خواطر
وكتابات عامة
سينودس العائلة: "رحمة لا ذبيحة"
لويس اقليمس
20
آذار 2016
يُعدّ سينودس (مجمع) العائلة الذي أنهى أعماله يوم الأحد 25 تشرين أول 2015، والذي تواصلت جلساته ونقاشاتُه لثلاثة أسابيع،فرصة لمراجعة متوازنةوجادّة في قوانين كنسية جامدة لم يتجرّأ أحد التعرّض لها رسميًا ضمن هرم الرئاسة الكنسية. في هذا السينودس المتميّز المتّسم بالجرأة في الطروحات والتطلعات، حث بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، يوم السبت 24 من تشرين أول، المجتمعينَ للاهتمام أكثر بشؤون العائلة وإيلاء "الرحمة" الغائبة أحيانًا في مواجهة المشاكل الأسرية المتفاقمة بسبب العزل العقائديّ والأحكام القانونية الحرفية المسبقة، وذلك حين إصدار اللجنة المكلّفة للتقرير النهائي كي يكون بمستوى الطموح في معالجة هذه المشاكل. حدثٌ مهمٌّ نال قدرًا وافيًا من الاهتمام والتفكير والتمحيص، في أوساط كنسية كما في غيرها، بحيث فتحَ نوافذ وأبوابًا للإصلاح الداخليّ،كانتحتى الأمس مغلقة ومن ضمن المحرّمات.
كان قداستُه واضحًا في تقديم نعمة الرحمة على كلّ أشكال القهر والعزل والتحريم القائمة إزاء مَن يخرج عن بعض جزئيات قوانين العقائد وعن بعض الإجراءات التقليدية الجارية في الكنيسة الكاثوليكية، مؤكّدًا أن "هذه الأوقات، هي "أزمنة رحمة"، وحاثًا الكنيسة على اتباع خطى معلّمها في إنزال مثل هذه النعمة الرفيعة من الإنسان الضعيف وليس القصاص منه، بسبب كثرة ما يلاقيه من شظف العيش ومن مشاكل معاصرة مستجدّة تفرضها عليه ظروفه اليومية الصعبة. وهذا ما حدا به لحثّ المجتمعين كي يخرجوا بنصّ متوازن للقرارات النهائية بإلهامٍ من الروح القدس، وضمن رؤى أكثر انفتاحًا لمشاكل الأسرة وتحديات المجتمع في زمن الثورات والحروب والغزوات. تلكم هي النظرة "التقدمية" الإصلاحية التي ينبغي للكنيسة أن تواجه بها العالم المادّي بكلّ تناقضاته.
فيوبيل الرحمة الذي أعلنه قداستُه للعام القادم، أراده سنة نعمة لبني البشر فيه يتجلى "وجه المسيح الذي هو رحمة الله الآب". فهو "ربٌّ رحيمٌ ورؤوفٌ، طويل الأناة، كثير الرحمة والوفاء"،(خروج 34، 6) كما أفصح لموسى. كما أنَّ سرّ الرحمة العظيم، بحسب البابا فرنسيس الأول، هو "مصدر فرح وسكينة وسلام". والبشر جميعًا بحاجة على الدوام للتأمل بهذا السرّ، والاستفادة من مفاعيله.
"واجب الكنيسة الأول، ليس بفرض التحريم وتوجيه الإدانة، بل في إعلان رحمة الله". بهذا القول المنشِّط المليء بالرجاء خاطبَ بابا الفاتيكان المجتمعين من أساقفة ومختصين في الشأن الأسري. وهذه رسالة موجهة إلى أركان الكنيسة قاطبة، رئاسات ومؤمنين كي يعوا رحمة الله الواسعة ورأفتَه لجميع بني البشر، وليس في توجيه الإدانات وفرض الأحكام القاسية على مَن يزيغ عن الأحكام العقائدية الجافية أحيانًا،بسبب ظروف خارجة عن الإرادة والسيطرة البشرية الضعيفة أحيانًا كثيرة في مواجهة الواقع. فرحمة الخالق تبقى دومًا فوق كلّ الأحكام والإدانات وأشكال الانتقام،"إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبرارًا بل خطأة إلى التوبة" (متى 13:9). وهذا ينسجم تمامًا مع تأكيد قداسته، على أن "المدافعين الحقيقيين عن العقيدة، ليسوا مَن يدافعون عن الحرف بل عن الروح، وليسَ بالأفكار المجرّدة المطلقة بل التي تنشد قيمة الإنسان".
