وادي الرافدين.. وحدة مفقودة وسط تنوّع إثني طاغٍ

جمال العميدي

22 أكتوبر 2008

  حادثان كبيران شهدهما العراق مؤخرا، أعادا تسليط الضوء على الجماعات الإثنية في هذا البلد، أولهما قانون الانتخابات المحلية الذي أقره البرلمان العراقي، بحذف المادة المتعلقة بإعطاء نسبة (كوتا) للأقليات الإثنية، على منوال ما نص عليه الدستور العراقي بشأن نسبتهم في البرلمان العراقي ومؤسسات الدولة الأخرى، ما أثار ردود أفعال غاضبة من الجماعات الإثنية، ثم حملة التهجير القسري التي تعرض لها مسيحيو الموصل، والتي قامت بها مجموعات متطرفة أدت إلى تهجير أكثر من 2000 عائلة مسيحية من المدينة، توجه معظمهم إلى سهل نينوى، الموطن الأصلي لمسيحيي العراق، استنادا إلى كثير من المدونات التاريخية.

  ويحوي العراق عددا من الأديان والقوميات والمذاهب، ومن هنا يقال إن هذا الوطن متعدد الإثنيات. وعلى الرغم من أن الأدبيات السياسية لأحزابه الحاكمة اليوم، تركز على وحدة «الأمة العراقية»، ما زال شعبه يعاني الأمرين من تناحر إثنياته، حتى صار الإيمان بـ«الوحدة في قلب التنوّع» ضربا من شعارات الاستهلاك الإعلامي والجماهيري.

  فإلى جانب القومية العربية، وهي قومية الأغلبية العراقية من مسلمين (شيعة وسنة) ومسيحيين، هناك قوميات أخرى كالكردية والتركمانية والشبكية. وفضلا عن دين الأغلبية، أي الإسلام، هناك الدين المسيحي والصابئي والأيزيدي، مع بعض اليهود الذين ما زالوا يقطنون بغداد، على الرغم من عددهم القليل.

  ومع أن التغيير الراديكالي الذي طال العراق، بعد الحملة التي قادتها الولايات المتحدة لخلع النظام الصدامي السابق، في أبريل (نيسان) 2003، أدى إلى تسليط الضوء على بعض الإثنيات العراقية، من نحو الكرد والمسيحيين (الكلدوآشوريين)، ظلت سائر الإثنيات الأخرى غامضة بالنسبة للكثيرين، يسمعون بها، ولا يعرفون إن كانت أقليات قومية أو دينية.

  وسنحاول هنا أن نسلط الأضواء على تلك الإثنيات، أملا في إعطاء بعض المعلومات حولها، مع التنبيه على أن الخلافات شديدة بين دارسي تلك الإثنيات، لذلك لجأنا إلى باحثين من الأديان والقوميات نفسها، لنرى ما الذي يقولونه عن أنفسهم.

  وسنبدأ بالديانات، لنقول إن العراق يحفل بكثير من الديانات، لكن أشهرها اليوم الإسلام والمسيحية والصابئية والأيزيدية. وسنسلط الأضواء هنا على ثلاث ديانات هي المسيحية والصابئية والأيزيدية، ثم نجمل الحديث في ثلاث قوميات عراقية؛ هي التركمانية والشبكية والكردية الفيلية، لوجود بعض الفروق بينها وبين القومية الكردية الأم.

 

مسيحيو العراق أو الكلدان السريان الآشوريين

  أقام المسيحيون على أراضي العراق الحالية منذ نحو 2000 عام، ويرجع أصلهم إلى منطقة بلاد الشام والمناطق المحيطة بها.

  ويتركز القسم الأكبر من مسيحيي العراق، الذين ينتمون إلى قوميات وأقوام مختلفة، في محافظات نينوى ودهوك وبغداد وأربيل وكركوك والبصرة، فضلا عن السليمانية والأنبار ومناطق متفرقة من البلاد، ويقدر عددهم بأكثر من مليونين في العراق، وضعف هذا العدد في دول المهجر والشتات، موزعين بين أكبر تجمع لهم في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وبين دول الجوار، وفق ما يؤكد الباحث فريد يعقوب، رئيس تحرير مجلة (نجم بين نهرين) التي تصدر عن المركز الثقافي الآشوري في دهوك.

