ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية

لمحة عن حياة وليم سارويان

الكاتب هرانت اغاجان








ولد وليم سارويان في مدينة (فريزنو) ولاية كاليفورنيا عام 1908 وتوفي عام 1981. كان والده مزارعا فقيراً غير انه كان يمتلك موهبة الشعر والخطابة. وحين توفى والده كان عمره ثلاثة اعوام، فاضطرت الام ان تدخله مع اخواته احدى دور الايتام في حين اتخذت لنفسها عملاً صغيراً لتعيل نفسها واطفالها في سان فرانسيسكو. وعند بلوغ سارويان السنة الثامنة من العمر جمعت العائلة شملها. وبدا يداوم في المدارس العامة. لقد اشتغل في عمره اليافع ببيع الصحف والتردد على المكتبات. كان دائما قارئاً نهماَ. اول رواية كتبها كانت (الكوميديا الانسانية) عام 1941 فقامت الشركة الامريكية المعروفة MGM بانتاجها فلماً عام 1943 وبعد هذا العام صدرت له مجموعة من القصص القصيرة المميزة بالبساطة المحببة والسخرية من الشخصيات ومن الامور الضحلة التي تعج حياتنا المعاصرة. فتعاسة سنوات طفولته اصبغت مضامين قصصه بجو من الحزن القريب الى الاحساس المرهف الذي يتاثر به الانسان اينما كان. في أواخر الخمسينات سافر الى باريس حيث بدا بكتابة مجموع من المذكرات تتضمن عدد من مقالات قصيرة واوصاف وجيزة لشخصيات عديدة غير ان كتاباته في هذه الفترة من مكوثه في باريس كانت تتصف بالتوتر واثارة العواطف والمشاعر ثم عاد في اواخر الستينات الى مسقط راسه فريزنو بينما احتفظ بمنزله في باريس.



قصة قصيرة
كيف أقحم الحلاق نفسه أخيراً في حكاية شعبية
للكاتب الامريكي وليم سارويان – ترجمة هرانت سهاكيان

ذات مرة كان ثمة حلاقاَ قد زار كاتب حكايات شعبية فقال له: " ياسيدي، إنك لاتكتب حكايات شعبية عن الحلاقين."
"مثلاً من؟" سأل الكاتب.
" حسناً، " قال الحلاق، " اكتب عني لأ ني الحلاق الذي أثار التظلم، واريد منك ان تكتب عني، انا بطرس من كولتيك، وانا انسان مقدام جداً."
" وماذا غير ذلك؟ " سأل الكاتب
" انا اعمل للناس كل الاشياء الحسنة التي يعملها جميع الحلاقين، غير اني اعمل شيئاً لايعمله اي حلاق آخر، " قال الحلاق.
" وماهو ذلك الشئ،؟ " سأل الكاتب.
" وهل تعدني باقحامي في حكاية شعبية؟ " سأل الحلاق.
" كلا، ولكني اعتقد لابد ان تخبرني بالضبط عن الشئ ذاته" قال الكاتب.
" حسنا جداً، " قال الحلاق، "ان الشئ الذي اعمله ولايعمله الاخرون من الحلاقين ه اني أرشد زبائني نحو الحكمة والتعقل."
" أعطيني مثالاً عن التعقل الذي تتحدث عنه." سأل الكاتب
" أقول لهم، " قال الحلاق، " لاتسخروا من انسان أعرج."
" فهمت." قال الكاتب.
" وهل سوف تشركني في حكاية شعبية؟ " سال الحلاق.
" كلا، لا أظن ذلك" قال الكاتب
" ولم لا؟! انا لا أسخر منك وانت كسيح- ظهرك محدب كليا وأرجلك تكاد لاتستطيع ان تسند جسمك الضئيل ورأسك منحرف واصابعك مبرمة الى حد لايطيق أي شخص ان يلقي نظرة عابرة عليها. انا لا أسخر منك، هكذا، لماذا لا تشركني في حكاية شعبية؟! "
" حسنا، قال الكاتب، " اذا كنت حقا تريد ان تعرف الحقيقة فاني أفضل ان تسخر مني من أن أقحمك في حكاية شعبية. " أشار الحلاق بأصبعه واستشاظ غضباً ثم أطلق قهقه إستهزاء، " انظروا، انظروا،" قال الحلاق، "لينظر كل واحد منكم الى هذا الرجل القرد الصغير الممسوخ الذي يزعم انه كاتب حكايات شعبية، انه محتل، هكذا هو طبعا لكونه ممسوخاً فما كان عليه الا ان يتعلم حرفة ما.. فانتقى أهون حرفة في العالم.."
تطلع كاتب الحكايات الشعبية وأنصت اليه ثم قال بصوت هادئ: "لعل الان يجوز لي أن أقحمك في حكاية شعبية... أقول انه لخير للانسان ان يكون مسخاً صادقاً من ان يكون متملقاً خائباً."