الغـــروب
المجيـــد
روفائيل ميخائيل
يتنبأ
العلماء بأن معدل
العمر في الولايات
المتحدة عند نهاية
القرن الحادي
والعشرين سوف يناهز
المائة عام ويشيرون
إلى أن الموروثات
الجينية بالشيخوخة قد
تغير تركيبها لترفع
مدى العمر إلى ما فوق
السبعين أو الثمانين
سنة. إن المزمور
يخبرنا إن أيام سنينا
هي سبعون سنة وان
كانت مع القوة
فثمانون سنة وأفخرها
تعب وبلية. فإن آخر
فصل من الحياة ستضل
تقرأ فيه هذه الكلمات
لأنها تقرض سريعاً
فتطير. فما أروع أن
يكون المرء شاباً ذا
بصر جلي وسمع قوي
وخطوات مرنة ونبض
يتناغم مع الصحة
الوافرة ولكن
للشيخوخة أمجاد لا
يمكن أن يعرفها
الشباب فالتقدم في
السن يكون مباركاً
بالفعل حين ينتهي
بإشراق في وقت
المساء.
إن الشيخوخة تحتفل بالحصاد أما الشباب
فيحفل بالزرع ومثل
الثمر في الخريف فأما
حصاد الشيخوخة أما
ييبس أو يجف وأما
يصير أحلى وأينع فيما
هو ينضج. لا يمكنك
الإفلات من السنين
المتقدمة فالشباب
يطول زمناً يكفي فقط
لتقوية أكتافنا كي
نحمل أعباء السنين
الآتية ولابد أن
تقودنا الحياة إلى
وقت المساء غير إن
أفضل الأشياء هي
أعتقها وأقدمها تلك
الأشياء التي صمدت
وثبتت وسط امتحان
الزمن. إذ لا تستحي
بأن تعترف بعمرك فكل
ما يدوم لابدّ أن
يعتق الجبال،
الأنهار، البحار،
الكواكب. غير إن وقت
المساء في الحياة
يمكن أن يكون متألقاً
فقط إذا كان لنا ذاك
الذي هو النور شمساً
لمسائنا. وليس أكثر
حزناً من شخص متقدم
الأيام يواجه الأبدية
بغير أن يكون الله
معه، وليس أكثر حلاوة
من مؤمن بالله يشيخ
برفق وهو ما يزال
ينمو مستريحاً في
المسيح فيما يواجه
بثقة الغد الذي يمسك
به الله.
فإننا جميعاً جزء من مشهد سوف يزول
سريعاً وينبغي لهذا
الواقع أن يصحينا،
لكن بغير أن يفشلنا.
فقد أكد النبي موسى
إن الله هو الملجأ
الذي نتحصن فيه وهذه
هي الطريقة السليمة
لمواجهة تلك المسألة
الممتدة مدى الحياة
والمتمثلة بزوالية
حياتنا على الأرض
وقصرها الحتمي فحياة
نحياها لله لها حساب
بالنسبة إلى الأبدية.