الى ابونا الذي ظل يخدم كنيسته ورعيته...  مع الحب

   فراس -  السويد

11 أكتوبر 2008

 

كم يخجلني ان احمل هويتي المسيحية

كم يخجلني وقد كنت اصرخ وسط كنيستي بان اشهد للمسيح

كم يخجلني وقد كنت اُعلم باننا مستعدون للموت من اجل مسيحيتنا

كم يخجلني ان اقرع الابوب لاختبيء واطلب المعونة

كم يخجلني ان امد يدي وعيناي ترمق ارضا غارقة في بحيرة الدموع

كم يخجلني ابونا اننا سوية نحمل هوية مكتوب عليها مسيحي

كم يخجلني ان اخلد  ذكرى بطرس الخائف

 

متى تدق اجراس كنيستي .. لقد اشتقت اليها

متى اكون مثلك ابونا ...مخلصا وفياً لكنيستي

متى لا اخاف شيء لان الله معي

متى تمتلىء روحي بقوة الله

متى اميز بين الرعونة والايمان

متى افك اغلالي واشعل صدري بروح القدس

متى يتكلم الله بي... او لا املك ايماناً بحجم حبة الخردل؟؟

 

هل يعني هذا ان اقدم نفسي ضحية غبية لا طالب لها؟

هل يعني هذا ان ادفن كياني ومستقبلي واملي وكبريائي ورجولتي لكابوس اسود؟ 

هل ينفع طمر نفسي وابتعادي؟؟

هل ينفع الهروب الى المجهول والذي قد ينال مني ومن اهلي

هل استطيع ان انسى ذكرياتي ودموعي وقهقهاتي؟

هل استطيع ان لا اكون شرقيا؟...

 

 

ولمن اتركُ ميراثي... ولاي مدة؟؟...

وكم سأستطيع أن أحمل وما الذي ساخذ معي؟

انها قصة طويلة اسمها الحياة بنيت بها مسكني وفيه ما اريد وما احتاج اليه

لقد اخذت كل ماستطيع حمله ولكنني نسيت اية جميلة في غرفة الجلوس

مكتوب عليها ( ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه)

 

استوقفني احد الاصدقاء  وكان يركض مسرعا وهلعاً

يقول لي لقد ادركنا الموت... إن الله لايريد منا ان نموت هكذا

انجو بنفسك قبل ان تكون وحيدا ويصرخ المنادي لضحية جديدة

واذا بي ارى رجلا ً يسري من حي الموت ويذهب الى كنيسته

كان يذهب عدة مرات في الاسبوع واصبح يذهب سبعة ايام

هل يحق لي ان اخاف وابونا ليس خائفا !!!؟؟

هل احمل انا صليب ثقيل وابونا لا يحمل شيئا !!!؟؟

هل انا معروف الى درجة تقدير المدينة باسرها لابونا !!!!؟؟

تبقى المعادلة ناقصة وتبقى قيمتي صغيرة امام قيمة ابونا !!!

 

كم كبير انت يا ابونا.....

كم صليبك ثقيل ليشق ابتسامة عريضة على وجنتيك

كم شهيدا شيعت وتخرج الدر من اذين قلبك الكبير

كم من فرصة حظيت بها ورفضت لتدخل من الباب الضيق للملكوت

كم انت كبير لتتغزل باكليل الشوك يوم الجمعة العظيمة

كم انت كبير لتنهي علاجك بسرعة وترجع الى رياض النار

كم انت كبير وتضع يدك على صدرك وتهمس لقلبك

ليس الان يا فؤادي  فلازال الكثير واريد المزيد

ليس الان يا فؤادي فانا هنا لأخدم لا لأُخدم

كم انت كبير ابونا وانت تحب الصغير والكبير

ونبرة صوتك مشاتقة لخدمة القريب

 

 

اتعلم الان ابونا لمذا انا خجل من هويتي

امن العدل ان نكون سوية في خانة واحدة؟

امن العدل ان تكون سباقا في التضحية وانا انتظر رحمة من السماء؟  

ستبقى نبراساً ووساماً نضعه على صدورنا وهذا اضعف الايمان

ستبقى وردة فواحة نستشق عطرها عن بعد

ستبقى شمعة مشتعلة نستنير بها في الظلمة

ستبقى تذكرنا بابونا بولص و نعمت, عمو منذر وبقية الشهداء

ستبقى مستيقضا لتحمينا وتعيننا في لحضة الضعف

اتعلم كيف اني متيقن من بقائك ؟؟؟

لانك كبير بكل شيء