وقد سبقه البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون بدوره، بالإشادة بدور الرحمة في مرافقة المؤمنين في مسيرتهم الإيمانية، حين افتتاحه أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني قبل خمسين عامًا خلت، بتأكيده: "تفضل عروسة المسيح الآن، أن تستعمل دواء الرحمة بدلاً من أن تحمل أسلحة القساوة والتزمُّت تجاه المنفصلين عنها". وتلكم كانت "رسائل ثقة إلى العالم المعاصر"، بحسب خلفه البابا الطوباوي بولس السادس.
السبت لأجل الإنسان!
من هنا، ليس مقبولاً بعد، أنْ يتذرّع الرؤساء من أصحاب القلوبٍ المنغلقة خلف تعاليم جافة وقوانين تقليدية للكنيسة، بحجج وأحكام مسبقة، بغية إصدار أحكام غير عادلة وغير متوازنة أحيانًا على حالات شاذة وصعبة تتعرّض لها أسرٌ جرحتها مصائب الدهر، وما أكثرها اليوم.
فالبشر أحوج ما يكونون اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، إلى تقاسم فعل الخير والمحبة والرحمة تجاه بعضهم بعضًا. فكم بالأحرى، إذا كانت المؤسسة الكنسية هي المقصودة بفتح أبواب الرحمة والرأفة والصفح أمام التائبين، عملاً بوصية معلّمها المسيح، الذي غفرَ ذنوب الخطأة وقبِلَ متى العشار وصفح عن الزانية ولم يعاقب المجدلية وفرحَ بعودة الخروف الضالّ؟ هذه بحق نظرة إصلاحية تحتاجُها الكنيسة والمجتمع معًا بين فترة وأخرى، ليسَ من أجل كسر القوانين التي خُلقت أساسًا لتسهيل حياة بني البشر وليس لاستعبادِه وقهرِه، بقدر ما يُراد بها التكيّف مع تطوّر العالم وحاجة البشر جميعًا إلى عالمٍ أكثر استقرارًا وتفاهمًا ورفاهةً ولامركزيةً في تقرير المصير وشكل الحياة الذي يحيط به. ف"السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ" (مرقس 27:2)
وبالرغم من أن مثل هذا التوبيخ القاسي والتوجيه الإصلاحيّ الواضح في تعليم الكنيسة المعاصر الذي بدرَ من قداسة البابا، قد أغاظَ بعض الشيء دوائر رومانية وشخصيات تقليدية في هرم الكنيسة الكاثوليكية من التي تتذرّع بالدفاع عن حرفية النصّ أكثر من اهتمامها بالنفس البشرية وروح الإنسان المخلوق حرّا وحسنًا على صورة الخالق ومثالِه، إلاّ أنه قد لاقى استجابة منقطعة النظير في أوساط المتحررّين لاهوتيًا وعقائديًا، ممّن يدركون قيمة الرحمة المطلوبة في زمننا المعاصر، الصعب على الجميع في إشكالياتِه ومصائبِه التي تتفاقم يومًا بعد آخر.
فالرحمة تبقى من عطايا الله العميمة والضرورية للجنس البشري كي يعي البشر جميعًا قدرَ مسؤولياتِهم في تبيان هذه النعمة وفي ممارستهم إياها في حياتهم اليومية. إنها أكثر من دعوة لبني البشر للوقوف أمام رحمة الله الواسعة وقبولها في وجدانهم، ومعرفة مدى طيبته لهم ومقابلتها بذات النعمة، لأنه يحبهم جميعًا دون تمييز. يقول المزمّر داود: "ذوقوا ما أطيب الرب" (المزمور 8:34)، و"رحمتُه إلى الأبد" (36: 1-26) لمنكسري القلوب والأسرى والمظلومين والعميان والجياع والمثقلين والنزلاء والأرامل والأيتام والمجروحين والمبتلين بشتى العاهات والأوجاع. فرحمة الله تعني محبة لبني البشر جميعًا. "الله محبة" كما يقول الإنجيلي يوحنا (1 يوحنا 4، 8. 16)
كنيسة المسيح بحاجة، بين فترة وأخرى إلى نظراتٍ ورؤى ناضجة وجريئة كي تصل سفينتُها إلى ميناء النجاة والملكوت السماوي بأسهل الطرق وأكثرها وعيًا لحرية الكائن البشري وتماسكه على صعيد جوهر العقيدة التي يؤمن بها ويتخذها سبيلاً للخلاص المنشود وليس بالتصاقِه بحرفية التعليم، كما كان يفعل معلّمو الشريعة والفريسيون والكتبة المراؤون زمنَ المسيح. وهذا الهدف الأسمى، لن يكون ممكنًا بتعقيد الحياة وسدّ أبواب رحمة الله الواسعة أمام مّن هم بحاجة إليها، بل بتسهيل انسيابيتها بحسب حاجة العصر والظرف وطبيعة البشر.
