عام مضى وعام جديد يأتي

عبدالله النوفلي

  غاية ما تتمناه الشعوب هو حصولها على لقمة العيش من أجل أستمرار الحياة والأمن لكي يهدأ البال ويستقر وينطلق الأنسان نحو العمل والأجتهاد بغية تحقيق الأهداف التي يخططها لعائلته ولمستقبله عملاً بالقول المأثور "لكل مجتهد نصيب" . نتكلم عن هذا ونحن على أعتاب توديع عام عشناه بكل تفاصيله الحلوة والمرة والى أن تدق الساعة وعقاربها تنطبق على الرقم (12) ليلاً معلنة ميلاد عام جديد الذي هو يدون التاريخ في كل سنة . بلا شك أن عام واحد في عمر السنين لا يعتبر بالرقم الكبير الذي يقلقنا لكن الذي يقلق الجميع هو مضي ايام هذا العام دون أن نترك بصماتنا عليها وتترك ايامه أثراً في ذاكرتنا او التاريخ لنجد أنفسنا وقد خسرنا هذه الفترة الزمنية المحددة، والطاعة الكبرى عندما نلحق سنة بأخرى لتصبح عقداً أو عقود من السنوات لنقف في محطة معينة وننظر خلفنا لنجد أنفسنا أننا ما كنا سوى لنراوح في ذات المكان وعندما ننظر الى الأمام نجد الآخرين قد سبقونا في فترات زمانية ومكانية كبيرة .... !!! عندها لا يفيد الندم ولا تنفع كل الجهود لأن عجلة الزمن لا يمكن أعادتها الى الوراء مطلقاً .
فمن له أذنان ليسمع ومن له عينان تبصران ليرى ويفهم حكمة الله جلت قدرته عند خلق كل شيء في ستة أيام ورأى أن كل شيء كان حسناً وكان قمة هذا الخلق هو الأنسان لأنه كان على صورة الله ومثاله زينه بالعقل الذي لا يوجد نظيره لدى كافة الخلائق الأخرى، فهذا العمل الالهي يستوجب منا نحن البشر ترجمته على أرض الواقع بأحسن وأبهى صورة لكي نكون أهلاًأن ندعوه (أبانا) ونكون له أبناء من خلال عدم أضاعة الوقت والأجتهاد لكي نستثمره خير أستثمار وان نختصر الخطوات بالأستفادة مما وصلت أليه الشعوب وما توصل اليه الأخرون في مجال العلم والثقافة والفن والرياضة وكافة ميادين الحياة . ولابأس أزاء ذلك ان نقف هنيهة لمراجعة الذات وتقويم المسيرة حتى نكمل القادم من العمل بأكثر همة وأحسن حال . وديواننا الفتي تنطبق عليه كلما ذهبنا اليه من حال الجميع وعدم وجود الكادر الكافي وعمره الذي تواً وصل الى الخمس سنوات وخبرته الفنية رغم كل الظروف القاهرة التي مرَ بها كما مرَ كل العراق مطلوب منه أن يختصر الزمن ويشد الهمة نحو السير حثيثاً لتعويض أبناء الديانات الثلاث المسيحية والأزيدية والصابئة المندائيين عما عانت منه لحقب طويلة من الزمان من أشكال الأهمال وكأنها ليست من مكون هذا الوطن العزيز بل من سكانه الأصليين الذي يستوجب على جميع مستويات المسؤولية ايلاءهم رعاية خاصة لكي يتجذروا ويثمروا الواحد مائة والآخر ستين وثلاثين . أننا ننظر للعام الجديد 2009 بنظرة تفاؤليه بان الديمقراطية سوف تترسخ وان الخير سيعم بأذن الله وسوف ينال الجميع من خيرات هذا البلد ويقفون على خط واحد ومستوى واحد مع جميع سكان الأرض لا فرق بين الأبيض على اسود او عربي على كردي او المسلم على مسيحي ... ايزيدي ... صابئي إلا من خلال العمل والأخلاص وكما يقول الكتاب إن الأكرم عند الله هو الأكثر تقوى وأيماناً هكذا نتطلع الى ان يكون أبناء الديانات التي نمثلها الأخلص للوطن والأكثر تضحية لينالوا في النهاية بالتكريم الذي يليق بالمجتهدين . تهنئة قلبية مفعمة بالأمل لجميع منتسبي الديوان وأبناء العراق من الديانات التي نمثلها وجميع الأخوة المسلمون خاصة وان السنة الميلادية والهجرية يتزامنان هذا العام في بدئها المبارك اَملين من رب المجد أن ينعم بخيراته على الجميع وعلى وطننا الغالي (العراق) باليمن والبركة والأمان .