من الطرق الصوفية في العراق
الشيخ ثاني
عبدالكريم الفكيكي
6
حزيران 2009
التصوف هو السير في طريق الزهد، والتجرد عن زينة الحياة
ومغرياتها وأخذ النفس بأسلوب من التقشف، حتى يضعف في الإنسان
الجانب الجسدي، ويقوى فيه الجانب النفسي أو الروحي سعياً إلى
تحقيق الكمال الأخلاقي للنفس.
يرى المتصوفة في الطرق الصوفية الطريق التي تقودهم إلى معرفة
الذات الإلهية وكمالاتها،وهو مايعبرون عنه بمعرفة الحقيقة.
ويختلف المؤرخون في تعريف الطرق الصوفية فمنهم من يعرفها بأنها
مجموعة من الرسوم والقواعد يضعها مشايخ كل طريقة بحيث تختلف عن
غيرها من رسوم وقواعد الطرق الأخرى. ومنهم من يرى بأنها مشيخات
أخذت أسماءها من أسماء مشايخها.
يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية
وأنتشارها، حيث أنتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي وكان من
دوافع أنتشار الطرق الصوفية كثرة البدع، والجدال والمراء
والخصومة في الدين، ومجالسة أهل الأهواء والبدع ومخالطتهم،
والجهل بمذهب السلف ومقاصد الشريعة. ومن أشهر الطرق الصوفية في
العراق:-
1-
الطريقة القادرية:
وتسمى الجيلانية وهي من أكثر الطرق أنتشاراً في
العراق مؤسسها عبد القادر الجيلاني المتوفى سنة 561ه يقول
أتباعه أنه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن
علي بن أبي طالب(عليهما السلام)،يؤمن أتباع هذه الطريقة بعقيدة
وحدة الوجود ،ولهم مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال
منها"لااله الاالله"التي تمثل الذكر الأساسي في القادرية،إذ
يجلس الذاكرون على الركبة مثل الصلاة،ويتوجهون نحو القبلة
،وأعينهم مغلقة خلال الذكر.كما خَصصت القادرية بعض أيام
الأسبوع ولياليه بصلوات محدودة.
2-
الطريقة
الكسنزانية: وهي أحدى فروع
الطريقة القادرية،وتسير على نهجها أما تسميتها يرجع إلى اللغة
الكردية والتي تعني باللغة العربية (لاأحد يدري)أو (لاأحد
يعلم) وشيخ الطريقة الحالي هو الشيخ محمد بن عبد الكريم بن عبد
القادر بن عبد الكريم شاه الكسنزان.
3-
الطريقة الرفاعية:
تنسب إلى أبي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي المتوفى سنة
578هـ وتسمى بالبطائحية نسبة إلى ولاية بالقرب من قرى البطائح
بالعراق، وجماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في أثبات
الكرامات.
4-
الطريقة النقشبندية:
تنسب إلى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري المتوفى
سنة 791هـ والملقب بشاه نقشبند الذي نشاء وعاش في الهند،ومن
هناك دخلت إلى البلاد الإسلامية ومن ثم انتشرت في العراق وعموم
الشرق الأوسط وذلك على يد أبرز شيوخها وهو أبو البهاء ضياء
الدين خالد بن احمد الشهرزوري البغدادي. يؤمن أصحابها بأن
معرفة الله تعالى معرفة يقينية عن طريق الذوق أو الكشف،فضلا عن
أشتهارهم بالذكر المفرد"الله"أو مضمراً" هو"، ومن معتقداتهم
سماع الأناشيد والأشعار.
5-
الطريقة الخضرية:
تنسب إلى الخضر (عليه السلام)، انتشرت حديثاً، وليس لها شيخ
معترف به كباقي شيوخ الطرق الصوفية.
6-
الطريقة النبهانية:
تنسب إلى الشيخ محمد النبهاني الشامي وهي من الطرق الجديدة
التي ظهرت في سوريا وأنتشرت في العراق على يد الشيخين ناظم
العاصي العبيدي،ومحمود مهاوش الكبيسي المتوفيان سنة 1983م.
وآلت المشيخة بعدهما الى ماهر محمود مهاوش الكبيسي وراثةً عن
أبيه.
وأن أختلفت الطرق الصوفية وتباينت إلا أنها تتفق في العقائد
والأفكار التي أصلها شيوخ الصوفية القدامى، كالاحتفال بدخول
المريد في الطريقة بطقوس دقيقة مرسومة، والتقيد بزي خاص يمثل
رمز أصحاب الطريقة الذي يلبسونه فيميزهم عن غيرهم، واجتياز
المريد مرحلة شاقة من الصلاة والخلوة والصيام وغير ذلك من
الرياضات، والإكثار من الذكر مع الاستعانة بالموسيقى والحركات
البدنية المختلفة والاعتقاد في القوى السرية الخارقة للعادة
التي يكتسبها المريدون بالمجاهدات وهي القوى التي تمكنهم من
أكل الجمر ،والتأثير على الثعابين ،والإخبار بالمغيبات. مع
التأكيد على أحترام شيخ الطريقة الى درجة التقديس.
أعلى الصفحة
العودة للصفحة السابقة
|