خواطر..1 بلا عنـــــوان...

بنت السريان سعاد البناء

souadissa2@yahoo.com

 

 17 كانون الاول 2008


  غارقا في لجة احزاني تعصفني الريح ويلطمني الضياع ووسط دوامه افكاري ابحرت في ظلمات بحر خطاياي.. وقد انهكني التعب تتقاذفني الامواج من كل صوب وحدب.. كاد ان يقتلني اليأس واستسلم لقدري.. رغم اني لست اؤمن بالقدر لست الوحيد بين هذا الكم من الناس، فالخليقه تئن باسرها وتتخبط في اعوجاجات مسارها (لقد اخطأ الجميع واعوزهم مجد الله)

  جلت بناظري الى من حولي وجدتهم صغارا وكبار عظماء وجبابرة ابطال والكل يحمل صليبه الذي اثقل كاهله فأحنى ظهره ومال...

  صلبان صلبان صلبان هنا وهناك وفي كل مكان في جميع الاتجاهات.منظر مروع لا احتمله فأجهشت في بكاء مر... متذكرا بكاء بطرس يوم انكر مولاه.

  وعلى حين غرة ومن بعيد بعيد.. انبثق بصيص نور آت واقترب اقترب مني ودنا... فوجدتني امام شاب اروع جمالا من بني البشر وقد التف بمعطف حريري احمر، وكأنه ابن ملك بل واعظم.

  تنهدت ووسط دهشتي نفثت ما في صدري من حسرات خلتها احرقت حنايا ضلوعي فدفنت راسي بين راحتي وخنقتني العبرات.. فلم اعد اقوى على الكلام ولم انبس ببنت شفه... الك خلقت هذه الحياة؟ الك النعيم ولنا الشقاء؟ اتمشي الهوينى بين المعذبين غير آبه بتلك الرفات؟

  من انت بالله عليك من انت ايها الات؟

  هكذا ناجته نفسي بصمت وخاطبه كياني من عمق..
 

  وعلى لمسه حانيه منه استفقت وقف بجانبي يحدثني فقال: (ما لك يا ابني وعلام العتاب؟ هلم اقبل انك تقشعر من البرد)... وفتح معطفه الاحمر ليقيني لسعات البرد ويحتظنني بحنان يا الهي يا لهول ما رأيت. رأس مثخن بالجراح وصدر متشح بالدماء وقد كست جسمه الصلبان تسمرت في مكاني لا اجرؤ على الاقتراب ناداني بهمس ورقة.. قال: (أعاجز انت عن حمل صليبك ايها الانسان؟ دعه عنك وهلم اختر لك واحدا فمن يتبعني لابد ان يحمل صليبه فاني من قبل عنك قد حملت صليب العار). مد يدي وأخذت اصغر واخف الصلبان.. فأبتسم واومأ الي بصوت هاديء وعذب وقال: (أما قرأت؟).. حملقت بعمق فإذا اسمي مدون على الصليب الذي اخترت. رمقني بنظرة عتاب قائلا: (انظر الي يا عابر الطريق ما احمل انا من صلبان، لا تخف.. لقد نقشتك على كفي.. دعوتك باسمك فانت لي اني شريككم في كل الضيقات تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم).


  عندها ادركت اني امثل امام رئيس الحياة امام مسيحي البار فقد حمل عنا الآمنا - اوجاعنا - خطايانا - مجروح لاجل معاصينا.


  لذا عدت ادراجي وقد اسدلت الستار على ما فات لافتح صحيفه جديدة بين يدي من حمل عني صليب العار لقد خلقني من جديد.. حينها ايقنت انه ليس للشيطان سلطان على ابناء الله...