  ومعظم المسيحيين العراقيين هم من الكلدانيين الذين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية الشرقية، وهم مستقلون عن روما مع كونهم يعترفون بسلطة البابا الروحية.

  والكلدانيون شعب قديم، يتحدث معظم أبنائه اللغة الآرامية، لغة المسيح.

  أما الفئة المهمة الأخرى، فهي فئة الآشوريين، وهم ينحدرون من الإمبراطورية الأشورية والبابلية، وقد تبعثروا في أنحاء الشرق الأوسط، بعد انهيار إمبراطوريتهم في القرنين السادس والسابع قبل الميلاد. ويرى الباحثون أنهم اعتنقوا المسيحية في القرن الأول الميلادي، وتعد كنيستهم الشرقية الأقدم في العراق.

ومن الأشوريين من ينتمي إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، أو الكنيسة الكلدانية، فضلا عن وجود طوائف بروتستانتية متعددة.

وهناك في العراق أيضا من يتبع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، أو الأرمنية الأرثوذكسية، وهناك أرمن كاثوليك نزحوا من تركيا، هربا من المجازر في بداية القرن العشرين.

فضلا عن ذلك، هناك الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والأنجليكانيون والإنجيليون.

 

الصابئة المندائية

  الديانة الصابئية أو المندائية من الديانات التوحيدية القديمة، التي كانت منتشرة في العراق وفلسطين قبل المسيحية. وأتباعها ما زالوا موجودين جنوبي العراق وجنوبي إيران.

  ويميل الباحثون إلى أن المندائية اشتقت من كلمة (مندى)، والتي تعني باللغة المندائية المعرفة أو العلم. أما كلمة الصابئة، فقد اشتقت من (صبا)، والتي تعني تعمّد أو غط أو غطس في الماء، في إشارة إلى أهم الشعائر الدينية في هذه الديانة، والتي تجعلهم دائما قرب الأنهار. من هنا، تعني عبارة (الصابئة المندائية)، المؤمنون المتعمدون بالماء، العارفون والعالمون بدين الحق، وبوجود الخالق الأوحد الأزلي.

  والمندائية الكلاسيكية هي اللغة الطقسية للديانة الصابئية، وبها دونت كتبهم الدينية. لكن للمندائيين لغة محكية حديثة، يستخدمونها في حياتهم اليومية، مع أن صابئة العراق صاروا يستخدمون اللهجة العراقية، لذا فإن المندائية المحكية معرضة للانقراض.

  أما المندائية الكلاسيكية، فهي فرع من اللغة الآرامية الشرقية، ومن سماتها النقاء العالي، كونها لم تتأثر بغيرها من اللغات أو اللهجات، لذلك حافظت على قواعدها ومعجمها، لكنها لم تسلم من التأثر بالأكادية، على ما ينص الفيلولوجيون الدارسون لهذه اللغة.

  ويميل المؤرخون إلى القول إن أصول المندائيين تعود إلى شعب آرامي عراقي، استوطن وسط العراق، ولاسيما المنطقة الواقعة بين بغداد وسامراء من ناحية دجلة، ومن هناك انتشروا شرقا ليصلوا إلى الجنوب الإيراني.

  وفي العهد البابلي الأخير، تبنت شعوب المنطقة الآرامية لغة رسمية، حتى أنها استخدمت في بابل نفسها، والقسم الأوسط من العراق القديم، وهيمنت على القسم الجنوبي من بلاد ما بين النهرين، لتعم ما يعرف الآن بإقليم خوزستان في إيران (عربستان، على وفق التسمية العربية). وليس هناك فرق كبير بين الآرامية الشرقية والمندائية، التي ما زال الصابئة يستعملونها في كتبهم وطقوسهم المقدسة.

  وهناك روايات غير مؤكدة، تشير إلى أن الريشما آنوش بن دنقا (639 – 640 م) قدم لأحد القادة العرب في العراق، ولعله سعد بن أبي وقاص، كتاب الصابئة المقدس المعروف بـ (كنزا ربا)، ليؤكد له أن الصابئة أصحاب كتاب، وأن نبيهم هو يوحنا المعمدان أو يحيى بن زكريا، الذي يجله المسلمون، فقبل ذلك منهم، وأكرمهم.

