ثــوب
الكرمــل
رعد عمانوئيل
الشماع
ولد القديس "سيمون
ستوك s.stock" في
مقاطعة "كِنْت"
(انكلترا) عام 1164.
ومنذ عمر 12 سنة
إختار لسكناه قبواً
للحطب وضع في سريره،
ومصلوباً وصورة
للعذراء مريم. كان
هذا كل ما يملكه من
حطام الدنيا، متجرداً
عن كل شئ ليتبع
المسيح ويتمثل بتجرده
وفقره.
وعلى هذا المنوال عاش القديس عيشة النسك
والإنقطاع التام عن
العالم. فلا عجب أن
تزوره العذراء مريم،
ولعدة مرات، من باب
التشجيع له والمكافأة
على روح التجرد الذي
أختاره.
ويوماً إختبرته العذراء: أن بعض الرهبان
النساك في "جبل
الكرمل" (حيفا _
إسرائيل) وفدوا إلى
إنكلترا. وسمع
الرهبان بأخبار
القديس "سيمون"
فزاروه وأُعجبوا بنسق
حياته النسكية،
واختاروه رئيساً أعلى
لـ "رهبانية الكرمل"
التي ثبّت قوانينها
البابا إينوشنسيوس
الرابع عام 1245.
ويذكر المؤرخون أن العذراء تراءت
للقديس سيمون مساء 16
تموز 1256، يحيط بها
الملائكة وهي تلبس
ثوب الرهبان
الكرمليين، باسمةً
راضية كل الرضى.
فاغتنم القديس هذه المناسبة وسأل
العذراء أن تمنح
رهبانية الكرمل
إمتيازاً خاصاً. وكان
بين يدي العذراء "ثوب
الكرمل" فأعطته إياه
قائلة له:"خذ يا بنيّ
الحبيب هذا الثوب
لرهبانيتك، إنه رمز
الإمتياز الذي أمنحه
لك ولإخوتك الرهبان.
وهو ضمان للخلاص
الأبدي، وحرز النجاة
من المخاطر. وأي
إنسان يفاجئه الموت
وهو لابس هذا الثوب
بخشية وإيمان، سوف
ينجو من عذاب جهنم".
فأخذ القديس"سيمون"
الثوب من يد العذراء
وراح يغمره بالقبلات،
وأراه لرهبانه مع
الأمر برفع صلوات
الشكر للعذراء على
هذا الإنعام، في كل
أديار الرهبنة. وكم
من عجائب وغرائب حدثت
بسبب لبس هذا الثوب
بإيمان وخشوع.
البابا
يوحنا الثاني
والعشرون
وعادت العذراء فتراءت للبابا يوحنا
الثاني والعشرون
لابسة ثوب الكرمل،
وأمرته أن يُخبِر أنّ
كل الذين يلبسون هذا
الثوب سوف يُخلصون من
عذاب المطهر في أول
يوم سبت بعد موتهم.
فأذاع البابا في عام
1322 رسالة عنوانها
"ساباتين" فيها يخبر
المسيحيين بإنعام
العذراء هذا، وهو
إمتياز خاص بأبنائها
الروحيين.
والبابا القديس بيوس العاشر سمح
باستبدال لبس الثوب
بمدالية يحملها
المتعبدون للعذراء،
مرسوم فيها صورة
السيدة العذراء.
ثوب العذراء
والشيطان
يروي التاريخ (عام 1891) أن الأب
الكرملي "ايليا أم
الرحمة" هناك في
الهند في مقاطعة
"كتّارcottar" إجتمع
حول بيته عبّاد
الشيطان ليقدموا
ضحاياهم ويسمعوا
نصائحه أي الشيطان.
وراح رئيس عبّاد الشيطان يرقص ويتلوّى
مثل مجنون فقد وعيه.
ثم على حين غرّة توقف
عن الرقص الشيطاني
وقال متألماً:"لا
أستطيع، لا أستطيع أن
أتابع. لأنه بين
الحاضرين إنسان يحمل
في عنقه قطعة قماش
(يعني ثوب سيدة
الكرمل). إنه يوجعني
كثيراً. فإن لم
تبعدوه من هنا،
فعبثاً تطلبون
نصائحي".
وراح الجمع يسأل:"مَن هذا الإنسان الذي
يحمل على عنقه قطعة
قماش". فكان الحضور
أحد المسيحيين يلبس
"ثوب العذراء".
فسألوا الشيطان: نعم! هي هذه القطعة.
عندئذٍ تشجّع المسيحي وقال
للحاضرين:"إسالوا
الشيطان أن يصرّح
أمامنا جميعاً إن كان
ديني المسيحي هو
الديانة الحقة".
وأجاب الشيطان: نعم. ومَن يتبع هذا الدين يربح السماء.
وهناك عجائب وغرائب لا يحصيها عدّ يتناقلها
الشعب المسيحي عن
مفعول "ثوب سيدة
الكرمل" إذا حملناه
بإيمان ومحبة صادقة
للعذراء.