ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

مجـلة صـدى النهريــن - العدد العاشر / كانون الأول 2009

                                                                                                                                     

اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

 

 

  الوقــت والعمـــل

رياض كوزكيس ميخا الصباغ

 

 


        إن قيمة الوقت هي فوق كل تقدير ويجب أن نعتبر كل برهة منه ثمينة. إن الحياة أقصر من أن ننفقها في غير طائل ... إيماننا يوصينا بأن نفتدي الوقت لأن الوقت الذي يُبعثر لا يمكن استرداد لحظة واحدة منه، والطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نفتدي بها الوقت هي أن ننتفع أعظم انتفاع بما قد بقى وهو بأن نعمل بكل همة وجد.


        إن كل برهة محمَّلة بنتائج أبدية فيجب أن نقف كرجال الساعة مستعدين للخدمة لدى أول طلب. فالفرصة التي بين أيدينا الآن لتتحدث مع نفس محتاجة بكلام الحياة قد لا تُعرَض لنا مرة أخرى، فقد يقول الله لذلك الإنسان:"هذه الليلة تطلب نفسك منك"
(لوقا 20:12) وقد لا يكون مستعداً بسبب الإهمال فكيف يقدم الحساب لله في يوم الدينونة العظيم؟.


        إن الحياة أخطر من أن تبتلعها المسائل الزمنية الأرضية، وقد دعانا الله لنخدمه في شؤون الحياة الزمنية. والإجتهاد في العمل هو جزء من الديانة الحقيقية بقدر ما هي العبادة. والتعاليم لا توافق على البطالة فهي أعظم لعنة تصيب عالمنا فكل رجل وامرأة متجددين حقاً لابدّ أن يكونا عاملين مجدين.


        وعلى استخدامنا الصائب للوقت سيتوقف نجاحنا في الحصول على المعرفة والثقافة العقلية ... فاللحظات القليلة هنا والقليل منها هناك التي تنفق في حديث بلا هدف، وساعات الصباح التي تضيع ونحن راقدون في الفراش، والوقت الذي يُنفق في الانتظار والتأخر عن الميعاد ... الخ، فلو أمسك الإنسان كتاباً وأحسن استعمال اللحظات فما أكثر ما يمكن انجازه من عمل وثقافة ومعرفة لا عذر لأحد في التباطؤ أو عدم الإتقان لأن الأشخاص عندما لا يوجد عندهم العزم لكي يضعوا أنفسهم في أيديهم ويصلحوا أمورهم يصيرون في طريق خاطئ، لكن إن دربوا قواهم يكتسبون قوة للقيام بأفضل خدمة، حينئذ تنهال عليهم الطلبات في أي زمان وفي كل مكان وسيقدّرهم الناس بحسب قدرهم.


        على الجميع أن يعلموا إن قيمة الوقت والعمل سيئ بمعنى يجب استخدامه استخدام صائب، فالآباء يعلّمون الأولاد أعمالاً يكرمون الله بها ويباركون الإنسانية وهو العمل الذي يستحق أن يعيشوا لأجله.


        إن عادات الخمول والإهمال متى انغمس فيها الإنسان وهو يمارس أعماله الدنيوية لابد أن تتغلغل في الحياة الدينية وتجعله غير أهلاً لأن يقوم بخدمة نافعة لله، كون الإنسان بلا عمل ولا غرض ثابت يفتح الباب لآلاف التجارب، وإن مباشرة أصحاب السوء والعادات الشريرة تفسد العقل والنفس، ونتيجة ذلك الدمار في هذه الحياة والحياة الآتية.


        هنا يكون نوع العمل الذي نشتغل فيه، فإن كلمة الله تعلّمنا أن نكون "غير متكاسلين في الإجتهاد ومحاربين في الروح"، "عابدين الرب" كل ما تجده يدك لتفعل فافعله بقوتك"،"عالمين إنكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث. لأنكم تخدمون الرب المسيح".
(رومية 11:12 ، جامعة 10:109، كولرسي 24:3).

 


المصدر: المعلم الأعظم.
 


 

الذهاب الى اعلى الصفحة

العودة للصفحة السابقة