شكرا ً من القلب.... 

مي ميخائيل

       
 يحلم كل أنسان بأمنيات ورغبات معينة يصبو ليجعلها حقيقة ملموسة على أرض الواقع وهي تتنامى تصاعديا مع مرور الايام والشهور والاعوام لكن علينا ان نتذكر اولا مشيئة الله المتوافقة مع امنياتنا ورغبتنا ليرشدنا الى الاتجاه الصحيح نحوها (قلب الانسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطواته) أمثال 16-9 واحيانا عندما تكون كل الابواب موصدة بوجوهنا يطول انتظارنا ويتسلل الملل والياس والقلق شيئا فشيئا على كل بقايا الامل المفعم بالتفاؤل فعندئذ يطفو على الباب السؤال التالي :-


  متى يا رب الوقت المناسب ؟؟


  فالاصرار على الصبر مع الانتظار يصبح هو الطريق الامثل لتحقيق كل الرغبات والاحلام وهي قابلة للتحقيق في الوقت المناسب بحسب مشيئة الله وليس مشيئتنا وأية معطلات طارئة تحدث خارج الحسبان قد تكون لصالحنا دون أن ندري لان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله.


  وعندما تتحقق رغبة من رغباتك الملحة وبعد جهد جهيد مكلل بوقت عصيب هل تقوم بتقديم الشكر للشخص الذي قدم يد العون وسهل قضيتك بأسرع وقت ممكن؟ أم أنك تدير له ظهرك ناكرا جميله؟ الملاحظ أن بعض الناس تجيد فن النسيان والتجاهل ويستملكها غرور القوة والكبرياء بمجرد حصولها على مبتغاها لتظهر جحودها بدل عرفانها لكل من كان لها معنيا كما في حادثة العشرة المصابين بالبرص والذين شافاهم الرب يسوع من مرضهم اللعين فعاد منهم فقط مريض واحد ليشكر الرب على حسناته ويعلن له تمجيده وحمده طوال حياته بعكس التسعة الاخرين الذين فروا هاربين ناكرين فضل ربهم عليهم ومستمتعين بتحقيق أمنيتهم بالشفاء دون المبالاة بصانع الشفاء يسوع الوحيد الذي حول حلمهم الى حقيقة (اشكروا على كل شيء لان هذه مشيئة الله المسيح يسوع من جهتكم) رسالة تيموثاوس الاولى 5-18
علينا بالتواضع بدلا من التكبر لان الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعين فيعطيهم نعمة وعندئذ نستطيع ان نستعين بكلمات الشكر لنرفعها عند الله على كل شيء مثل الملبس والمشرب والسكن والاطفال والعائلة والاصدقاء والعمل والصحة وكل صغيرة وكبيرة في حياتنا وقبل كل ذلك ان نشكره على عطية العطايا ابنه الوحيد الذي قدمه ذبيحة كفارة عن خطايانا واثامنا ماحيا اياها على عود الصليب ليمسحها بدمه الغالي والثمين ليكون لنا افضل مثل للتضحية. فكلمة (شكرا )البسيطة والمكونة من اربعة حروف فقط كلمة غنية بمعانيها وضرورية بقيمها ومشجعة بنتائجها وعلينا ان نفكر مليا لنعرف كيف ننطقها لتصدر من القلب مشبعة بالفرح والصدق والمحبة لتصل الى القلب مباشرة دون اية حواجز طبيعية او غير طبيعية معرقلة لعمليات البث والاستلام عبر شبكة الاتصالات بين القلوب البشرية ولنتخلى عن كل اثار الجحود والنكران المسيئة لانسانيتنا ومسيحيتنا ولا ننسى انه من فضلة القلب ينطق اللسان (شكرا).