ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

كتابات عامة

 

اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

  مواجهـة الإسـاءة

عبدالله النوفلي

                                                                                                                                                           

 10 آيلول 2009

في الحياة نتعرض لمواقف كثيرة ومختلفة؛ منها ما يكون لصالحنا ويُفرحنا ومنها ما يكون بالضد من ذلك لا بل قد يُلحق الإساءة بنا، وقديما قيل: العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم!!! مقولة قادتني لكتابة هذه السطور لأن أحد الحكماء علّق على هذه المقولة بقوله: إذا مارسنا شريعة العين بالعين ... فإن العالم كله سيصبح عالم من العميان!!!، وهذا التعليق أيضا بحاجة إلى التعمق لكي نفهم الحياة جيدا.

إن معلمنا يسوع المسيح كان كاملا في الحكمة عندما ذكر أموراً مثل هذه بقوله: قيل لكم ... أما أنا فأقول ... لأن الحل ليس دائما بتقديم الاساءة لتكون مساوية لما نتلقاها، لأننا سنرى عند التطبيق عالما مدمرا فعلا، فلو حرق أحدهم بيتي وحرقت له بيته سنصل إلى عالم محروق بالكامل ومحطم، ولو صدم أحدهم سيارتي وحطمها، وأنا بدوري حطمت له سيارته لوصلنا إلى عالم متخلف بدون سيارات، ولو كسر أحدهم رجلي وكسرت له رجله لكان العالم كله مليء بالبشر لكن جلّهم برجل واحدة... وأمثلة كثيرة لو تمعنّا بنتيجة الضرر الذي نصل إليه نتيجة مقابلة الاساءة بمثلها لوصلت بنا الأمور إلى حالات مضحكة مبكية معا.

إذا مواجهة الاساءة بالمحبة هي الحل الأمثل والتربوي الذي لا يقضي على الاساءة وجميع ما يتبعها من احتمالات فقط، وإنما يقوّم القائم بفعل الاساءة لكي لا يعود إلى فعلته إلى الحد الذي يخجل من نفسه، وعندما نتفهم ما نسيء به وضرره على الآخرين وإننا لا نقبل بهكذا شيء يُمارس ضدنا وعلينا أن لا نرضى بأن نقوم به لغيرنا، عندها سنصل إلى عالم أفضل، عالم تختفي به الاساءة ليحل محلها المحبة والتضحية، عالمٌ يغمره الغفران والتسامح.

فما علينا سوى أن نقدم المحبة المجانية لأخينا الإنسان وهذه المحبة ستعود بالنفع حتما إن لم تعد إلينا بنفعها بصورة مباشرة لكنها حتما ستعود إلى أخوتنا البشر الآخرين، وعندها ما يصيب الآخرين من خير فإنه سيشملنا أيضا.

      وهكذا نطالب أخوتنا في القومية والدين وفي الوطن وحتى في الإنسانية أن يبتعدوا عن الاساءة ما استطاعوا إليها من سبيل لأنها ليست الحل الأمثل، كما أن قلع عين من فقيء عين آخر ليس هو الحل أيضا لأن ربما العين التي تم معاقبتها كانت ستكون سببا لتحقيق الرفاهية لمن أساءت إليه والتكفير عما اقترفته أيدي صاحبها، فإن لكل ما يحدث حكمة لربنا لا نعرف معناها إلا بعد حين. إذا لنعمل أن يكون سراج جسمنا منيرا ويكون العالم كله مبصرا ونعيش في النور لكي يرى العالم كله أفعالنا ويمجدون الله.

 

أعلى الصفحة

  العودة للصفحة السابقة