اتصلوا بنا

الأرشيف

مجلة صدى النهرين

اخبارنا

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

الأخبــــــــــار

 

مدير عام دائرة شؤون الصابئة المندائيين

شاركت في الندوة العالمية لحقوق الانسان والحرية الدينية

في بغداد للفترة 18 ، 19 كانون الاول 2016

                                                                                                                                                                                                             

  22 كانون الاول 2016

 

 

    نيابة عن فضيلة الريش امة ستار جبار الحلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم شاركت المهندسة نادية فاضل مغامس مدير عام دائرة شؤون الصابئة في الندوة العالمية لحقوق الانسان والحرية الدينية ليومي الاحد والاثنين 19 ،18 كانون الاول 2016 والتي نظمها مركز الابحاث عن النظام الغربي وعموم البحر المتوسط (CRISSMA) وجامعة قلب الاقدس الكاثوليكية في ميلانو – أيطاليا بالتعاون مع السيد بختيار أمين وزير حقوق الانسان السابق والسيدة صفية السهيلي سفيرة العراق في الاردن حيث عقدت الندوة في اليوم الاول في السفارة الايطالية وفي اليوم الثاني في فندق الرشيد وأستمرت المناقشات وتبادل الاراء من الساعة 9.30 صباحاً ولغاية الساعة السادسة مساءاً وحضر الندوة عدد من الوزراء والنواب وسفراء الدول في العراق ورؤساء الاحزاب ومستشارين رئيس الجمهورية وعلماء الدين ورؤساء الطوائف أو من ناب عنهم وغيرهم من الاساتذة والباحثين المهتمين بالشأن العام من جامعات عالمية وعراقية.

    وقد قدم ممثلي الديانات والمسؤولين بالدولة وأساتذة باحثين من جامعة القلب الاقدس في ميلانو من المهتمين بحقوق الانسان والحرية الدينية والتنوع وحوار الاديان أجندات في هذة المواضيع وفتحت مناقشات ومداخلات مطولة أمتدت لساعات بين المشاركين في الندوة.

    وكان لطائفة الصابئة المندائيين حضور خاص حيث ألقت المهندسة نادية فاضل كلمة في الجلسة الاولى من اليوم الاول ومن ثم تم تقديم ورقة عمل تم تهيأتها لهذة الندوة بالتعاون مع مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية الضليعة بالدفاع عن حقوق الاقليات وحوار الاديان وكان لجميع المشاركين حضور وتفاعل مميز والكل كان متفق على ضرورة الحفاظ على التنوع وحماية وضمان حرية الدين والمعتقد والتصدي للتمييز على أسس دينية وعرقية والبدء بخطوات عمل سريعة لتنفيذ هذة الاجندات.

    وادناه نص الكلمة التي القتها مدير عام دائرة شؤون الصابئة المندائيين في افتتاحية الحديث عن حرية الدين والمعتقد وحقوق الانسان:

 بأسم الحي العظيم

السادة المسؤولون المحترمون.

 السادة اصحاب السماحة والنيافة المحترمون.

 السيدات والسادة الحضور الكرام.

 أحييكم وأنقل تحيات فضيلة الريش أمة ستار جبار الحلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم.

 ورد ذكر المندائيين في الدستور العراقي للعام 2005 في مادته الثانية – الفقرة 2، وللمندائيين تمثيل في ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية، كما وتعد المندائية أحدى الطوائف الرسمية التي تم الاعتراف بها في ملحق نظام رعاية الطوائف الدينية ( الطوائف الدينية المعترف بها رسمياً في العراق رقم 32 لسنة 1981).

    لكن الاعتراف الرسمي لوحده غير كافٍ من دون مستويين اخرين من الاعتراف، لهما صلة بالقبول من قبل المجتمع الواسع لافراد الاقلية الدينية ومعتقداتها، وهما : الاعتراف من قبل المؤسسة الدينية، والاعتراف الشعبي.

    الاعتراف الرسمي لوحده لا يمكن أن يحقق طمأنة أو ضمانة لحرية الدين للمندائيين دون الجانب الثاني المتعلق بالاعتراف الشعبي، وهو المصدر الاساس لعدم أحترام معتقدات المندائيين او مراعاتها على النحو اللازم وسبب التمييز الذي يتعرضون له، فضلاً عن أهمية اعتراف المرجعيات الدينية الاسلامية بالديانة المندائية علنا، كدين توحيدي.

    وهناك سعي دائب من قبل رئاسة الطائفة المندائية للحصول على فتوى من قبل المرجعية الدينية العليا بالديانة المندائية كديانة توحيدية، لا سيما بعد ترجمة كتاب " كنزا ربا " الكتاب المقدس للمندائين الى اللغة العربية. أما الاعتراف الشعبي فيقترن بالتصدي لازالة مجموعة من الصور النمطية السائدة عن المندائيين، والتي تسبب في كثير من الاحيان تمييزاً ضدهم، وتؤثر على مستويات القبول الاجتماعي لهم من قبل الاغلبية المسلمة. وكثيراً ما تحدث انتهاكات ضد الاقليات الدينية من قبل الجهات الفاعلة في مناخ سياسي يسوده الافلات من العقاب، على خلفية الانتشار الواسع للأحكام المسبقة والصور النمطية التي يمكن أن تقدم تبريراً أو تشجيعاً على مثل هذه الانتهاكات.

