لكل إنسان بأي بقعة من بقاع الأرض مراحل ثلاث في دهره لا غير وهي:
- ماضي يحزن لذكراه.
- حاضر يسعى للتغلب على مصاعبه وضيقاته.
- مستقبل مجهول مظلم ينقشع أمامه كلما دنا منه ويحمل في
طياته العديد من المفاجئات السارة وغير السارة.
وليس من المغالاة إعتبار أيام الميلاد والأعياد هي مناسبات
رائعة لطرح بعض الأمنيات والرغبات التي قد تكون أحياناً
خيالية ومن الصعب بل من المستحيل حتى الوصول إليها. فإذا
كنت تريد إعداد قائمة بأمنياتك فماذا ستكون؟.
- السكن في منزل فاخر، ومؤثث بأرقى أنواع الأثاث.
- قيادة سيارة فارهة (أوتوماتيك) بأحدث موديل.
- السفر خارج البلد كالدول العربية والأجنبية للسياحة
والإستجمام.
- الحصول على منصب وظيفي عالي براتب مغرٍ.
- إمتلاك أرصدة ضخمة من الأموال والعقارات والذهب
والجواهر.
- الزواج بامرأة ثرية (بالنسبة للشباب والعزّاب) أو رجل
ثري (بالنسبة للعازبات).
وقد تكون أمنيات أخرى أيضاً، لكنك قد تتساءل:
إذا كانت جميعها هي فعلاً لصالحي، هل الآن هو الوقت
المناسب للحصول عليها، أوحتى الحصول على بعضها؟... فإذا
كان جوابك إيجابياً أو سلبياً فتذكّر أن أفكارنا ليست
كأفكار الله، وطرقنا ليست كطرقه.
ونحن الآن واقفون على أعتاب المستقبل المجهول، وأمامنا يوم
جديد لا نعلم ما سيأتينا به، ولا نعلم كم فيه من صعوبات
وشدائد ووقائع خلاله.
و يقال عن الأمنيات إنها بمثابة إستراحة للإنسان من همومه
وأتعابه، ولإتاحة الفرصة له للتطلّع إلى مستقبل أكثر
إشراقاً من الماضي والحاضر، وللإسترخاء في فترة هدوء
بعيداً عن كل المنغصّات المسبّبة للقلق والكآبة والتعاسة،
والأمراض الجسدية والنفسية (لا سامح الله).
وبالتأكيد إن كل شخص يتمنى، بل يتوق، للعيش في عالم كامل
يخلو من المشاكل والمعاناة. ورغم أن ذلك قد يبدو في الوقت
الراهن مستحيلاً، لكن كل شيء مقدور عند الله، وأحياناً قد
تقع فريسة في فخ الإنشغال بتفاصيل الحياة ومسؤلياتها
المملّة، وتنسيها أمنيات بسيطة كانت سهلة المنال سابقاً،
فيخطر على البال السؤال التالي: ماذا عسانا أن نفعل؟.
الحياة بكافة زواياها السيئة والجيدة علينا أن نحياها كما
هي، ونتعلّم كيف نضع جانبها الحلو فوق المرّ لنتجاوز ونعبر
للمحطة التالية بسلام وأمان، وحتماً إننا واجهنا وسنواجه
طرقاً وعرة مليئة بصخور العراقيل والهزائم والفشل، ومكائد
الحسد والغيرة، لكن لا ننسى أنه إنْ كان الله معنا فمَن
سيكون علينا!!.