 

الأيزيديون

  يسكن أتباع الديانة الأيزيدية في مناطق تقع شمال العراق، مثل سنجار وشيخان وبعشيقة ودهوك وتلعفر وزاخو وتلكيف وغيرها، ولهم وجود خارج العراق في سورية وتركيا وفي القفقاس على الحدود الروسية، وهم كرد من حيث التصنيف القومي. وكان آخر إحصاء لهم في العراق، حيث يوجد تجمعهم الأكبر، العام 1977، يقول إن عددهم 102191 نسمة. ويقدر الباحث العراقي د. رشيد الخيون عددهم الآن بنحو نصف مليون نسمة، نظرا إلى أن نسبة الخصوبة عالية عندهم.

  وليس من السهل تحديد أصل واضح للأيزيديين، ولاسيما أنهم يتكلمون الكردية والعربية والسريانية، ثم أن أزياءهم الرجالية عربية، وأزياءهم النسائية سريانية. ويميل بعض الباحثين إلى إرجاعهم إلى أصول آشورية، مستندا إلى وجود تماثيل ورموز في ديانتهم، تشبه تلك الموجودة في ديانة الآشوريين، كما أن أماكن استيطانهم الحالية تقع في نينوى، عاصمة الآشوريين التاريخية. لكن باحثين آخرين يلمحون إلى وجود عوامل مشتركة كثيرة بينهم وبين السريان.

  أما ديانتهم، فقد أخذت عناصر كثيرة من المانوية والزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام، فضلا عن سمات من الغنوص المختلط بمعتقدات رافدينية سبقت الإسلام. وقد كانت هذه الديانة مشتتة المباحث، ومختلفة الطقوس، حتى العام 1162، إذ تمكن الشيخ الصوفي عدي بن مسافر، من تأصيل أصولها وتنظيم فروعها، وذلك عبر كتابه المعروف بـ (كتاب الجلوة). لذا، يميل بعض الباحثين إلى أن الأيزيدية بعد بن مسافر، صارت ديانة جديدة، مختلفة كل الاختلاف عن الديانة التي سبقت مجيئه.

  يعتقد الأيزيديون بالكواكب السبعة التي كان يقدسها أهل ما بين النهرين، لكنهم غيروا أسماء الآلهة العراقية القديمة، مستعيرين أسماء الملائكة المسيحية السريانية.

  وينكر الأيزيديون وجود الشر وجهنم، ويمكن للمؤمن الذي ينتهك حرمة قوانين السماء أن يكفر عن ذنبه بالتناسخ، الذي يؤدي بالتدريج إلى صفاء الروح، أي أن العذاب إن وجد، فسيكون في الدنيا، عبر تناسخ الأرواح وانتقالها، حتى يكفر الإنسان عن أخطائه. كما يؤمنون بأن إبليس تاب عن تكبّره على الله، وأن الله قبل توبته، وأعاده إلى منزلته السابقة رئيسا للملائكة.

  ومن أشهر مقدساتهم الطاووس، أو طاؤوس ملك، الذي يمكن أن نراه على شكل طاووس مصنوع من البرونز أو الحديد. وطاؤوس ملك عندهم، يحكم الكون بمعية 7 ملائكة، يخضعون جميعا للرب الأعلى.

  ويرى د. خليل الجندي، أن الأيزيدية ديانة توحيدية وليست ثنوية، كما يشاع عنها خطأً، وهي تنص على أن قوة الخير والشّر مصدرهما واحد؛ أي أن الأيزيديين يؤمنون بالإله الواحد الأحد حسبما يؤكد أدبهم الديني، إلا أنهم إلى جانب ذلك يؤمنون أشد الإيمان بـ(طاؤوس ملك) ويعتبرونه رئيساً للملائكة، وهو نور الله ورمز الخير والمسؤول عن الكون.

