مقايس تقدير قيمة الدول في العالم - زورابهنام مرقص عبا


  من المسلم به أن مفهوم الدولة أخذ عدة أشكال منذ نشوءها وتطورت ففي البداية ظهر ما أسطلح عليه دولة مدينة (city stood) حيث كل مدينة تشكل دولة صغيرة تمثل المدينة العاصمة لها ولها مساحتها ولها ادارة مستقلة وجيش للدفاع عنها ولها قوانينها مكتفية ذاتياً وفيها نوع من التخصص وتقسم العمل بين الجنود للدفاع والفلاحين للعمل بالزراعة، وهذا النظام ظهر منذو العصور القديمة وفي اوربا خلال العصور الوسطى ظهرت مثل هذه الدول، وبالنسبة للتاريخ العربي كانت المدينة حيث كانت الوثيقة (doumts) حدت مسؤوليات وواجب كل طرف من الاطراف المهاجرين والانصار والدفاع المشترك كان واجب على كل الاطراف وحدت طبيعة العلاقات بين المهاجرين والانصار، تطورت الدولة وتطور تبعاً لذلك مفهوم الدولة بحيث اصبحت الدولة القومية تظم داخل أراضيها شعب ينتمي الى قومية واحدة خاصة أن كانت قومية واحدة وهذا مصدر قوة للدولة، ثم تطورت الدولة وظهر مايسمى بالدولة الامبراطورية وتظم في هذه الحالة أمم وأقوام أخرى تدين لها بالولاء مرغمة بشكل عام أما بخصوص مقايس تقدير قيمة الدولة، فقد حدد الجغرافيون السياسيون مقايس عديدة وهي:
1- شكل الدولة وعلى سبيل المثال كأن يكون شكل الدولة طويل كدولة شيلي التي تمتد من شمال أمريكا الجنوبية الى جنوبها ففي هذه الحالة وهذا مما يحمل السلطات في تلك الدولة صعوبة السيطرة على جميع اطرافها من ناحية ومن ناحية أخرى يسهل طول الدولة على حركات الانفصال ويسهل تقسيمها الى عدة دول، أو أن تكون الدولة متكونة من عدة جزر كاليابان على سبيل المثال فهذا مما يستوجب على الدولة ربط تلك الجزر بواسطة جسور لجعلها مرتبطة مع بعضها وليسهل الدفاع عنها في حالة نشوب حركات انفصالية.
2- موقع العاصمة أحد مقايس تقدير قيمة الدولة كلما كانت عاصمتها تقع في الوسط باعتبار أن العاصمة دائماً تمثل مركز الدولة وقلبها النابض ليسهل الدفاع عنها في حالة نشوب الحرب ومع غيرها من الدول، ومن أجل ذلك لجأت بعض من الدول في العالم الى نقل عواصمها الى داخل أراضيها لان عواصمها كانت متطرفة كموقعها أوكانت عواصم ساحلية مما يسهل مهاجمتها بسهولة من البحر وعلى سبيل المثال أن عاصمة الاتحاد السوفيتي (موسكو) الحالية لتكون بعيدة وفي مأمن من الضربة الاولى.
3- القوميات التي تضمها الدولة كلما تعدت القوميات في دولة ما كلما زادت مشاكلها وكلما إزدادت حركات الانفصال بتلك الدولة وهذا مما يزيد من متاعب الدولة وكلما كانت الدولة متجانسة بقوميتها كلما قلت مشاكلها وبالتالي تقل مسؤولياتها وتكون في مأمن من حركات الانفصال اما في حالة تعدد القوميات تكون أدوات النسف بجسم الدولة قائمة على طول الخط وكذلك الحال تعدد الاديان واللغات.
4- حدود الدولة كلما طالت أبعاد الحدود بها يكون سبب في كثرة الدول المتجاورة لها وهذا أيضاً يكون سبب في كثرة الدول المتجاورة لها وهذا أيضاًيكون سبباًلنشوء مشاكل مع تلك الدول المتجاورة وخلافات على الحدود، وبهذا ليس المهم أن تكون الدولة ذات مساحات شاسعة وتعاني من أمور أخرى كقلة السكان مثلاً، أذن ماهي الدولة وكيف يجب أن تكون وكيف تعتبر مثالية، ماهي حدودها هل أن تكون حدودفلكية أم حدود تضاريسية أم حدود حضارية ؟ وهل أن تكون دولة عملاقة أم تكون دولة ضغيرة أو قزمية ؟؟