مير بصري -
رئيس أخر طائفة يهودية في العراق
المحامي علي
حسين محيميد
العودة للصفحة السابقة
10
نيسان 2009
مير بصري
ولد مير شلوموحاي بن شاؤل بن بصلئيل المعروف بأسم بصري في
بغداد في التاسع عشر من أيلول عام 1911م من أسرةٍ عراقيةٍ
عريقة عُرفت بأسم(عُوبديا). كان من أبرز شخصياتها (عمه) الذي
شغلَ منصب رئيس المحكمة الشرعية ببغداد عام 1848م.
طفل في حجر والده صورة عائلية عام 1912م
تلقى مير بصري تعليمهُ في مدرستي التعاون والأليانس في
بغداد،ولازمَ الأب أنستاس ماري الكرملي والدكتور مصطفى جواد
فعنهما أخذ اللغة العربية، كما درس تأريخ العراق على المحامي
عباس العزاوي والعروض على الشاعر محمود الملاح.
عمل الراحل مير بصري في الكثير من الوظائف العامة والخاصة
مابين عامي(1928- 1952م)،فقد شغل منصب سكرتير وزارة الخارجية
في الحكومة العراقية،ووكيلاً ومديراً للتشريفات فيها،وحضر
الكثير من المؤتمرات الدولية ممثلاً للعراق، وقد ترأس عام1938م
تحرير المجلة الشهرية لغرفة تجارة بغداد ولمدة ثماني سنوات. ثم
أنصرف للأعمال الحرة ولكتابة الأدب والتأريخ وعمل محرراً
وباحثاً في الصحافة العراقية.
مير بصري في شبابه
وفي عام 1969م تعرض مير بصري للأعتقال، بعد أن أعلن رئيس
الجمهورية في حينها أحمد حسن البكر في خطابٍ شديدٍ له أنه
سيمحق التجسس لأميركا وأنكلترا ويقضي على العملاء وأذناب الدول
الغربية. فقد تم القبض على عشرات الرجال والصبيان، من يهود
ومسيحيين ومسلمين، بتهمة التجسس والقوا في غيابات السجون. لذا
داهمت قوةُ من الأمن دار مير بصري وأخذت البعض من أوراقه
وطابعتين عربية وأنكليزية وتم أعتقاله في موقف الأمن بتهمة
أعطاء معلومات سرية تفيد العدو لسيدة أميركية كانت قد زارته
قبل عام، الا أنه أوضح لهم أن هذه السيدة تكتب أطروحة عن تأريخ
العراق القديم لتقديمها إلى بعض الجامعات الأميركية. وقد جاءت
بصورةٍ رسمية وأتصلت بوزارة التربية ورجال العلم والأدب
للمباحثات في الموضوع الذي تتناوله. وقد نظم الشاعر اليهودي
أنور شاؤول الذي كان مشاوراً حقوقياً لرئيس الطائفة الموسوية
أبياتاً من الشعر قال فيها:
إن كنت من موسى قبست عقيدتي فأنا المقيم بـظلّ ديـن
محمــّد
وسماحة الإســــــلام كانت مـوئـلي وبلاغة القرآن كانت
مــــــوردي
مــا نــال مـن حبي لأمّة أحــــمـــــد كوني على دين
الكليم تعـبّدي
سأظل ذيّاك السموأل في الوفــــــا أسعدتُ في بغداد
أم لم أسعد
وقدم هذه الأبيات إلى المحامي سلمان بيات الذي أوصلها إلى نائب
رئيس الوزراء ووزير الداخلية صالح مهدي عماش عن طريق أخيه
سكرتير مجلس الوزراء صلاح بيات، أستحسن عماش هذه الأبيات، وكان
هونفسه أديباً شاعراً، فحدثه صلاح بيات بأمر أعتقال مير بصري
فأستغربه لأنه لم يكن يعلم به. وفي الحال كلم مدير الأمن العام
حامد العاني تلفونياً وأمره بإطلاق سراح مير.
كتاب شكر للمؤلف عن وزير الأعلام بتوقيع وزير الأعلام السابق
محمد سعيد الصحاف
صدرت لمير بصري مؤلفات عدة منها ديوان شعر بعنوان(الحرية)عام
1928م،و(مباحث في الاقتصاد العراقي)عام1948م و(رجال
وظلال)عام1955 و(رسالة الأديب العربي)عام 1969م و(أعلام اليقظة
الفكرية في العراق الحديث)عام1983م و(أعلام السياسة في العراق
الحديث)عام 1987م و(أعلام الكرد)عام 1991م و(أغاني الحب
والخلود)عام 1991م و(رحلة العمر من ضفاف دجلة إلى وادي التيمس
ذكريات وخواطر)عام 1992م و(أعلام اليهود في العراق الحديث)في
جزئين عام 1993م و(أعلام الأدب في العراق الحديث)في جزئين عام
1994م. تناول مير في مؤلفاته ما عاشه وعاصره من أحداث في تأريخ
العراق الحديث على جميع الأصعدة فكانت مرجعاً ثراً للباحثين عن
تلك الحقبة.
تشييع الحاخام ساسون خضوري 1971
1- مير بصري 2- الحاخام داود حاخام يعقوب 3- صالح بصري مع ممثل
الحكومة وبطريرك الكلدان
لفظ مير بصري أنفاسَهُ الأخيرة في غربته التي قضاها في لندن،
عام2006م عن عُمرٍ ناهز الخامسة والتسعون. وقد عاش خواطره وهو
يتوق إلى أستعادة ولو لحظةٍ على شاطئ دجلة.
في دير الآباء الكرمليين: (الجالسون) علي غالب
العزاوي، عباس العزاوي، الأب أنستاس ماري الكرملي، الشيخ
مقلّد، مير بصري 1943م
العودة للصفحة السابقة
|