كلمات مضيئة
تفوّه بها الرب يسوع موجِّهاً كلامه لأتباعه ولنا أيضاً
نحن الذين نتبعه اليوم ونعمل جاهدين لكي نكون نوراً يضيء
الدرب للآخرين، وما أجمل وأروع الدور الذي يطلبه منا الله
عندما نصبح المنارة التي يهتدي إليها التائهون كي يصلوا
إلى ميناء الخلاص.
النور مهما كان صغيراً فإنه قادر على هزيمة ظلامٍ دامس،
الأمر الذي علينا العمل به بنشاط ولا نستصغر قابليتنا
وإمكانيتنا بل علينا جعلها تصبّ باتجاه هزيمة الظلام
وقِواه الشريرة التي تحاول دائماً إشاعة ثقافة الموت
والقتل والدمار، وهؤلاء لا يروق لهم بروز ومضات هنا أو
هناك مخافة أن تتوحد مصادر النور لتصبح شعاعاً قوياً يطهّر
المكان ويعقّمه من الجراثيم المميتة، تماماً كما تفعل شمس
الله في كل مكان تدخله، فبيتاً لا تدخله أشعة الشمس يكون
مرتعاً لمسببات الأمراض ومكاناً فعالاً لتعشش فيه المخططات
وتزدهر قوى الشر كي تُلحق بأبناء النور قوى الظلام وتعبث
بالأرض فساداً.
وأبناء النور بحاجة إلى ثقافة خاصة والعيش بأسلوب مميز كي
يكونوا مثالاً يحتذى به من قبل الآخرين، فمن أعمالكم
يرونكم ويمجّدون الله، ومن الثمار يتم التعرف على هؤلاء.
فالشجرة الجيدة تعطي ثماراً جيدة وكل عمل مثمر باتجاه
أفعال الخير يلحق بقوى الشر ضربة قوية، وعند تكرار هذا من
قِبَل الكثيرين يصبح أبناء النور جنوداً سماويين يشيعون
ثقافة المحبة والغفران والتسامح لتعيش الأرض والبشر
الساكنين فيها بسعادة ورخاء ومحبة وتنهزم الحرب التي تبتلع
ضحاياه بلا عدد محدود ويحلّ محلها الحب الذي يوطد الأواصر
الاجتماعية والإنسانية بحيث يعمل الإنسان من أجل مصلحة
غيره تماماً كما يعمل من أجل مصلحته، وأبناء النور يعملون
من أجل الآخرين ويقدمون التضحيات كما لو أنهم يعملون من
أجل أنفسهم ، فالآخر هو القريب أو الجار الذي توصينا به
التعليمات الإلهية.
وهكذا لكي يكون أبناء النور هم النواة الصالحة للمجتمع وهم
الذين نعتمد عليهم في بناء مجتمعات صالحة، مؤمنة، مخلصة
تقوم بالأعمال الموكَلة إليها بهمة ونشاط وتصون المال
العام كما لو كان مالها الخاص ويخاف أحدنا على الآخر كما
لو كان يخاف أو يحرص على نفسه.
وعندما نتعامل هكذا سنصل إلى نقطة البداية في بناء بلدنا
بنياناً مرصوصاً وعلى أرضية صلبة لكي يفرح أجدادنا العظام
بنا ونضع بلدنا في مصاف الدول المتقدمة خاصة وأننا في
العراق لدينا من العقول والكفاءات والإمكانيات التي منّ
بها الله علينا الشيء الكثير ولا نحتاج لشيء سوى للشروع
والاعتماد على بركة الله وإعطاء الفرصة للمخلصين كي يعملوا
ويثمروا وتكون ثمارهم الواحد ثلاثين وستين ومائة لنكون بحق
أبناءً للنور ونصير نوراً للعالم.