كل ما يجب أن تعرفه عن الحساسية

 

 

  الحساسية أستجابة دفاعية من قبل نظام دفاع الجسم، فأذا ما دخلت الجراثيم الجسم كان طبيعياً أن تهب الخلايا ومضادات ألاجسام والعناصر الكيميائية الى مقاومتها، غير أن أنتفاض نظام المناعة في الجسم على دخيل غير ضار هو الحساسية بالذات، أما مثيراتها الرئيسية فقد تكون جزئيات يحملها الهواء وأطعمة وأدوية معينة، وأما أبرز العناصر المؤدية أليها فمادة الهيستامين الكيميائية المتوفرة في خلايا كثيرة في الجسم ، وهي مادة تندفع أستجابة للتحدي، هذا أمر حيوي حين يقوم الجسم بمقاومة ألتهاب فعلي، ولكنه مزعج بصورة رهيبة حين لا يكون هنالك أي ألتهاب. وأكثر ما تظهر أعراض الحساسية في المجرى التنفسي وعلى الجلد، ومن مظاهرها أندفاع الهيستامين، وأنسداد ألانف، والحكة، وجريان المادة المخاطية في حالات، أو أرتعاش ألانف، والسعال المزعج، وأحمرار العينين، وتورم الشفتين والجفنين في حالات أخرى، أما الجلد فيصاب بألاحمرار والتورم والتبقع.


تمييز الحساسية
  يزعم البعض أن لديهم حساسية لكل شيء، ولكن الواقع هو أن هذا ألانفعال مرده الى أمر أو أمرين في الغالب، والمعروف في هذا المجال أن الملاحظة الدقيقة تتيح لنا معرفة مثيرات الحساسية في بعض الاحيان، أن أنفجار نوبة عطاس عند ألاقتراب من حيوان ما أو ظهور أعراض الحساسية في البيت في الليل مثلاً، في حين لا تظهر أية أعراض أثناء العمل مثلاً، دليلان واضحان على سبب الحساسية، غير أن التأكد من وجودها لابد له من فحص يقوم على تلقيح مادة مثيرة للحساسية تحت الجلد لمعرفة ردة الفعل، وهي تظهر خلال ربع ساعة تقريباً.


  ولما كانت فحوص حساسية الجلد غير موثوقة في جميع الحالات، فقد عمد ألاطباء الى فحوص (راست)، (أشعة أمتصاص الحساسية) القاضية بأضافة بعض نقاط دم المراد فحصه الى مستخرجات عديدة من مواد مثيرة للحساسية، ومراقبة النتيجة من قبل خبير تقني مثل هذا الفحص موثوق النتيجة ولو أنه معقد.


حساسية المجاري التنفسية
  وتعود حساسية المجاري التنفسية الى مثيرات في الهواء بالدرجة ألاولى ولكن بعض ألاطعمة قد تكون مثيرة لذلك أيضاً، والمثيرات الرئيسية المعروفة هي اللقاح النباتي والغبار الناعم ودقائق حرشفية من ريش الحيوانات ومن أعراضها العطاس المتواصل وأنسداد ألانف والحكة الحادة في العينين وألانف، ومن ألهام جداً أن نتعرف الى مصدر الحساسية في مراحلها ألاولى لتسهيل المعالجة أو الوقاية منها. وفي رأي ألاطباء جميعاً أن الوسيلة المفضلة لمعالجة الحساسية هي ألابتعاد عن المسببات لها أو عدم التعرض لها في ساعات أنتشارها، والمعروف أن اللقاح النباتي غزير ألانتشار في ساعات الصباح ألاولى وفي الايام الجافة الحارة، وفي هذا المجال أيضاً يستحسن أقصاء النباتات والحيوانات عن المنزل.


الحساسية للآطعمة
وتظهر الحساسية للآطعمة بين ألاطفال في الغالب ومردها بالدرجة ألاولى الى الحليب البقري، وبياض البيضة، الحنطة، والشوكولا، والجوز، والسمك، ومن أعراضها البارزة ألالم في القناة الهضمية، و (الغازات) وألاسهال والتقيوء، على أن معظم هذه الحساسيات عند ألاطفال تزول مع الوقت. قد تكزن معرفة الغذاء المثير للحساسية سهلة لاسيما حين يؤدي تناول الغذاء ظهور أعراض الحساسية مباشرة، غير أن معرفة السبب تتطلب في الغالب مراجعة الطبيب والوقت أللازم لأكتشاف الغذاء الضار لتجنبه بصورة نهائية. والغالب في رأي ألاطباء أن المنكهات والملونات التي تضاف الى بعض المشروبات الخفيفة وألأكولات المعلبة تسبب الحساسية عند كثيرين من الناس في حين أن عدداً من ألاطباء يعتبر هذه المنكهات والملونات مسؤولة عن كثير من المشاكل التي تتعرض لها أمعاء ألاطفال.


