وبعدما أستهزأوا به   - لؤي الياس خضر

 

 ((وبعدما أستهزأوا به، نزعوا عنه الارجوان وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه)).
(مرقس 15: 20)
  يا له من أمر مريع! الا يعلمون بأن يسوع الناصري هو ملك الارض والسماء؟، الا يعلمون بأن اليوم آت عندما تتحقق فيه نبوة داود "قال الرب لربي: أجلس عن يميني حتى أجعل أعدائك موطئاً لقدميك" (المزمور 110 :1). كلا انهم لا يدركون ماذا يعملون، وبمن يهزأون.
  يا ترى هل نعلم نحن هذا؟ وما الفرق بيننا؟؟

  انهم لم يكونوا مستعدين لقبول رسالة المسيح، لأنهم كانوا قد وضعوا كل ثقتهم في رومية، وأنها كانت مخلصتهم وآلهتها آلهتهم؟
هل نحن مستعدون؟... مع الاسف:

  قيصر كان ملكهم الاوحد وهو وحده يستحق التبجيل والأحترام. ما أكثر الذين يقفون وقفة هؤلاء الجنود بالنسبة الى يسوع وكنيسته!.
  هل نحن منهم؟ ممكن؟!!

  انهم لا يشاهدون في يسوع مظاهر القوة والعظمة والابهة التي يتحلى بها، أولاد هذا الدهر وهكذا فأنهم ينظمون الى الكتيبة الرومانية ساخرين بيسوع، ولسان حالهم قول رؤساء الكهنة "خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها".
 

  أهذا هو موقفك من الرب يسوع؟ ياله من موقف؟!

  قد يضن البعض بأني ساخرُ في هذه الاسئلة، والبعض قد يقول أني راهب او أحد رجال الدين البسطاء، لكنني عبارة عن انسان ذو إيمان مسيحي، تجول في أعماقي الكثير من الاسئلة المشابهة بسبب ما يمر به الانسان المسيحي في مجتمعنا المتعب المحمل بأعباء الحياة، التي تبعد أي منا عن الحياة الروحية المسيحية، أتمنى من كل قلبي وروحي وعقلي بأن تكون هناك أستفادة ولو قليلة من هذه الاسئلة التي تبدو عادية للقارىء العادي، ذات معاني بسيطة، ولكنني أرى بأنها لا تحتاج الى العقل والدراسة والثقافة، لكن تحتاج الى السير في دهاليز الروح المسيحية النائمة مع الاسف في داخلنا، وقلب صافٍ طاهر مليئا بحب يسوع، هذه كفيلة بحل هذه الاسئلة.

  الشكر الجزيل لكل من تجول في رأسه مثل هذه الاسئلة وحاول الوصول الى اجوبةً عنها...