ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

مجـلة صـدى النهريــن - العدد العاشر / كانون الأول 2009

                                                                                                                                     

اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

 

الطرق الصوفية في العراق

الشيخ ثاني عبدالكريم الفكيكي

 

        التصوف هو السير في طريق الزهد، والتجرد عن زينة الحياة ومغرياتها، وأخذ النفس بأسلوب من التقشف، حتى يضعف في الإنسان الجانب الجسدي، ويقوى فيه الجانب النفسي أو الروحي سعياً إلى تحقيق الكمال الأخلاقي للنفس.


        يرى المتصوفة في الطرق الصوفية الطريق التي تقودهم إلى معرفة الذات الإلهية وكمالاتها، وهو مايعبّرون عنه بمعرفة الحقيقة. ويختلف المؤرخون في تعريف الطرق الصوفية، فمنهم من يعرّفها بأنها مجموعة من الرسوم والقواعد يضعها مشايخ كل طريقة بحيث تختلف عن غيرها من رسوم وقواعد الطرق الأخرى. ومنهم من يرى بأنها مشيخات أخذت أسماءها من أسماء مشايخها.

        يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها، حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي، وكان من دوافع انتشار الطرق الصوفية كثرة البدع والجدال والمراء والخصومة في الدين، ومجالسة أهل الأهواء والبدع ومخالطتهم، والجهل بمذهب السلف ومقاصد الشريعة.

     

 ومن أشهر الطرق الصوفية في العراق:
1- الطريقة القادرية: وتسمى الجيلانية وهي من أكثر الطرق انتشاراً في العراق. مؤسسها عبد القادر الجيلاني المتوفى سنة561هـ. يقول أتباعه أنه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام). يؤمن أتباع هذه الطريقة بعقيدة وحدة الوجود، ولهم مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال منها:"لا إله إلا الله" التي تمثل الذكر الأساسي في القادرية، إذ يجلس الذاكرون على الركبة مثل الصلاة، ويتوجهون نحو القبلة، وأعينهم مغلقة خلال الذكر. كما خَصصت القادرية بعض أيام الأسبوع ولياليه بصلوات محدودة.
2- الطريقة الكسنزانية: وهي إحدى فروع الطريقة القادرية، وتسير على نهجها. أما تسميتها فيرجع إلى اللغة الكردية والتي تعني باللغة العربية (لا أحد يدري) أو (لا أحد يعلم) وشيخ الطريقة الحالي هو الشيخ محمد بن عبد الكريم بن عبد القادر بن عبد الكريم شاه الكسنزان.
3- الطريقة الرفاعية: تنسب إلى أبي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي المتوفى سنة 578 هـ، وتسمى بالبطائحية نسبة إلى ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق، وجماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في إثبات الكرامات.
4- الطريقة النقشبندية: تنسب إلــى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري المتوفى سنة 791هـ، والملقب بشاه نقشبند الذي نشأ وعاش في الهند، ومن هناك دخلت إلى البلاد الإسلامية، ومن ثم انتشرت في العراق وعموم الشرق الأوسط وذلك على يد أبرز شيوخها وهو أبو البهاء ضياء الدين خالد بن أحمد الشهرزوري البغدادي. يؤمن أصحابها بأن معرفة الله تعالى معرفة يقينية عن طريق الذوق أو الكشف، فضلاً عن إشتهارهم بالذكر المفرد "الله" أو مضمراً "هو"، ومن معتقداتهم سماع الأناشيد والأشعار.
5- الطريقة الخضرية: تنسب إلى الخضر (عليه السلام)، انتشرت حديثاً، وليس لها شيخ معترف به كباقي شيوخ الطرق الصوفية.
6- الطريقة النبهانية: تنسب إلى الشيخ محمد النبهاني الشامي وهي من الطرق الجديدة التي ظهرت في سوريا وانتشرت في العراق على يد الشيخين ناظم العاصي العبيدي، ومحمود مهاوش الكبيسي المتوفيان سنة 1983م. وآلت المشيخة بعدهما إلى ماهر محمود مهاوش الكبيسي وراثة عن أبيه.


        وإن إختلفت الطرق الصوفية وتباينت إلا أنها تتفق في العقائد والأفكار التي أصلها شيوخ الصوفية القدامى كالاحتفال بدخول المريد في الطريقة بطقوس دقيقة مرسومة، والتقيد بزي خاص يمثل رمز أصحاب الطريقة الذي يلبسونه فيميزهم عن غيرهم، واجتياز المريد مرحلة شاقة من الصلاة والخلوة والصيام وغير ذلك من الرياضات، والإكثار من الذكر مع الإستعانة بالموسيقى والحركات البدنية المختلفة والإعتقاد في القوى السرية الخارقة للعادة التي يكتسبها المريدون بالمجاهدات، وهي القوى التي تمكنهم من أكل الجمر، والتأثير على الثعابين، والإخبار بالمغيبات، مع التأكيد على احترام شيخ الطريقة إلى درجة التقديس.

 



 

الذهاب الى اعلى الصفحة

العودة للصفحة السابقة