ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

كتابات عامة

                                                                                                                                                    

 

اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

 

السبحة في الشرق

شيماء فاضل

                                                                                                                                                           

 31 كانون الثاني 2010

        

        التسبيح في اللغة: الدعاء والصلاة، ويعني قول المؤمن سبحان الله أو سبحانك اللهم، تمجيداً وتعظيماً وشكراً واستغفاراً. ويقال: السُبحة (بضم السين) والمِسبحَة (بكسر الميم). أما المُسَبِحّة أو السبّاحة فهي الأصبع التي تلي الإبهام (أي السبّابة) لأنه يشار بها عند التسبيح. ويعد أول من استعمل السبحة في الشرق الأدنى اليهود فأنهم كانوا يسمونها "ماه بركوت" أي "المائة بركة" وذلك لأنهم كانوا يسبحون بها الله مائة تسبحة. ولما ظهرت النصرانية أخذها المسيحيون عنهم ثم جاء الإسلام فاقتبسها المسلمون من النصارى منذ صدر الإسلام.

        وأما الإفرنج فقد أخذوها من نصارى الشرق في الحرب الصليبية الأولى "أي في نحو سنة 491هـ/1097م" نقلها إليهم بطرس الناسك الشهير الذي هو أول من نادى بالحرب الصليبية. ومما سهل دخولها ربوع الغرب أنهم أولجوا في الأديرة رهباناً مساعدين للرهبان القسوس واغلبهم يجهلون القراءة والكتابة فألزموهم باتخاذ السبحة وبعد الصلوات الربية هي "أبانا الذي في السموات" وكانوا يسمونها يومئذ باتنوير patenotres أي "أبانا" ثم غيروا أسمها ودعوها Chapelet أي قبعية لأنهم كانوا يتخذونها على هيئة إكليل من الورد المنظوم ويضعونها على رؤوسهم. ومهما يكن من أمرها فان الإفرنج كانوا قد اتخذوا السبحة من مكملات ملابسهم في ذلك الأوان، وكانوا يشدونها بمناطقهم. وقد أوجب بعضهم اتخاذها في كل آن ومكان وتعهدوا لذلك بعهد وسموا أنفسهم "المسبحين" وبالإفرنجية Patenotriers ثم قل اتخاذها وتقلدها رويداً رويدا لاسيما عند من لم يتقيد بنذر رهبانية.

        والانكليز يسمونها Chaplet  كالفرنسيين اي قبعية. والالمانيون يسمونها Rosen-Krauz أي أكليل ورد. والايطاليون سموها أولاCapellino لكنهم يسمونها الآن Corona  .

        ومن أسمائها بالعربية المسبحة بكسر الأول. وهي لم ترد في دواوين اللغة لكنها وردت في عدة كتب والعوام تستعملها وتفتح الميم. ويسميها الإيرانيون هزاردانه أي ألف حبة. ويسميها الترك "التسبيح" وهذه الكلمة مأخوذة من العربية من مصدر سبح. ومن العجب أن الترك يتصرفون بعض الأحيان في لغة العرب على خلاف مايجري عليه العرب. فأن العرب سموا هذه الخرزات المنظومة سبحة وهي أسم مصدر لفعل سبح المثقل العين. ولم يسموها تسبيحاً وهو المصدر القياسي. أما الترك فأنهم لم يجاروا العرب في أتحاذ ألفاظهم بل كثيراً ماأخذوا منهم الشيء ذاته وسموه باسم عربي آخر كما هو الأمر في التسبيح. وهو غير معروف في لغة العرب وهو وان كان مصدراً لكنهم لم يستعملوه لهذه الخرزات. وقد جاء في حاشية تاج العروس لمادة س ب ح :"السبحة مولدة وإطلاق التسبيح عليها غلط. على إننا لانجسر على أن نخطئ من يستعمل هذه اللفظة بهذا المعنى لأنه إذا جاز لبعضهم أن يسموا الشيء بلفظ "اسم المصدر" لانرى كيف يجوز لغيرهم أن يسموه بلفظ "المصدر" وقد نقل عن العرب ألفاظ كثيرة مسماة بالمصدر كقولهم: "التنبيت والتلبيب والتمتين والتقسيط والتنبيه والتودية والتنهية والتزبرة". إلى غيرها وهم في ذلك لا يراعون معنى المصدر بل يذهبون في وضعها مذهب الأسماء الصرفة على انفنا لاننكر آن الجري على مصطلح العرب خير من العدول عنه غالى وضع لم تضعه والى الجري في طريق آو نهج لم تألفه.

 

 

 

 

أعلى الصفحة

  العودة للصفحة السابقة