خواطر
وكتابات عامة
التلاحم ونسيان الذات هم من حرروا تكريت
فراس باك
1
نيسان 2015
لعل حين وقف الجندي الروسي في حرب تحرير لينينغراد من الهجمة الالمانية النازية لم يشترط بان كانت ميوله شيوعية بل سادت على افكاره كونه روسيا فقط ولم يوقف نفسه عن القتال كون النصر سيحسب لستالين ام لا - بل فكر بفكر اخلاقي وروسيا كانت جل اهتمامه، ولم يسمح للانتماءات السياسية هذه او تلك بان تشوش على اللحظة التاريخية التي كان يعيشها في تلك الحرب الطاحنة.
وحين إجتاز الجندي المصري في يوم العبور التاريخي في السادس من أكتوبر من عام 1973 قناة السويس وحطم خط بارليف الدفاعي الإسرائيلي، وكانت فرص العودة إلى اهله سالما من الفرص الصعبة، لم يفكر في تلك الفترة بوجهة نظر السادات السياسية وقدم حينها اعظم صورة للجهاد في ساحات المعارك وهو مرفوع الرأس, ولم يطلب أحدٌ من النظام السياسي ان يتخلى عن رأيه حتى بالسادات نفسه أو بشكل النظام السياسي القائم.
وحين حارب الجندي العراقي ثمانية اعوام على خطوط الموت والنار لم يكن يفكر بانتمائه الطائفي والديني والعرقي او قبوله بشخص صدام حسين ام لا، فكرته كانت رد الهجوم الايراني انذاك فقط لاغير...
الآن الحرب التي يخوضها الشعب العراقي ضد قوى الظلام، وبعد كلمة الصحوة التي اتلى بها سماحة المرجع الديني المكرم السيستاني، امتلأت ارواح الشباب ببركة وقوة وتوجهت حشود الحشد الشعبي الاغر بمساندة اخوته بالقوات المسلحة والأمن، وبدأو بأستئصال اورام الخبث والعفن التي اصابت جسد العراق في لحظة جبن وخذلان وخيانة من زمر فاسدة سيتم استأصالها سياسيا وعسكريا فيما بعد..
هنا لم يفكر جندي الحشد الشعبي ذات الاغلبية الشيعية بان من راح يدافع عنه هو سني ام مسيحي ام إزيدي ام كردي بل حركت صور النساء المغتصبات والمسبيات روحه العراقية المشهورة بالنبل والغيرة والعاطفة والرجولة المفرطة لدى العراقي الغيور حركت احاسيسه بكاء طفلة تسأل:
(اين ابي؟).. حرك احاسيسه امرأة مسيحية عراقية طردت بالهدمة التي عليها في طريق خارجي مابين سهل نينوى واربيل وهي تصرخ اين اهل الغيرة.. حركت احاسيسه بكاء رجل من الانبار ينادي اين فزعة اخوتي.. تحركت جحافل الابطال باصوات صهيل الاحصنة وصليل السيوف المتلهفة لسفك دماء الاشرار والقضاء عليهم.. وهزمت جرذان داعش هزيمة مخجلة سيظل التاريخ يذكرها الى ابد الابدين..
اذا نسيان الذات والتلاحم الوطني ونبذ المذهبية والعرقية هم من جعل الجندي العراقي ينظر الى شمس الحرية والنصر بمنظار واسع يتوسطه العلم العراقي نفس العلم الذي رفع البارحة على مبنى محافظة تكريت.
طوبى لكم يا جيش العراقي طوبى لكم يا ابطال الحشد الشعبي طوبى لكم يا جميع الاجهزة الامنية العراقية الشريفة طوبى نصركم وكل العراقيين صلوتهم ودعواتهم لكم ولنصرتكم والان انظارنا الى الموصل وسهل نينوى والانبار.. البركة بكم يا ابطال.. لتحريرها ومن نصر الى نصر بإذن الله.
-------------------------------------
---------------------------
أعلى الصفحة
العودة للصفحة السابقة