ان اسوأ ما في الله... انه لا يفعل اي شيء...!!! - غصن كمال حراق

 

 

   هكذا كتب احد الكتاب الاسكوتلنديين بحرقة قلب وحزن حينما كان يتأمل في الغاز الحياة... واسفاه فقد كانت نظرته محدودة ومقتصرة على النظر بعين واحدة، وهذا الامر من دواعي الاسف الشديد فلو تحلى كل منا ببصيرة أعمق من البصر المجرد، لوجد ان الله رب الكون عاملاً بأهتمام حتى وسط اسوأ الظروف، وسط الالم والحزن، حينما نعتقد اننا في ضياع وان الله قد نسينا... لكن الطريقة التي يعمل بها الهنا لا تكن واضحة المعالم أو سهلة التمييز من حيث ان الله لا يعمل شيء فيبدو صامتاً.. الدعوات والصلوات لا تستجاب والايام تصبح اطول مما هي عليه، لكن الله يكون اكثر عملاً مما نتوقع او يمكن ان نعرف حتى.
 

  فالكواكب تدور في مسارات محددة لها منذ الآف السنين وما زالت للساعة عاملة على هذا ولم تتوقف الارض عن الدوران ولم تغب الشمس يوماً وكل البحار والمحيطات تتوقف كل يوم عند شواطئها ولا نريد ان نتخيل العكس فرضاً.
 

  فالكثير الكثير من الاشياء والامور التي نغفل عنها تحدث بفضل سيطرة الله الغير منظورة على الاقل بمنظورنا الانساني فالله يمنح كل شيء للخير، طرقه غير طرقنا، حتى لو بدت انها غير ملائمة، فأيانا تمادياً ولنحذر منالاستسلام مما نظنه قعود الله عن العمل. فالله لطيف فلا يقسو، حكيم فلا يخطيء وهو رحيم لكنه عادل بذات الوقت، وقد لا تستطيع اية ظروف مغايرة قد نتوقعها أن تنجح عمل خطة الله على نحو أفضل من الظروف التي قد نمر بها يوماً.
 

  وليكن اي صليب نمر به صابرين في حياتنا، هو اعلان عن طاعتنا واستجابتنا. فالله يعطي الافضل للذين يلقون رجائهم عليه.