  ويضيف الجندي أن الأيزيدية تعتقد بوحدة الوجود، وأن المادة والروح متلازمان منذ الأزل، ولا يثار لديهم سؤال: أيهما أقدم، الروح أم المادة؟ لأن كلمة (خودى - خودايى) تعني الذي خلق نفسه بنفسه، وكلمة (أيزيدي - أزدايى) تعني عباد الله. ويتابع الباحث أن هذه الديانة تؤمن بتناسخ الأرواح، وأن الروح خالدة لا تموت. وبسبب اعتقادها هذا، فإنها إلى جانب احترامها لرموزها وشخصياتها الدينية، تحترم بعض رموز وشخصيات الأديان الأخرى. كما يعتقد الأيزيديون بوجود عالمين؛ عالم مرئي وهو الفاني، وآخر غير مرئي، وهو طاهر وباق.

  وأورد الخيون أن هناك من يعتقد بصلة ما بين اسم الأيزيدية وبين الكلمة السومرية (a..zi-da) المكتوبة بالخط المسماري، التي كشفها باحث كردي خبير بالآثار واللغات القديمة هو لافار نابو. وعندما راجع هذه الكلمة في القاموس السومري، الصادر عن جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة العام 1994، وجد أنها بمعانٍ متعددة تقترب من ماهية الأيزيدية، منها الطريق الحق والذراع الأيمن وغيرها، الأمر الذي يقرّبها مما يقوله الأيزيديون اليوم عن ديانتهم: نحن «على دين الحق والطريق الصحيح... بيضاء ملابسنا، الجنة مكاننا».

 

التركمان

  التركمان إحدى المجموعات القومية في العراق، ويشكل أفرادها ما نسبته 1 في المئة، إلى 3 في المئة من سكان العراق، حسب بعض التقديرات.

  ويعود تاريخ استيطان التركمان في العراق إلى العام الهجري 54، إذ استدعى القائد الأموي عبيد الله بن زياد، 2000 مقاتل من الأتراك إلى البصرة. وكان ذلك مجرد بداية تاريخية، إذ ما لبث العدد أن ازداد بعد دخول الخاقان السلجوقي طغرل بك إلى العراق في 1055، إذ تردد اسمه في خطب أئمة الجوامع في 15 ديسمبر (كانون الأول) 1055.

  وتعمق وجودهم التاريخي في العراق منذ تلك الفترة، وحتى العام 1918 أي أثناء 9 قرون من السيادة التركية على العراق. ومع دخول طغرل بك إلى العراق، تتابع دخول أعداد ضخمة من الأتراك إلى العراق، على شكل موجات بشرية متلاحقة.

  ويرى بعض المتخصصين أن إطلاق اسم التركمان على أتراك العراق بدأ في عهد السلاجقة، بل يتفق المؤرخون على أن هذه التسمية لا تعني بأي حال من الأحوال عرقا آخر غير الترك، كما يتفقون على أن مصطلح التركمان أطلق على قبائل الأغوز (الغز) بعد اعتناقهم الإسلام.

  ولا توجد إحصاءات تشير إلى عدد التركمان الحالي في المدن والمحافظات العراقية. لكن مجلة اينكويري البريطانية، قدرت العدد في مجمل العراق في فبراير (شباط) 1987 بنحو مليون ونصف المليون من التركمان المسلمين، يتوزعون على المذهبين السني والشيعي. وإلى الآن، لا توجد إحصاءات موثوقة لعددهم، ولاسيما أن آخر إحصاء رسمي متفق عليه بين القوميات الأساسية يعود إلى نصف قرن مضى، وجرى إبان العهد الملكي، إذ قدر إحصاء 1957 عددهم بنصف مليون في العراق ككل، معتبرا إياهم ثاني أكبر قومية في كركوك، بعد الكرد.

  ويتوزع التركمان الشيعة في مدن تلعفر في محافظة نينوى، وطوز خرماتو في محافظة صلاح الدين، وناحية تازة في محافظة كركوك. أما السنة فأغلبهم يسكنون قضاء كفري في ديالى، فضلا عن كركوك.

 

الشبك

  عرف الشبك، في أقدم الروايات التاريخية، منذ أواخر العهد العباسي في العراق. وأشارت الوثائق العثمانية إليهم كجماعة مستقلة، منذ القرن السادس عشر الميلادي، وورد ذكرهم في دائرة المعارف البريطانية والإسلامية.

