رقــاد
مريــم العــذراء
عبير جبرائيل
لما
بلغت العذراء الستين
من العمر جاءها
الملاك في اليوم
الثاني عشر من شهر آب
عام 44 ميلادي فبشرها
أنها بعد ثلاثة أيام
ستنتقل من دار الشقاء
إلى دار الهناء
والبقاء، ففرحت فرحاً
عظيماً وصلّت شاكرة
الله وطلبت أن ترى
أولادها الروحانيين
أي الرسل الأطهار
الذين كانوا متفرقين
في أقطار العالم.
فإذا بالسحب تخطفهم
في اليوم الخامس عشر
من شهر آب وتجمعهم
لدى الأمّ البتول
ففرحت بهم وأخبرتهم
سبب حضورهم العجيب،
وعزّتهم على حزنهم
وإن الدنيا كلها إلى
زوال، وصلّت من أجل
سلام العالم واضطجعت
كما أرادت وأسلمت
روحها إلى إبنها، أما
الرسل فحملوا السرير
بموكب جنائزي مهيب
إلى القبر في قرية
الجسمانية. وإن أحد
اليهود من عشيرة
الكهنة واسمه أثاناس
مدّ يده إلى النعش
يريد أن يقلبه فإذا
بســيف يقطع يديه
الآثمتين، فخاف
اليهود جداً وآمن قوم
كثر منهم، وبعد أن
وضعوا جسد العذراء في
القبر كان الرسل
يتناوبون حول الجسد
ويرتلون التسبيح مدة
أسبوع.
ويذكر أن الرسول توما لم يكن حاضراً
رقاد العذراء، وحضر
بعد ثلاثة أيام من
الهند فأصر أن ينظر
مُحَيّا والدة الله
ويتبارك منه ويودعه
مثل باقي الرسل فلما
رفعوا الحجر عن باب
القبر لم يجدوا
الجسد، بل كان الضريح
فارغاً والأكفان
وحدها، فآمنوا أن
العذراء انتقلت
بالنفس والجسد إلى
ملكوت السماء.
إن هذا المكان المقدس بني فوقه كنيسة
بناها بطريرك القدس
يوفينال عام 431
ميلادي، ثم بنى
الإمبراطور ماورينسبو
كنيسة فوق القديمة
عام 490 ميلادي وهي
تحمي القبر المقدس.