    وبسبب الطبيعة الخاصة للمعتقدات المندائية وكونهم جماعة غير تبشيرية وأرتباط طقوسهم بالمياه الجارية، فأن اماكن عبادتهم لها وضع خاص وتُشَيد في اماكن قريبة من ضفاف الانهار، كما أن لهم مقابرهم الخاصة، ويرتبط انزعاج المندائيين في عدم تملكهم أرضاً للعبادة قرب هذه الاماكن، وتَعرّض بعض ممتلكاتهم للانتهاكات مثل تدنيس المقابر أو التجاوز عليها، وهذة التجاوزات لا تنتهك حقوق مؤمن وحيد فحسب، بل كذلك مجموعة الافراد التي تشكل الجماعة المرتبطة بالمكان المعني.

   وأهم الصور النمطية التي يواجهونها وتؤثر على مدى تقبلهم اجتماعياً (الاعتراف الشعبي)، ويشرح ظروف ترجمة كتابهمَ المقدس "كنزا ربا" الى العربية ومدى تأثيره على مدى تقبلهم من قبل المؤسسة الدينية كديانة توحيدية (الاعتراف من قبل المؤسسة الدينية) وتحديات ممارسة طقوسهم ومعتقداتهم، وموضوعات تمثل انتهاكاً لحقوقهم الدينية مثل أسلمة القاصرين. يواجه المندائيون جملة من الصور النمطية والاساطير والتلفيقات التي تساق ضدهم، والتي تؤدي الى العديد من حالات التمييز الديني، وهي نتاج قرون من سوء الفهم لهذه الجماعة الدينية غير التتبشيرية، وتشكل هذه الصور والاساطير جداراً من المصاعب في تقبلهم دينياً واجتماعياً.

ومن أهم هذه الصور النمطية:

 • عبادتهم النجوم، والكواكب، ومن ثم نفي التوحيد عن معتقداتهم وعدهم ديانة وثنية، ولهذه الصور نتائج وخيمة اذا كثيراً ما تبرر التمييز والاعتداء عليهم. أو يقوم هذا الاتهام على سوء فهم تاريخي بسبب خلطهم، مع عبادات جماعات اخرى، فضلاً عن عدم فهم طبيعة معتقداتهم بحد ذاتها، فالمندائيون لا يتجهون في صلاتهم نحو النجم القطبي لغرض عبادته، أو بوصفه قبلة لهم، بل يتجهون اليه في الصلاة وأثناء ممارسة الشعائر الدينية االاخرى نحو جهة الشمال، لكونهم يعتقدون بأن عالم الانوار (الجنة) في هذا المكان المقدس من الكون الذي تعرج اليه النفوس في النهاية لتنعم بالخلود الى جوار ربها، ويستدل على اتجاه الشمال بالنجم القطبي جغرافياً.

 كذلك من الصور النمطية:

• أشاعة أفكار غريبة عن طقوسهم، مثل خنقهم الحيوانات بدلاً من ذبحها، كما يفعل المسلمون، واليهود، والمسيحيون . وهو ما يترتب عليه نتائج أجتماعية مثل عدم مشاركتهم الطعام. في حين يعرف المطلعون على الدين المندائي أن ذبح الحيوانات لديهم يخضع لطقوس معقدة.

   النظرة التميزية، التي تترتب على ما سبق من اتهامات، تخضعهم لحصار اجتماعي تجعل الاخرين لا يصافحونهم، ولا يشاركونهم الطعام بوصفهم أنجاساً، مع أن المندائية ديانة تقوم على النظافة وتقديس " الماء الجاري " . لذا، يعد عملاً في غاية الاهمية تغيير هذه الصور النمطية عنهم عن طريق نشر معتقداتهم الواردة في كتاب المندائيين المقدس " كنزا ربا " أي الكنز العظيم، ويحتوي هذا الكتاب من وجهة نظر المندائيين على صحف ادم، ونوح، و سام، وغيرهم من الانبياء الاولين. وفيه سورة خاصة عن النبي يحيى، ويبدأ ببوثه "سورة " التوحيد، ودون الكتاب باللغة الارامية " اللهجة المندائية " وهي لغة الدين المندائي، لا سيما، مع حرص المندائيين على هذه المعتقدات، وصورتهم لدى الاخر.

   مع الاخذ بنظر الاعتبار، أن مجرد اصدار كتاب مقدس لديانة احدى الاقليات بلغة الاغلبية لا يعد كافياً، ما لم ترافقه حملة واسعة للتعريف بهذا الدين، فليست مجرد ترجمة كتاب مقدس للمندائيين الى اللغة العربية ونشره كافيه لوحدها لتغيير الصور النمطية والاحكام الجائرة ما لم يتغير السياق الاجتماعي والثقافي المسؤول عن ثقافة التمييز، مالم يتم الخروج عن التحديد الحصري لحرية الدين والمعتقد، في بعض الاديان السائدة. فضلاً عن أهمية التعريف بمعتقداتهم في المناهج الدراسية على نحو يتصدى لما سبق من صور نمطية.

    وفي هذا السياق نؤكد على الاهمية الحاسمة للتعليم والمناهج الدراسية " اذ أن من أهم مصادر اضطهاد المندائيين الكامن في طبيعة التعليم والاساليب الترهيبية والاقصائية التي تحتويها مناهج تدريس الدين الاسلامي التي ما تزال تحمل تصورات وتتبنى تفسيرات خاطئة، مثل وصف المندائيين بعبدة الكواكب والنجوم وان كتابهم المقدس هو الزبور وليس " كنزا ربا " على الرغم من ترجمة الكتاب للعربية وتوفره لمن يطلبه. وقد كانت هناك جهود مندائية حثيثة وتحرك من قبل رئاسة الطائفة لتصحيح تلك المناهج ولكن لا بد من تبني خطوات أكثر عملية بتعريف المندائية في المناهج الدراسية أيضاً. وليس تصحيح الافكار الخاطئة عنها فحسب.

والحيّ المزكي

وشكراً

 

 

 

 

 

 

ذهاب إلى أعلى الصفحة

العودة للصفحة السابقة