  ويرى الباحث محمد الشبكي، رئيس لجنة الإعلام في منظمة الأقليات العراقية، أن الشبك من الأقوام الآرية التي قدمت من بلاد أذربيجان، التي كانت ضمن أراضي الإمبراطورية الفارسية، واستوطنت في منطقة سهل نينوى، واختلطت وتصاهرت مع بعض العشائر العربية والكردية والتركمانية، وتشابكت مع بعضها البعض مكونة مجموعة سكانية متميزة.

  ويضيف الشبكي أن الشبك يتوزعون في منطقة سهل نينوى، في مثلث منقلب القاعدة، إذ تشكل قراهم هلالا أو حزاما يحيط بمدينة الموصل، ويمتد على طول 70 قرية من قراهم، فضلا عن سكن أعداد كبيرة منهم في مركز مدينة الموصل. ويتراوح عدد أبناء الشبك بين 400 إلى 450 ألف نسمة، حسب أشهر التقديرات.

  ويوضح الباحث أن للشبك كل مقومات القومية الأساسية المستقلة عن القوميات الأخرى، وهناك الكثير من الوثائق والمذكرات الصادرة من الحكومات العراقية المتعاقبة، تؤكد أن الشبك قومية مستقلة.

  وقد جاء في إحدى المذكرات الخاصة بتفتيش منطقة الحمدانية ذات الأغلبية الشبكية، وهي المذكرة رقم 541 الصادرة العام 1952، أن منطقة الحمدانية تتكون من عدد من القوميات، أكثرها عددا القومية الشبكية، ومن ثم القومية العربية والكردية والتركمانية، فضلا عن المسيحيين، ما يدعو الشبك إلى القول إن في هذه المذكرة اعترافا واضحا وجليا من الحكومة الملكية العراقية، باستقلالية الشبك قوميا.

  وللشبك لغتهم الخاصة، وهي تنتمي إلى مجموعة اللغات الآرية الهندوأوروبية؛ وهي لغة وليست لهجة، تتميز بمفرداتها الخاصة وأسلوب لفظها، على الرغم من احتوائها على كلمات دخيلة من اللغات الأخرى؛ الكردية والعربية والتركية والفارسية، بفعل التقارب الجغرافي مع الإثنيات الأخرى.

  وعن ديانة الشبك، يقول الباحث محمد الشبكي إنهم مسلمون، مع أن بعض الباحثين عدوهم من فرق الغلاة والخارجين عن الإسلام، بل عدهم البعض من أتباع ديانة خاصة، ولهم كتابهم المقدس وممارساتهم وطقوسهم الخاصة بهم، لأغراض طائفية.

  ويكشف الباحث أن الكتاب المقدس للشبك هو القرآن، وأن 70 في المئة منهم على مذهب الشيعة الاثني عشرية، موضحا أن الشبك السنة يتوزعون على عدد من القرى الشبكية، وأغلبهم يعتقدون بالمذهب الحنفي والشافعي.

  ويضيف أن كثيرا من العوائل الشبكية تأثرت ببعض الطرق الصوفية في الماضي، وأهمها الطريقة البكتاشية.

 

الكرد الفيلية

  جماعة من الكرد المسلمين، يعتنق أغلبيتهم العظمى المذهب الشيعي. ويذهب الباحث خيري بوزاني إلى أن تسمية (فيلي) جاءت من اسم لسلالة حاكمة وجدت في المنطقة، وتعاقب على حكمها 12 ملكا، بدءا بالملك العيلامي بيلي (220 ق. م).

 

  وأما عن دلالات كلمة (فيلي)، فيذكر بوزاني أنها تعني العاصي أو المتمرد أو الثوري، كما تعني أيضا الفدائي أو الشجاع.

  ويؤكد الباحث أن موطن سكنهم يمتد بين العراق وإيران، فهم يقطنون في إيران جنوب كرمنشاه وشمال ديزفول، على امتداد جبال زاكروس. وفي العراق يعيشون وسطه وجنوبه، في مناطق مندلي وزرباطية وبدرة وجصان وبلدروز والسعدية وجلولاء وخانقين وديالى وكركوك وبغداد، وغيرها من المدن والقصبات. ويقدّر بوزاني تعدادهم السكاني بين مليون ونصف المليون إلى مليوني نسمة تقريبا