المياه العذبة القابلة للإستعمال في الوقت الحاضر بـ (826 ألف كم³) فقط. وتقدر احتياجات العالم من المياه العذبة (5500 كم³/سنة) أي بمعدل (1100م³/سنة) لكل نسمة، ويتم تأمين (1.6مليار م³) من أصل كمية (8 مليار م³) من المياه الجوفية.


        إن أعداد السكان في العالم تتزايد بشكل مستمر كما يزداد نمو وتطور الصناعة بشكل عاصف، هذا بالإضافة إلى زيادة المساحات المرورية من الأراضي الزراعية، كل هذا يؤدي بالتالي إلى زيادة كبيرة في الإحتياجات المائية لاسيما في مجال معدلات الإستهلاك الفردي للحياة حيث أن معدل استهلاك الإنسان للماء يتبع درجة وتطور ومدنية المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان.


        ومن هنا نرى أن تطور المجتمعات مرتبط إلى حد كبير بتواجد المياه العذبة، ولكن للأسف الشديد فإن التوزع غير منظم فمن المعلوم إن أكثر من
60% من سطح الكرة الأرضية مغطى بالمناطق القاحلة (صحارى وأنصاف صحارى) وفي هذه المناطق يعاني الناس من قلة مياه الشرب فكيف بمياه الزراعة والصناعة، ولهذا فإن مشكلة تأمين المياه العذبة للبشرية لا تقل أهمية عن مشكلة الصراع ضد الجوع. إن أحد أهم أسباب النقص بالمياه العذبة النقية بالإضافة إلى تطور الصناعة وازدياد رقعة الأراضي المرورية هو التلوث الذي تتعرض له المياه والذي يزداد بتزايد نفايات الصناعة والزراعة والإنسان.


        وقد ثبت أن كل
(1 م³) من المياه الملوثة يلوث من (40-60 م³) من المياه الطبيعية النظيفة، ومع تزايد المنشآت الصناعية الملوثة في كثير من البلدان يزداد تلوث الأنهار والبحيرات والخزانات المائية وحتى المياه الجوفية في بعض الأحيان. فالمشكلة التي تقف أمام البشرية الآن هي إيجاد مصادر جديدة للمياه، وتبرز المياه الجوفية لتكون الحل الأفضل وذلك لما تتمتع به من مميزات فهي مخزونة في الأعماق محمية من عوامل التبخر والتلوث بكافة أشكاله(جرثومي، كيميائي، إشعاعي، فيزيائي).


        وبهذا كله يتضح لنا أهمية القيام بالدراسات الهيدروجيولوجية لغرض استغلال المياه الجوفية بالشكل الأمثل وللأغراض المختلفة.
 


 

الذهاب الى اعلى الصفحة

العودة للصفحة السابقة