عزيز سباهي

  هكذا، اذن، يدخل المندائيون ميدان الاعلام الالكتروني، و يفتتحوا موقعاً رسمياً خاصاً بهم ، بعد ان جربوا قبلها النشر الصحفي التقليدي. و سيدخلون ، كما اخبرني بعضهم ، ميدان الإعلام التلفزيوني بعد ان مد لهم ابناء عمومتهم من الكلدواشور يد العون في هذا الشاًن.


  كل هذا يبشر بافاق ارحب لهذه المجموعه الخيره من ابناء الرافدين، بعد ان ظلت تصطنع لنفسها حواجز خاصه، جيل بعد جيل، لتفصلها عن الاخرين ، قانعه باجترار ماسطره الاقدمون من افكار و قيم و ميثولوجيا كانت تستجيب لازمانهم.


  وبقدر ما اعرف عن الشبيبه التي تولت الاعداد للموقع الالكتروني هذا من حيويه و ابداع و افق رحب، فأني استبشر منه خيراً ولاريب، وسيعمل على رفع شأنهم و تهذيب و عيهم اذا ما احسنوا استخدامه و عملوا على إغنائه و تطويره. إذا كان الشباب الذين ابتدعوا هذا الموقع قد سعوا الى أن ينهضوا بعملهم من جانبه الفني، بغيه ايراد موادهم باجمل صورها، فهل سيعمد المشرفون عليه الى السعي للارتقاء بالمواد ذاتها ، بمحتواها و يعملوا على الارتفاع بالمعالجه، و يضعوا شروطهم و مواصفاتهم في هذا الشأن؟ ومع كل هذا، اظل اتسائل عن المحتوى الذي سينصرف لمعالجته هذا الموقع؟ هل سينصرف الى ذات المهمه التي كررت معالجتها كل المجلات و النشرات التي اصدرها المندائيون في كل مكان، وهي التعريف بذات الافكار التي انطوت عليها كتبهم، وبات بميسور كل امرئ ان يعود اليها بعد ان ترجم عديد منها الى العربيه؟ أم سيتولى الحديث عن نشاطاتهم الراهنه وتعريف شبابهم ببعضهم من خلال ما يبدعون و هو امر حسن ولاشك، اشعر أنهم في حاجه اليه، ولاسيما وقد بات من اليسير الآن ان يتصل بعضهم ببعض؟. انني من خلال متابعاتي لمواقع الاعلام الالكتروني التي تُعنى بشؤون المندائين ألمس بوادر رغبه و اهتمام يتزايدان من جانب الاخرين، بالتعرف على الافكار و القيم المندائيه، و بهموم المجموعه المندائيه. ترى هل في هذه القيم و الافكار مايمكن ان يعرض في هذا الموقع بعد ان تجلى و يزاح عنها ركام قشور الطقوس الكهنوتيه التي ولدتها حاجه الامس؟ لدي هاجس ان الشبيبه المندائيه ستاخذ هذا الامر على عاتقها في يوم ما و ستبدع لغتها و ادواتها الخاصه في هذا الشأن، و ستنحي عنها جانباً الوصايا الابويه التي يصر بعضهم على فرضها في كل مره. و تداخلني الثقه ان هذا الموقع الاعلامي الذي يبدعه شباب اليوم سينهض بهذه المهمه. في الماضي كما في الحاضر ، اقام الصابئه المندائيون كثير من الروابط مع الشعب الذي نشأوا في وسطه. و اليوم ايظاً ينشأ وضع يبشر بافاق مشرقه و يهيأ لهم متسعاً من الافاق الرحبه للبناء و الابداع. و سيكون من مهمات الموقع الالكتروني الاولى ان يحتضن كل الافكار الخيره هنا، وسيعين اصحابها من خلال النقاش الحر على اجلائها و عرضها في ابها الصور.

   وفقتم لما فيه خير الجميع.