ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

المديرية العامة لأوقاف الصابئة المندائيين

مجلة آفاق مندائية - العدد 45 السنة الرابعة عشر - نيسان 2009

 

اتصلوا بنا

أرشيف الاخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

 

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

   الأستاذة لميعة واليصابات وصبأ

 

 

 كتبت الشاعرة لميعة عباس عمارة في كتابها الصابئة والمسيحية مايلي.. جرى المتداول أن أم النبي يحيى أسمها الصابات أو اليصابات 0 وباللغات الأجنبية ليزابت او أليزابت. حتى صارت الرواية حقيقية ولايمكن زحزحتها. وحين نقرأ في الكتب المندائية نجد أن أسمها كان (نشبي) وهكذا مدون في كتاب دراشا يحيى (أي دراسة يحيى) وهو كتاب مقدس لدى المندائيين. ويحتل المرتبة الثانية بعد كتاب الكنزا ربا أو الكنز العظيم 0وهو مخطوط باللغة المندائية الأرامية يؤرخ حياة النبي يحيى من الولادة حتى الوفاة ,ويضم أقواله وتعاليمه 0أذن فكيف نشك في تسميتها المندائية (نشفي) وهي أولى بالأعتماد والثقة ؟وتعني نشفي من الشفاء ,بعض الأسماء ألأرامية نأتي على صيغة الفعل المضارع مثل يعقب التي نلفظها يعقوب وباللغة الأرامية ياقف أو ياقب ,ومثل يسـوع ,ويحيى و يوحنا وغيرها أن كلمة ( نشفي) تتحول باللفظة الى أنشبي أي بتسكين الحرف الأول والنون ولفظ الفاء (ب) مشدده، ومعظم الأسماء الأ رامية تبدأ بحرف ساكن0لذا يضطر كاتبها بالعربية يضيف همزة وصل في البداية مثل أبراهيم. اسحاق أو أسحق. إسماعيل أو بالأصل أسمائيل ,أي أسم الله,وأنشفي ,حتى كلمة ( أسم ) هي من هذا القبيل في ألأراميه هي (شم) وتكتب بالعربية بزيادة همزة الوصل. وهكذا كل الأسماء أصلها أرامي. وقرأت في الكتب المندائية أيضا (دراشة اد يهيا). جملة كانت هي دليلي كلمة الصابات و الجملة بالأرامية وبالكتابة العربية هي ( يا أبا سبأ زكر. أويا ابا صبا زكر). ومعناها بالعربية. يا أبا الشيخ زكريا. فكلمة صبأ تعني الشيخ.  أوهي أحدى معاني الكلمة، لأن الكلمة المندائية لها أكثر من معنى والمعنى الثاني ( صبغ ) أي تعمد ومعاني أخرى (راجع قاموس ماتسوخ ودراوور) والقاموس المحيط. أذن وباللغة نفسها يكون معنى صابات شيخة.. والصابات الشيخة 0ونحن بقينا ندعو هذه السيده( الشيخة ) كما كانوا منذ ألف سنة هم كانوا يعرفون أسمها الحقيقي ولكنهم أحتراما لاينادونها به ونحن نجهله تماما حتى علماؤنا ومؤرخونا وباحثونا. وظل الزمن الطويل يباعد بيننا وبين الحقيقة. فنسينا الأصل تماما وتمسكنا بالكنية ,حتى فيض الله لهذه الحقيقة أن تظهر وهنا نأتي على كلمة (صبأ)التي ظلمها المؤرخون ونصرتها الأستاذة لميعة عباس عمارة بالدليل فقد كتبت في مجلتها المندائي في تفسيرها ألى كلمة صابئي.

 1- أذا كانت كلمة ( صبأ ) بمعنى رفع رأسه الى السماء تعبدا فهم كذلك.

 2- اذاكانت الكلمة من (صبغ) العربية الأرامية بمعنى التعميد فهم الصابئة المتعمدون (أصبني بمصبتا أد بهرام ربا) أي عمدني بعماد بهرام الكبير. وردت في القران الكريم (صبغة الله ومن أحسن الله صبغه صدق الله العظيم) ووردت في الأنجيل على لسان المسيح (ع) (وبالصبغه التي أصطبغ بها تصطبغ).

 3- أذا كانت من كلمة (سبأ)التي تعني شيخ بالارامية، أو دولة سبأ. (دولة الشيوخ) فالصابئة يطلقون لحاهم وشعور رؤوسهم فلهم هيئة الشيوخ وقد ورد ورد في كتاب (دراشا أد يهيا ) بالمندائية (يا أبا صبا زكريا أي يا أبانا الشيخ زكريا).

 4- واذا كانت من(صاب) بن النبي أدريس(ع) وأليه تنسب الصابئة كما يقول المؤرخون فهذا معقول جدا.

 5- واذا كانت من صب الماء للأغتسال و هي كلمة عربية فهذا مقبول لأنهم مغتسله و لكن من غير المقبول، وغير المعقول وغير الواقعي هو ان الصابئة من الفعل (صبأ) اي خرج من دين الى دين. لأن الخروج من دين الى دين حالة مؤقتة وسريعة تنتهي بتسمية جديدة لا تلتصق بالشخص او المجموعه الى الأبد كما نسمي الماء المتجمد ثلجا، او الثلج الذائب ماء اي انه ياخذ اسم الحالة الجديده بالسرعة التي يخرج بها من حالته السابقة. ان شهادة المؤرخين المسلمين لهم تعتبر متأخرة جدا عن تاريخ الصابئة وقدمهم، في حين اهملت ذكرهم المراجع التاريخية المعاصرة لهم وهذا يضر بحقيقة وجودهم و يجعل من الشائك البحث في تأريخهم. ومن اول الزمن كان مقررا ان يطمس اسم هذه الديانه المنبع ومن قبل الذين اخذو عنها خاصة ليكون لهم شرف السبق و الأصالة . و يضل الصابئة حين يذكر دينهم في المراجع العلمية كأنهم اخذوا من كل الأديان . هذه هي الحقيقة اخوتي التي علاها الغبار و تراكم مئات السنين . ان الأيام القادمة كفيلة بهمة و عزيمة مثقفينا ورجال دين طائفتنا و الخيرين المنصفين في مجتمعنا ان تنجلي و تسطع الشمس و تكشف كل شيء حيك في غير حقيقتة. فنحن لا نريد غير الحقيقة التي نؤمن بها منذ الوف السنين. كما واننا لا نستجدي عطف احد غير ان توضع الحقائق في نصابها وان يعدل الميزان بعيدا عن التعصب والغرور والمغالاة التي لا تجدي نفعا. والله يهدي الى سواء السبيل وهو وراء القصد .