اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسيـة

                                                                  خواطر وكتابات عامة                                                  

 

  هل هذا هو التواضــع ؟؟!! 

نبيل موسى حنا

hanna.nabeel@yahoo.com

 

                                                                                                                                                                       العودة للصفحة السابقة

 9 نيسان 2009

 

    كلمة بسيطة تحثنا الاديان عليها ونحن نجاهر بها ونصدح بأصواتنا في كل موعظة أو مناسبة نحث الناس عليها، ولكن،  اذا اخذنا استراحة من صخب ومتاعب الحياة اليومية وجلسنا بهدوء نتأمل ما فعلناه في نهاية اليوم وكل يوم من لحظة استيقاظنا وحتى العودة الى النوم، كم مرة ومرة قادنا كبرياءنا، غرورنا، حقارتنا، حقدنا او حسدنا الى ان ننسى كل شيء او جزء من شيء اسمه التواضع؟؟؟.

 

    كثير منا يكتبون ويحبون ان يقرأ الغير كتاباتهم ويفضلون ان يعجب الناس بها، يمدحها او يستذكرها القاريء وان يمدحوها ان استوجب الأمر هم بأنفسهم قبل القاريء، لكن هل نقرأ نحن كتابات الغير؟؟!! واذا قرأناها هل نقرأها للفائدة او للاطلاع والثقافة ام لمجرد النقد ولربما النقد المسبق حتى قبل قراءة الشيء..؟؟!! اما اذا تعرضنا نحن الى النقد وبأي شكل من اشكال النقد وحتى لو كان الناقد صديق اللحظة او المرحلة، فسيكون الناقد بالنسبة لنا حاقد وغير كفوء لينقد وغير فاهم وحسود (اليس هذا غرور وكبرياء)، هل نكتب كي يقرأ الآخرون ام نكتب لنقنع انفسنا ونمدحها؟؟ هل نهتم لنوع الكتابة والموضوع بكثرة اهتمامنا بأبراز اسمنا على مانشيت العنوان... سؤال يحتاج الى وقفة؟؟!!..

 

    كل يوم نسمع اناس يفتخرون انهم عملوا كذا وكذا، بنوا، أسسوا، انشأوا..الخ، قلة منهم من يستذكر او يذكر من كان له الفضل ولربما الجزء الاكبر من الفضل في العمل والمشاركة في تحمل ونجاح مثل هذه المشاريع، واذا ذكروهم فسيذكروهم كمرور الكرام.... وعندما يصلون مرحلة يتوقعون ان الناس بدأت تنتقدهم او احست بشيء من غرورهم يبدأون يذكرون الله وفضل الله ونعمة الله وقوة الله ودعم الله، هل تناسوا ان كل هذه العظمة والمقدرة من الله ظهرت كنعمة واعمال صالحة في البشر اجتمعت سوية لنجاح مثل هذه المشاريع.

 

    نسمع من رجل دين يقود رعية ما انه بنى هذه الصرح او المعبد (بناء حجر وطابوق) او كان له الفضل في بناءه او انه اسس تلك الجمعية وانه كذا وكذا...، والمؤلم هذا الكلام والمدح من فمه هو... لماذا لا ندع الآخرين يتحدثون عن انجازاتنا (الن يكون هذا هو الاصح؟؟!! والافضل؟؟!! ام اننا نعترف بصحة قول أبيات القصيدة (من لم يُكَرِم نَفسَهُ .. لَمْ يُكَرَم ِ..)، نفعل مثلما تفعل بعض المؤسسات والجمعيات والشركات بتكريم نفسها بمهرجانات او مناسبات ضخمة واعلامية.. اين فضل الله في عملنا وانجازاتنا؟؟ اين عمل الجماعة فينا؟؟ هل سيسألنا الله من بنى هذا المعبد او الكنيسة ام سيسألنا عن القطيع الذي كان يحضر ويتعبد، هل إزداد ام نقص؟؟ هل حلت عليه البركة ام انه هرب وتقلص بسبب غرورنا؟؟.. هل سنأخذ معنا القابنا وعضويتنا في كذا جمعية ومؤسسة معنا قدام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون؟؟ ام اننا غير مقتنعون بهذا الكلام وهو يستخدم فقط بالاحاديث المنمقة والعبادات والشعائر الدينية؟ ويوم نرجع للمادة والحياة تحكمنا قيم ومباديء مختلفة؟؟!!.

 

    هل نعلم ان معظم العظماء من علماء وادباء وفنانين ربما توفوا وهم غير معروفين، وبعد فترة من الزمن برزت اعمالهم واشتهرت (مثال بسيط: بكم باع فان كوخ لوحته ((عباد الشمس)) في وقته ؟ بكم من الفرنكات القليلة؟ والذي تقدر اعماله الآن بالملايين من الدولارات، وهل كان يعرفه الناس حينها؟؟ وبكم تباع حاليا؟؟).

 

    لعل غرور وحب السلطة لدى الانسان أقوى من أن يتأمل في مثل هذا الكلام، كون الجاه والسلطة مظهر خداع على شخصية الانسان الخارجية والتي يهتم لها الانسان أكثر من ما بداخله من ضمير واحساس ومشاعر وهو الذي تحثنا الاديان على صيانته وكنزه في السماء (لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والآكلة وينقب السارقون ويسرقون... (متى ف7 /19)) كي نكبر قدام الله والبشر في القامة والحكمة..

 

العودة للصفحة السابقة