فالكنيسة هي أمٌّ للجميع، بمن فيهم الخطأة ومنكسري القلوب والمحتاجين للرعاية والعطف والحنوّ، حتى لمَن هم من خارجها. وهذا هو وجهها الحقيقي الحيّ الذي ينبغي أن تعكسه في توجهها للبشر عامة، والمؤمنين بصورة خاصة، كي تحفظ وحدتها وتصون مبادئها وفق متطلبات العصر والظرف والحاجة. فمبدأ الرحمة، مشروع إصلاحيّ لا بدّ منه ولا رجعة فيه، إذا أرادت الكنيسة أن ترعى نعاجَها وخرافَها وغنمَها، تمامًا كما أوكلَ الراعي الصالح المهمّة الصعبة لبطرس هامة الرسل.هؤلاء هم فقراءُ الله، وهُم أيضًا ضمن مشروعه الخلاصيّ الكبير الذي يحتضن الجميع وبخاصّة مَن هم بحاجة إلى رحمتِه الأبوية الإلهية، وهو يفتح ذراعيه لجميع المحتاجين والمتعبين وثقيلي الأحمال، "تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم" (متى 28:11).
"كنيسة مجمعية" متحررة واعية وناشطة"، أرادها آباء السينودس ال270 المجتمعون برئاسة بابا الفاتيكان في روما لثلاثة أسابيع عمل نشطة، وليسَ مجرّد "مؤسسة إدارية تقدّم لمؤمنيها شكليات مسبقة الإعداد" من القوانين والنصوص والأوامر والنواهي والتهديدات.
وهذا ما حدا برئيس أساقفة فرنسا، الكاردينال آندري فانت–تروا (الثالث والعشرون)، للتعبير عن قناعته بأنّ السينودس قد حقق آمال وتطلعات كنيسة فرنسا بالذات. فقد عدّه أكثر من ثورة في اتجاه تعميق تعليم الكنيسة من حيث إيلاء الاهتمام بشؤون وشجون الأسرة والتنبّه الواعي لحاجاتها، في إشارة منه إلى التوجس من إمكانية روما تقديم حلول شاملة لأوضاع تختلف من موقع لآخر ومن بلد لآخر ومن قارة لأخرى. ويشير زميلُه المطران جان لوك برونين، رئيس مجلس العائلة ومؤتمر الأساقفة في فرنسا، إلى واحد من أكبر التحديات التي تواجهها الكنيسة اليوم، أكثر من أي وقت مضى. ويرى أنه يترتب عليها تجسيد مفعول التربية الإلهية لحدّ الاقتران بها، من أجل الوصول إلى الأشخاص وإبلاغهم بوجود تطلعات لمستقبل ممكن وتنمية أفضل.
نظرة شمولية لمشاكل الأسرة
ومن جملة المواضيع الشائكة التي تواجهها بقوة كمثال للتحديات العصرية، مسألة زواج المطلّقين.
فالمجمع لم يغلق الباب تمامًا أما هذه المشكلة، بحسب آباء السينودس، كما فعلَ مع مسألتي زواج المثليين والإجهاض مثلاً والمرفوضتين من أساسِهما، مع توخي الحيطة والحذر والتنبه لخطر الانجراف وراء المحذور عقائديًا لدى إظهار نوعٍ من المرونة في حالات الانفصال الزوجي التي تستدعي المراجعة وترجيح الرحمة الأبوية من الكنيسة. وهذا يتطلب المزيد من التعمّق والدراسة والتحليل من كافة جوانبه، الليترجية (الطقسية)، والراعوية، والتربوية والمؤسساتية. وهو يعني ايضًا، أنَّ على الكنيسة أن تواكب كلّ فردٍ من أبنائها بحسب المسببات والموجبات التي ليس من الممكن تعميمها من دون البحث عن أوجه الاختلاف بحسب الظرف الزماني والمكانيّ، من دون أي يفقد الشخص المعني علاقتَه الإيمانية والحبّية مع ربّه.
إنّ هذه النظرة الشمولية للمشكلة، لا يمكن النظر إليها بكونها تراخيًا وتساهلاً مع المبادئ العقائدية، بقدر ما تعني احتواءً لمشكلة معاصرة مستعصية تتطلب حلولاً توفيقية ورأفة ربّانية طبّقها المسيح مع الزانية،" مَن منكم بلا خطيئة، فليرمِها بحجر" (يوحنا 7:8)، وذلك بعد دراسة كلّ حالة بحالتها، والابتعاد عن تعميم الفكر الجاهز المنكفئ الذي لا يقبل إحاطة المشكلة من أساسِها. فحقيقة الإنجيل تبقى هي هي، لا تتغير ولا تتبدّل ولا تُنكر، من أنّ الزواج المسيحي، عقدٌ سرمديٌّ لا انفصامَ فيه في ضوء الثوابت العقائدية.
