هــل نخاف المـرأة أم نخاف عليهـــا؟؟؟ عبدالله النوفلــــي
المرأة كما يُقال نصف المجتمع، وقد خلقها الله حالها حال الرجل، لكن بعده ومن ضلعه كما يقول الكتاب المقدس، وهي كيان متكامل لا فرق في تكوين جسمها عن تكوين جسم الرجل إلا ما تقتضيه الأنوثة أو الرجولة ووضائفها، إذا الله خلق أثنين متشابهين بأشياء، ومختلفين بأخرى لكنهما يُكملان بعضهما البعض، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرته، هكذا يقول العهد الجديد، أي أن الخلق كان فيما يخصهما لكي يلتصق الرجل بالمرأة لأنهما معا يكونان كاملين، وأي منهما بفرده هو غير متكامل. ويمكننا القول أن لا أحد منهما يستطيع العيش بمفرده، إنها الحكمة الإلهية التي تجعل من الحياة تستمر وللبشرية البقاء رغم كل المصائب والحروب والمآسي. ونحن نعيش في مجتمع شرقي أقل وصف يمكن أن نوصفه به هو كونه مجتمعا رجوليا؛ فالمرأة تعيش فيه بالظل حتى وصل الأمر بالبعض أن يقول بخصوصها (تِكرَم مرأة) إنها مأساة أن نجعل من نصف المجتمع هكذا، جالسة في البيت حتى عندما يزور أصدقاء الرجل البيت تكون هي بعيدة ولا تشارك بالنقاش، وغير مسموح لها بالجلوس أو أبداء الرأي بل قد نطلب من أصدقائنا الانتظار لوقت معين لكي نرتب لهم طريق الدخول إلى البيت!!!! أي لنقوم بتنبيه الحريم!! حتى ينزوين جانبا غير منظور عندما يدخل الغرباء حتى ولو كانوا أصدقاء أو جيران مخافة أن يراهم أحدهم!! وهنا يستوجب التساؤل لماذا كل هذا؟ هل نخاف منهن أم نخاف عليهنّ؟ فإن أدخلت صديقا إلى بيتي يعني أنني أثق به وإن كان كذلك يجب أن لا أخاف منه على شيء حتى بيتي ودون شك فإن المرأة هي الأهم مِما موجود في البيت، هي الإنسانة التي ترافق الرجل، إنها تساهم في التفكير فلديها ذات القدرات الموجودة لدى الرجل، فلماذا نخسر هذا العقل وأبداعاته، ألسنا بذلك نهمل جزءا مما أبدعه الله ؟ وكيف لنا أن ننعتها بناقصة عقل ودين؟!!! وكيف نجعل لها وليا حتى لوكان طفلا أحيانا في بعض الدول؟!!! أو ان تكون شهادَتَها لا تعادل شهادة أخيها أو زوجها في المحاكم!!! وحتى عندما تنقل تلفزيوناتنا أحداثا عالمية؛ رياضية كانت أو غيرها فإنهم يقطعـون البث عنـدما تظهـر صور لنسـاء أحيانا فيها وكأن ظهور هذه الصور سيشوه الذوق العام، وإن كان للغرباء تقاليدهم وأزياؤهم التي قد تبدو غريبة لنا، فلماذا نتخذ ويتخذ العديد من الذين يمارسون هذه الممارسات تلك الدول أصحاب هذه المظاهر والأزياء ملاذا آمنا لهم؟ أليس هذا مثار تساؤل!!!!!!!! إننا قد نخاف من أبراز دور المرأة في حياتنا لكي لا تهتز شخصيتنا، وقد يرتفع نجمها فوق نجم زوجها مثلا، وهذا يعتبر خطيئة في مجتمعنا، ونحن نتفاخر بأننا نعطي للمرأة حقوق وامتيازات، لكن كيف؟ وإن تعكزّنا على خوفنا عليهنّ فهذا أيضا نقص فينا لأن ذلك يعتبر نقصا في التربية وخوفنا من أن تكون المراة غير مؤهلة للثقة بها فنضعها وراء جدران سميكة ونسلبها حقها في التمتع بالحياة والاختلاط واستغلال ما وضعه الله فيها من قدرات!!!
|