الحساسية للآدوية
  كل علاج قد يثير الحساسية غير أن البينيسيلن، وألاسبيرين، والسلفا، والمهدئات هي أكثر العقاقير أثارة للحساسية ومن مظاهرها الطفح الجلدي، والحكة خلال ساعات أو أيام أحياناً، ولذلك ينبغي عدم تناول أي دواء ألا عند الضرورة، ولعل تناول العلاج عبر الفم هو أفضل ألاساليب، أذ أن الحقن مثير لردة الفعل هذه حتى أن أستعمال المرهم للجراح مثير للحساسية وعند أكتشاف الدواء المثير للحساسية ينبغي تجنبه.


ألاعوار (فرط الحساسية)
  ومن الناس من يتعرض للحساسية الشديدة أذا لسعهم النحل، أو الحشرات السامة، أو تناولوا البينيسيلين، وألاسبرين، أو أكلوا ألاسماك والبيض، أو حقنوا باللقاح وقد يؤدي ذلك الى تأثير المجاري التنفسية وتعذر التنفس، فالوفاة في بعض الحالات ثم أن أنعدام ظهور الحساسية لدى تناول الدواء لأول مرة لا يعني أننا لن نصاب بها عند تناوله للمرة الثانية، والوسيلة الوحيدة لمكافحة فرط الحساسية هي الحقن بألادرينالين، على أنه من الجدير أن نلاحظ أن العلاجات الواقية من نوع منها لا تفي بالضرورة لمعالجة أنواع أخرى منها.


علاجات الحساسية
  تؤمن مضادات الهيستامين وقاية الى ما لا يقل عن ( 50% ) من الذين يعانون من الحساسية ولكنها لا تستطيع أن تكزن ذات مفعول رجعي ولذلك يشار بأستعمال هذه المضادات بأستمرار أثناء التعرض لمثيرات الحساسي برغم ما تسببه من النعاس أحياناً. وأذا كانت مضادات الهيستامين لا توقف زكام ألانف أو أنسداده، فأن أستعمال مزيلات ألاحتقان الشفهية الى جانبها كفيل بأعطاء النتيجة المتوخاة، لاسيما بعد ألامتناع عن أستعمال النقط والرش لأزالة ألاحتقان، ومن شأن أستعمال الكورتيزون أن يعطى نتائج مشجعة شريطة أن يتم ذلك تحت أشراف الطبيب، ثم أن هنالك وسيلة الحقن لمكافحة الحساسية أو لتأمين المناعة أزاءها ألا أنها معقده ، ويجب أن تستمر بضع سنوات وهي تقضي بحقن ألانسان بجرعات صغيرة من المادة المثيرة للحساسية مرة أو مرتين كل أسبوع، بحيث يصل هذا ألانسان الى مرحلة يستطيع معها أن يتحمل التعرض لمثيرات الحساسية بدون تأثير.


الحؤول دون الحساسية
  كل أنسان معرض للأصابة بالحساسية على أنه بألامكان خفض أحتمالات حصول هذه ألاصابة بأتخاذ تدابير معينة في السنوات ألاولى من الحياة، وفي رأي العديد من الخبراء أن تغذية الطفل بأرضاعه من ثدي والدته يخفض أحتمالات تعرض جهازه التنفسي للحساسية ويمنحه بعض المناعة في مقاومة الحساسية لبعض ألاطعمة أذ أن حليب الوالدة يحتوي على مضادات للأجسام وعلى مواد أخرى لا ينتجها الطفل قبل مرور أشهر لتقيه من ألالتهابات والحساسيات، ثم أنه يجب تجنب ألاغذية المثيرة للحساسية أثناء السنة ألاولى لأن حليب ألام يؤمن للطفل جميع حاجاته الغذائية في ألاشهر الخمسة أو الستة ألاولى ، أن تجنيب الطفل أية حساسيات خلال السنة ألاولى يخفف مثل هذه المشاكل في السنوات التالية، وعند مباشرة أطعام الطفل يفضل أعطاؤه نوعاً واحداً جديداً من الطعام كل أسبوع، أذ يمكن لنا بذلك مراقبة ظهور أية أعراض والتوقف عن هذا الطعام حتى زوال ألاعراض، وفي ختام هذا العرض الموجز للحساسية ينبغي التأكد على أن تحمل بعض ألاعراض المرضية البسيطة قد يكون أفضل من أخذ الدواء لمعالجتها أذ أن ذلك يوفر أحتمال حصول الحساسية من الدواء ومن ناحية أخرى ينبغي لنا أن لا نرفض تناول دواء ما بسبب حساسيتنا لدواء أخر أما ألاعتقاد بأن ألانتقال من مكان الى مكان للحؤول دون الحساسية فلا صحة له أذ ان المعرضيين لحساسيات حادة قبل أن يكونوا معرضين للتأثر بشيء واحد فقط، ولذلك يسود الرأي بأن كل بيئة ينتقلون أليها لا بد أن تحتوي على ما يثير الحساسية.