لكنّ الحياة ايضًا تعلّمنا، أنّ الحدود الشرعية القاسية والجامدة أحيانًا كثيرة، ليست دائمًا الطريقَ الأفضل نحو لقاء الله والعيش في أروقة القداسة والخير والطيبة، بل الشعور الداخلي بالاطمئنان الذي يمنحه الله لخليقته وإحساس الإنسان نفسِه بالرأفة والرحمة والتسامح التي من لدن الله.
فبالفكر النيّر المنفتح الجديد لبابا الإصلاح، فرنسيس الأول، تكون الكنيسة قد خطت إلى الأمام، عندما رفض قداستُه في عظته ليوم السبت 24 تشرين أول، قبل ختام سينودس العائلة، فكرة تلقين الانجيل وتحميلِه "رمي الآخرين بحجارة ميتة".
كما رفض أفكار "ذوي القلوب المنغلقة التي تتستر خلف تعاليم الكنيسة مستهدفة إصدار أحكام قاسية أحيانًا بشيءٍ من التعالي والضحالة في تقدير حالات صعبة ومعقدة لأسر جرحتها الظروف غصبًا عنها.
إنّ العالم في تغيّر سريع ومستمرّ. ويؤثّر في هذا كلّه، تعدّد الثقافات والحضارات والسياسات وتنوعُها، ما يتطلّب بالمقابل شعورًا وإرادة بعدم التصادم بين هذه جميعًا وبين تعليم الكنيسة المتمثل بالرحمة. وبالنتيجة سنجد أنفسَنا متفقين لاتخاذ أرجحية حلول وسطية، لاسيّما وأنّ ا"لذين خرجوا عن تعاليم الكنيسة، ما يزالون أعضاء في جسد هذه الأخيرة"، بحسب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وسلفه بولص السادسوبندكتس السادس عشر.
ولعلّ ما كان أعلنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة (الغنى بالمراحم عدد 15)، جديرٌ بالمراجعة والتطبيق في هذه الأيام العصيبة من تاريخ البشرية المعقّد والفوضوي، بإعلانه "تحيا الكنيسة حياة حقيقية عندما تعترف بالرحمة وتنشرها".ف"حيث توجد الكنيسة يجب أن تتجلى رحمة الله بوضوح"، بحسب البابا فرنسيس.
لذا، من الطبيعي صدور أو حدوث تعديلات أو إجراء مراجعة في تعليم الكنيسة بهدف الخروج من عقدة التمسك الأعمى بحرفيّة الشريعة والقوانين. وهذا ليسَ تقليلًا من احترامِ ما صدر من تعليمٍ في مجامع عامّة سابقة، بل مكمّل لها بحسب حاجة الإنسان وظروفِه. ف"العدالة الإلهية لها قيمُها العميقة"،ومن ثمّ لا يمكن إخفاؤُها، ذلك لأنّ كنيسة المسيح مؤسسة حيّة منفتحة تأخذ مداها وتعاليمَها بما يخدم الصالح العامّ لمسيرتها من دون أن يؤثّر في عقائدها الثابتة.كما أنها ليست في موقع الديّان والحاكم القاسي والظالم على أعمال البشر، بقدر ما تساعد البشر للتقرّب من رحمة الله الواسعة ونيلها حين يكونون بحاجة إليها.
فالرحمة مهما اتسعت، لا ينبغيأن تتعارض مع عدالة الله! وهذا ما هو قائمٌ، وإنْ ظاهرًا، في الديانتين اليهودية (نصوص عديدة في العهد القديم)، وفي الإسلام الذي ينادي بدين الرحمة ويصف الله ب"الرحمن الرحيم"، الذي يفتح أبوابه للجميع.
ولأجل هذه السمات المشتركة، يدعو بابا الفاتيكان لخلق حوار بين هذه الأديان التوحيدية ونبذ كلّ ما من شأنه أن يفرّق بني البشر من ازدراء وانكفاء وانغلاق على الشريعة وتطبيقاتها الجامدة التي جمّدت الفكر وقسّت القلب وأبعدت الناس عن رحمة الله بعذرٍ وبدونِه.
فلنشارك معًا في يوبيل الرحمة الذي يفتتحه البابا فرنسيس في روما يوم الثلاثاء 8 كانون أول، ولننادي معه "افتحوا لي أبواب العدالة"!
-------------------------------------
---------------------------
أعلى الصفحة
العودة للصفحة السابقة