دماء الشهداء... نمو لبذار الكنيسة... 

القس يوحنا أيوب

                                                                                                                                                 

 "انا مجدتك على الارض العمل الذي اعطيتني قد اكملته ولكن ليفهم العالم اني احب الاب وكما اوصاني الاب هكذا افعل"


  اية جعلها الاب الشهيد يوسف عادل عبودي شعارا ونبراسا لحياته ومن منطلق هذه الاية بدأت حياة الاب الشهيد زاخرة بالايمان المفعم لمحبة السيد المسيح والكنيسة المقدسة وجميع الناس بمختلف اجناسهم ،ولكنه شغف مولعا منذ حداثته ونعومة أظفاره بروح "خدمة مذبح الرب" فحين كان في سن الرابعة من عمره ترعرع داخل احضان الكنيسة الدافئة وبدأ يتعلم طقس القداس الالهي ويسمع اقوال السيد المسيح لبرائته كقول السيد المسيح "ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السماء".

 

   فسار على هذا النهج الايماني القويم الذي استقاه من والديه المعروفين بحسن السيرة وصفاء السريرة فأرضعاه لبان التقوى والبر الامر الذي أهله ان يتدرج سنة بعد اخرى في مسيرته لخدمة الكنيسة حتى رسم شماسا قارئا سنة 1979 على يد قداسة الحبر الاعظم ماراغناطيوس زكا عيواص، حينما كان مطرانا لابريشية بغداد والبصرة انذاك، ونمت هذه الروح الخدمية في حياته واستمر على هذا النحو حتى تم أختياره من قبل نيافة الحبر الجليل مارسويريوس حاوا مطران ابرشية بغداد والبصرة جزيل الاحترام المعروف بحسن ادارته ودقة اختياره لكل من يقترن من خدمة الكنيسة والعاملين فيها فأختاره للدنو من خدمة مذبح الرب اذ رأه اهلا لحمل وزنة سر الكهنوت فرسمه شماسا انجيليا بتاريخ 2001/10/28 ثم رقاه الى درجة الكهنوت السامية بتاريخ 2001/11/4.

 

  وحق فيه قول الرسول يعقوب "ولا احد ياخذ هذه الوظيفة الا المدعو من الله كما هارون ايضا". حقا كان هذا الاب مدعوا من الله في كل مراحل وجوانب حياته ولاشك في هذا الكلام لانه ان لم يكن مدعوا ومختارا من السماء ما كان الرب يسوع قد منحه درجة الكهنوت السامية وما كان قد وضع على راسه اكليل الشهادة الذي اهله وجعله طاهرا وذلك بسفك دمه لاجل اعلان شأن الكنيسة. ولو تأملنا في حياة هـذا النبراس بـعد نوالـه درجـــة الكهنوت وتصفحنا طيات حياته الكهنوتية لرأينا انه سيشتاق كل كاهن كان يعمل ما عمله هذا الاب الشهيد وسيسعى جاهدا للارتواء والارتقاء الذي وصل اليه بسعيه الحثيث نحو تطبيق كلام السيد المسيح الذي قال "من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات"

 

   فمن ناحية الكنيسة فقد كان السباق بين اخوته الاباء الكهنة بحضور الصلوات واقامة الندوات والقاء المحاضرات للشباب وقد تميز عن اخوته الاباء الكهنة بانه كان هو الكاهن الوحيد الذي اقام الذبيحة الالهية في جميع كنائس الابرشية والتي من خلالها القى اجمل المواعظ واروع الكرازات في شرح فصول واصحاحات الكتاب المقدس الامر الذي جعله اهلا لدخول قلوب كل المؤمنين والى كل من يسمع كلامه ....كما قدم خدمات جليلة في مجال مساعدة الفقراء حينما اختاره نيافة الحبر الجليل مارسويريوس حاوا نائبا للجمعية الخيرية ،فقد كان اليد الممدودة لكل ذي احتياج وقلبا نقيا مفتوحا لكل من يسأل ومعطاء كريما لكل من يطلب عاملا بقول المسيح "اسالوا تعطوا,اطلبوا تجدوا,اقرعوا يفتح لكم" ومطبقا لقول يسوع ايضا "مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ" ومهما تكلمنا في هذا المجال الذي سار به هذا الشهيد فاننا لانستطيع ان نرد ولو جزأءا يسيرا بحقه . وعلى هذا المنوال وهذه المسيرة اكمل الاب الشهيد يوسف سعيه الذي وضعه نصب عينيه منذ ان كان طفلا حتى اخر لحظة من عمره وعمل وتاجر بالوزنة التي اعطيت له خير عمل فاستحق قول الرب يسوع كنت امينا على القليل فساقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك.... نعم ياابتي....

 

   نم قرير العين وانت راقد بالرب يسوع مع جميع الشهداء والقديسين الذين ارضوا الرب باعمالهم في حياتهم وانتصروا ونالوا اكليل الشهادة متمثلين بقول الرسول بولس "ان الموت في المسيح هو ربح" واذكرنا مع جميع من في السماء لتتشفعوا بنا بالصلوات التي تتلونها في فردوس النعيم ليشد الله ازرنا وان نكمل سعينا وان نتاجر بوزنتنا وان نثبت ونتوقى بايماننا الذي استقيناه من اباء الكنيسة الامجاد ودماء الشهداء التي روت بذار الكنيسة على مر العصور وان نوصله نحن بدورنا الى ابنائنا و احفادنا والى جميع العاملين بحقل الكنيسة المقدسة والى مجيء الرب نحن منتظرون آمين.

  واخيرا يا ابتي الحبيب وددت ان اكتب بحقك هذه القصيدة ولكل شهداء الكنيسة الجامعة.