كــم
لعـــازر
بنت السريان سعاد
البناء
souadissa2@yahoo.com
14
شبــــــــــــاط 2009
في باحة دار غني
أُعدٌت وليمة فاخرة
وبطاقات الدعوة
موقٌعة بختم صاحب
الوليمة وللمعنيين
فقط، فعمٌا قليل
ستغصٌُ القاعة
بالراقصين والراقصات،
منظر دنيوي بحت...
قادتني قدماي حيث
جذبتني الاضواء، لكن
استوقفني ما لفت نظري
وسمٌر قدماي فلم اعد
اقدر على السير...
أشخص؟ أم مومياء؟!!
حركة خفيفة ازالت عني
تساؤلاتي..
مدٌ
يداَ مبتورة يستعطف
قلوب المارين ويستجدي
ما يسد رمقه ذاك الذي
افترش الارض، لقد
اعياه الجوع وأقعده
المرض لا يستطيع
الحراك، حتى
الكلاب لم
ترحمه، هاهي تلعق
جراحه.. هالني ما
رأيت وتضاربت الافكار
وتزاحمت في داخلي
وتأوهت، فيا لمفارقات
الزمان، وأين العدل
فيما أرى؟؟!! فشتان
ما بين الثرى
والثريٌة... هكذا إني
أرى... ولكن مهلا كم
من عابر سبيل مرٌ من
ههنا قبلي؟ أما
استوقفه هذا المنظر
المؤلم؟؟!.. أين
الضمير الانساني؟ أهو
في سكرة خمر، ام تراه
قد مات؟... فالعابرون
كثيرون.
ماذا عليٌ ان أفعل؟
لا شيء أكثر من أني
أتصلت بالاسعاف حيث
نُقل الى المشفى. لم
أبرح ذلك المكان إلا
على صوت لعازر
المسكين يصرخ داخلي
ترى كم وكم من
لعازر في الارض يا
هذا؟
كم
وكم من المعوزين
والمعدمين؟ كم من
ضحايا الحروب وكوارث
الطبيعة؟ كم من
الاطفال مشردين؟ كم
وكم من جشع من يسكر
بدماء البشر؟ كم ...
وكم.... من الكم
استطيع ان اتساءل؟
ما
من مجيب... يبقى
الجواب أخرس والسامع
أطرش... لقد تجسدت
أمامي قصة لعازر
المذكورة في الكتاب
المقدس. أي نعم أبونا
ابراهيم إن بين هذا
المسكين وبين اولئك
هوة عظيمة... كما بين
لعازر والغني ولا
يستطيع احد الطرفين
ان يجتازها للاخر.
مات لعازر وحملته
الملائكة لحضن
ابراهيم وها هو ينعم
في الملكوت... والغني
بائس
يستغيث وعلامَ؟؟...
فات الاوان ولات ساعة
استغاثة فقد استوفى
نعمه واطاييبه في
الحياة... اما
لعازركانت له البلايا
والضيقات تماما كما
رأيت اليوم قبل
ساعات...
لذا
وجب علينا ان نتٌخذ
العبرة مما تقدم
وفات.. فنكون رحماء
حيث قال الرب ارحموا
من في الارض يرحمكم
من في السماء...
والاجدر من هذا ان
تبقى ضمائرنا حيٌة كي
تعي ما يجري من احداث
في ساحة الحياة لتحكم
التصرف وتحسب
حسابا وتعد العدة لكي
تكنز كنوزا في
السماء وما ستؤول
اليها آخرتها عند
إصدار حكم القضاء.
(ومتى جاء ابن
الانسان في مجده يقيم
الخراف عن يمينه
والجداء عن يساره ثم
يقول للذين عن يمينه
تعالوا إليٌ يا
مباركي أبي رثوا
الملك المعدٌ لكم
منذ تأسيس العالم
لأني جعت أطعمتموني
عطشت سقيتموني غريبا
آويتموني، عريانا
كسوتموني، مريضا
زرتموني، محبوسا
أتيتم إليٌ.. فبجيبه
الابرار متى فعلنا
ذلك يا رب، فيجيب
ويقول لهم الحق اقول
لكم بما انكم فعلتموه
بأحد إخوتي هؤلاء
الاصاغر فبي فعلتم...
أما الذين عن يساره
يجيبهم الحق اقول لكم
بما انٌكم لم تفعلوه
باحد هؤلاء الاصاغر
فبي لم تفعلوا فيمضي
هؤلاء الى عذاب ابدي
والابرار الى حياة
ابدية).
ادعوك يا رب ان
تسمعنا صوتك القائل
هلمٌُوا إلي ٌ يا
مباركي أبي رثوا
الملك المعد لكم منذ
تأسيس العالم...
والعبرة لمن
اعتبر...
-------------------------------------
---------------------------