خواطر..2 بلا عنـــــوان...

بنت السريان سعاد البناء

souadissa2@yahoo.com

 

 23 كانون الاول 2008


 

  لأول مرة في تاريخ الانسانية يتقدم إنسان ليصارع مع الشيطان ويخرج غالبا وليس مغلوبا.

 

  صراع خطير بكل ما في الكلمة من معنى وكأني بآدم الاول ملقى على ارض الخطيئة يتلوى وجعا فهناك شوكة مثلثة الرؤوس مغروسة في جنبه وهو موشك على الموت.


  صمت عم البشرية في رهبة موت بطىء .وحيرة مذهلة افاقت على صوت بكاء.

 

  حواء تبكي فعلتها ولات ساعة بكاء  وآدم يندم ولات ساعة مندم فقد حل القضاء وابتلى آدم بالداء ولابد من ايجاد الدواء.


  آادم يحتاج ال طبيب فاين الطبيب المداويا؟ ومن ذا الذي يجرؤ أن يتقدم لينقذ آدم ويدرأ عنه الخطر؟ فعلى مقربة من آدم اسد يزأر شيطان أرعن. ومن يتقدم لابد ان يخوض غمار معركة حياة او موت.

   مرت لحظات خلت فيها ان الزمن انتهى وما هناك من امل وتساءلت ترى اين راعي البشرية؟ بل اين خالق ادم؟ الصمت قاتل مرير اما من معين.؟

   عندها ووسط الحيرة هذه هب نسيم ريح معبق  بقدسية العماذ ويسوع قادم اعتلى جبل التجربة منقادا بالروح. تنفست البشرية الصعداء، اذن ها هو أحد أبطال المعركة وما سيحدث امر عجيب غريب فالهدوء سبق العاصفة.

  الكل متأهب لرصد مجرى احداث معركة مصيرية حاسمة ولابد من بدء المعركة فآدم ينزف.

  ظهر يسوع بوداعة وهدوء بعد ان صامَ اربعينَ يوماً واربعينَ ليلة واخيراً جاع، مبينا ضعف الانسانية ليستدرج ذاك الذي طعن آدم الى مسرح العملية، عملية انقاذ آدم من اسر الخطية، وفجأة ظهر الجاني وقف قبالة يسوع قائلاً: (ان كنت ابن الله قل لهذه الحجارة ان تصير خبزاً).  اجابه يسوع: (ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله).

  وفي المرة الثانية قال الشيطان ليسوع: (إرمِ نفسك من فوق الهيكل، مكتوب انه يوصي ملائكته بك ليحفضوك في كل طرقك لئلا تصطدم بحجر رجلك)، اجابه يسوع: (لاتجرب الرب الهك).

  وفي المرة الثالثة اجاب يسوع: (للرب الهك وحده تسجد وله وحده تعبد)، وهنا دوت صرخة فرح شقت عنان السماء سقطت الشوكة عن جسم آدم وقام معافى. وهرب الشيطان خائباً صارخاً غلبتني ايها الجليلي.

   وهكذا يعلمنا  يسوع ان لا نخوض غمار الجدل والحوار مع الشيطان بل بكل تجربة نلتجىء للرب يسوع ونهرع لاحضانه فهو كفيل بن يحارب عنا ويغلب ففي كل جولة سدد للشيطان ضربة قاضية وغلب.

  معركة تاريخية مصيرية لحساب البشرية المتألمة خاضها ربنا لوحده واتى بالنصرة للانسانية دون تفريق للكل سواسية فالمسيح جاء لاجل خلاص العالم لكن مهلا عزيزي القارىء، فللمعركة بقية فادم لازال تحت ناموس الخطية وابواب الملكوت لا زالت امامه موصدة  هناك صك  مكتوب على آدم محرر بالدم موسوم بالموت فالموت أُجرة الخطيئة وآدم اخطأ ولابد ان يموت... فكيف ستحل القضية؟؟!  انها لازالت متداولة بين عدالة الله ورحمته في انقاذ البشرية من موت الخطيه، هذا ما سنراه لاحقا في موضوعنا القادم لنرى كيف ستنتهي فصول المسرحية رجائي ان تاتي كلمتي هذه لكل قاريء بمنفعة روحية مع الشكر.

             ---------------------------------------------------------------------------

                 ---------------------------------------------------------------------