حديث بدون رقابة الى المرأة المندائية

راهبة الخميسي

 

 

دعيني سيدتي اتحدث اليك وبدون رقابه


  يا ايتها السيده التي نهضت بروحها وتثقفت وتالقت وتسارعت للاندماج بالمجتمعات الحضاريه التي انزجت بها لسبب او لاخر.
لقد قرات الكثير وطرق سمعك الكثير عن نقاء طائفتك التي تنتمين اليها,حيث اتفق علماء الاجتماع ولانثروبولوجيا والتاريخ وعلم الطبيعه على ان طائفتك نقيه متفرده لاتوجد مثيله لها باي مكان من العالم,والتي وجدت من بدايه الخلق على حافة الزمن والتاريخ منذ الاف السنين.


  طائفتك سيدتي المندائيه صمدت وتحدت الزمن رغم انها عاشت منعزله ومنقطعه لممارسة طقوسها على حافات المياه او منابعها وخصوصا في جنوب العراق.


  وبالرغم من انها تجاوزت محنة انقراضها في القرن السادس عشر بسبب الاوبئه,تتعرض الان ومنذ فتره ليست بالقصيره حيث انسحب عليها ما اصاب بلدنا من عسف وظلم واستبداد وطغيان,مما ادى الى تقلص عدد ابنائها بشكل كبير وواضح وللاسباب:-
1 - كثره عدد الوفيات.
2 - قلة الانجاب لعدم قدرة الشباب على الزواج نتيجة الظروف القاسيه من حروب وحصار والتي المت بالبلد.
3 - الامراض البيئيه والبايولوجيه بسبب الحروب ايضا والتي اصابت فتياتنا المتزوجات بما يشبه العقم بسبب الاسلحه البايولوجيه واقصد بذلك:-
أ - الحمل خارج الرحم.
ب - الحمل الكاذب.
ج - الاجهاضات المتكرره و غيرها.


  وبالنسبه للشباب الذي اجبر على تناول بعض المواد والتي من شانها التقليل من طاقته اذا كان في جبهات القتال او في السجون.
عدا ذلك من اسباب عزوف الشباب عن التقدم للزواج والارتباط خلال الفتره السابقه هو انعدام الامان والضمان الوظيفي والاجتماعي والصحي والمادي.


  هذه الظاهره وكما تعلمين سيدتي هي ظاهره عامه بالمجتمع العراقي . بيد انها متجسده او متضخمه في الطائفه بحكم قله عدد افرادها.

  انت تعلمين ايضا ان هنالك مشكله كبيره تعاني منها الطائفه وهي ازدياد نسبة عدد الاناث على نسبه عدد الذكور في الطائفه المندائيه.

  اسالك الان سيدتي.......ماهو رايك بكل ذلك؟الم تتسائلي يوما لماذا نحدد النسل؟

  ولماذا تكتفي السيده المندائيه بانجاب طفل واحد او اثنين فقط؟اليست مطالبه بالمساهمه للابقاء وازدياد افراد هذه الطائفه العريقه؟
  والتي تعرضت ولا تزال معرضه ومهدده بالانقراض؟
  انك سيدتي القادره على اغناء الطائفه بافراد جدد كونك الان متحرره من جميع الضغوط الاقتصاديه والاجتماعيه.
وانت تعلمين جيدا ان المراه المندائيه عانت الكثير كونها ضمن نسيج المراه العراقيه والتي وقع عليها عبء كبير بسبب الظروف الصعبه التي تعرضت لها اضافه الى الاضطهاد الديني الذي تعرضت له الطائفه من قبل المجتمع المتعصب ضد الدين المندائي.
بماذا تفكر السيده المندائيه اليوم؟ وهي تدري ان دينها يطالبها بالانجاب؟


 (امنوا بربكم..ان العالم الى زوال , ولاتكونوا كالذين يكرهون الحياة فيعزفون عن الانجاب فيها , اثمروا ان اردتم ان تصعدوا حيث النور)
      _من كتاب الكنزا ربا العظيم_

  لقد خطر بذهني وانا احاورك سيدتي كيف ان الشعب الفلسطيني يتسابق افراده الى زياده النسل داخل فلسطين وخارجها, وبشكل ملفت كل ذلك لهدف موحد لديهم وهو لاثبات وجودهم وللتفوق العددي على عدد الافراد الاسرائيليين , ولهم قناعه كبيره بهذا الهدف.
 

  نحن لانبغي التفوق على احد , نحن نسعى للمحافظه على بقاء الطائفه وزياده عدد افرادها.
اننا نلتقي بنفس الهدف مع الفلسطينيين وهو الديمومه والتفرد والبقاء باعتبار طائفتنا مميزه ومتفرده بالتاريخ المعاصر وعبر الزمن.


سيدتي:
  لاتجعلي موضه العصر تهيمن عليك ايتها الواعيه, المتعلمه, المدركه كوني المبادره لتحذوا الاخريات حذوك واعتبريها دعوه للانجاب فان كل طفل يولد في طائفتنا يزيدها نورا ويرسخ لها مكانة اوسع.
 

  ولنقل معا اننا سنبقى وسنستمر وستزدهر بنا الحياه وستزهو بنا المعموره وان ولادة فرد صابئي مندائي واحد ربما كفيل بان يكون ادم بو الفرج او احد الشيوخ او ربما ابو الاسحاق الصابي او ثابت بن قره او عبد الجبار عبدالله اوغضبان الرومي أو نعيم بدوي..
 

وتحيتي لك