شاءت الظروف
أن نلتقي مرات
على ضفاف البحيرة
وعيون السماء
مكحلة بما قد خلق
الله وأبدع،
فتتوق نفسي لريشة
فنان يرسم لوحة
متألقة تتناغم مع
زرقة السماء
وإختراق القوارب
الشراعية لمياه
البحيرة تداعبه
نسيمات هادئة
تحمل الينا عبير
زهر القرنفل،
فتجيش العواطف
وتطفو الذاكرة
على سطح مخيلتي
بما سطره التاريخ
على جدار الزمن
من خواطر يسترسل
يراعي في تدوينها
على سطور ورقتي.
فإن كنت
حزينة فمياه
الانهار
والبحيرات كفيلة
بأن تزيل همي،
وتريح نفسي من
أتعابها، وتمسح
الدمعة من عيني
هكذا قالت لي،
أمرأة في العقد
الستين من العمر،
تبدو على محيّاها
ملامح حزن عميق
مدفون، أكل عليه
الدهر ثم.
ابتسمت لها
وأومأت براسي
موافقة، فكثيراّ
ما قصدت هذه
الضفاف وقت
الغسق, كي أخلو
بنفسي بعيدة عن
جلبة الحياة
وصخبها المتواصل،
هذه الضفاف عندما
يعتصر قلبي
ألماً، وتنحبس
أنفاسي مختلجة في
أضلعي، أسير
الهوينى على
حافاتها محدقة في
الأفق البعيد
متساءلة ترى
ماذا بعدك أيها
اللا متناهي؟
ثم
أفترش الأرض،
واطلق العنان
لنفسي، تسبح في
سماء مخيلتي، حرة
بعيدة عن قيود
الجسد، تسابق
الريح إلى حيث لا
أدري، ثم تعود
مرغمة فهي غير
قادرة عن ترك
مسكنها الارضي.
كثيرا ما
بكيت فوق رمال
البحيرة، أبثّثها
همومي، وهي تنصت
إليَّ دون أن
تتكلَّم أو تنطق
ببنت شفة، لكنها
تسمعني بحنان
يلفني، أحس بدفئه
ينساب بعيدا
وكأنَّه أزاح
ثقلا عن كاهلي
فأتنفس عميقا دون
تكلفة.
مسكينة أنت
أيتها الروح، قد
غبنت حق قدرك،
كبلتك بقيود أنت
في غنى عنها،
وحملتك أطنانا من
الوهم. لكن لا
حيلة لي بذلك،
فأنا أسيرة هذا
الجسد.
سألتني من
المسؤول؟
قلت عمّن
تتكلمي؟ّ
قالت أترين
هذه الفتاة؟ إنها
بصحبة شاب غير
مؤمن ونخشى ما
نخشاه،
تطلعت إليها،
فتاة جميلة
رقيقة؟ ابتسامتها
تجذب الناظر،
بصحبتها شاب
لايقل جمالا
عنها، يطرقان ضفة
البحيرة جيئة
وذهاباً
يتحدّثان.
قلت
أوَتعرفينها..؟
قالت نعم، لهما
زمن على ذا
الحال، وبسببها
ما بي من الهم..
هكذا قالت
صاحبتي
غلفتني سحنة
من الحزن، وموجة
تساؤلات، ووددت
لو أستطيع
مكالمتهما وعلى
التو، لكن كيف
وهيهات، وعلى
الفور بدأنا
نتجاذب أطراف
الحديث، نبدي
بآرائنا حول نفس
الموضوع وكأننا
حكماء عصرنا،
تعبنا من الحديث
قائلين لمن تقرع
الأجراس؟ والفتاة
توارت بصحبة
صديقها خلف
الأنظار، وقصص
كثيرة تختفي وراء
صمت مرهق ما يفتأ
أن تكتسحه موجة
البوح
فتتداولها
الألسنة وتلبسها
حلة الصدأ تكون
ضحيتها الفتاة.
حتى لو ماتت يبقى
ماضيها يتكلم.
ففي
عالمنا اليوم فتر
الدين وتكاثرت
على حسابه صيحات
الثقافة، وهذه
إحدى ظواهرها، لو
أنَّ هذه الفتاة
تربّت تربية
صحيحة منذ الصغر
ورضعت حليب
الإيمان وهي
رضيعة في كنف
والديها، لإمتلكت
ضمير حي يؤنبّها
عند القدوم على
اتخاذ أي قرار في
أي موضوع ولكانت
هي الرقيب
الإيماني على كل
تصرفاتها متسلحة
بدرع
الايمان وترس تصد
به سهام ابليس،
الطفل مقلِّد
بارع لوالديه
ومرآة يعكس
صورتهما في
المجتمع الذي
يحيط به وبنظري
أن العائلة هي
أوَّل كنيسة
تحتضن الطفل منذ
ولادته، وعليها
يقع وزر أفعاله،
لأن العلم في
الصغر كالنقش على
الحجر، الطفل وهو
صغير مطيع
لتعاليم
والديه. لا بل
مقلَّد بارع
لسلوكياتهم، وإن
شئت قل مرآة
لأظهار أفعالهم.
فعلى العائلة ان
تعي عبء هذه
المسؤولية،
وعليها ان تؤدّي
واجبها والرب
يعينها على فعل
ذلك.
أحبّائي الأعزاء
أنا
وأنتَ وأنتِ
الملومين لاننا
سندفع عن وزناتنا
(اولادنا
وبناتنا) حساباً
يوم الدين.
أعطاهم لنا
الرب وزنات
ويطالبنا بالربح،
فأين ثمر هذه
الوزنات؟
ماذا سنعطي
جواباً يوم تفتح
الأسفار
وتستعلن الأعمال،
ويا ويلك أيّها
المقصّر إنَّك
ستدان، بعقوبة
التقصير
والإهمال، ولن
تنج من العقاب
وستندم
ولات ساعة مندمِ
إنّها ساعة الصفر
ولا مهرب من
اليقين.
فهل وظفناهم
لحفظ وصايا
الرب والإيمان
القويم؟ وهل
أرضعناهم لبن
معرفة الرب،
والفداء الذي
عمله لإنقاذ
البشرية من شر
أبليس اللعين؟
هل فعلنا ذلك
وهم عجينة ليّنة
نصوغها وفق
القالب الذي
نريده؟
أم تركناهم
مدفونين في بحر
عالم لا منقذ لهم
ولا معين؟
وتساهلنا
معهم لحد الدلال
الذي يخرجهم عن
الطريق المستقيم؟
متّخذين
برقع الحب ستراً
لإخفاقنا في
تربيتهم وفق
تعاليم الدين؟
أو لأننا
نحنُ بالذات
ليسوا أهلا
للمسؤولية
المناطةِ بنا؟
نحنُ بالذات
مهملين؟
فإن كنّا نحن
بعيدين عن
الربِّ؟ أنىّ لنا
أنْ نوجهَهُم
التوجيهَ السليمَ
.
إنَّ فاقد
الشيء لا
يعطيه.....
الطفل يقلد
والديه والطريق
التي نسلكها
روتينياً تكون
معالم شخصيّته
التي تنعكس
آثارها في
المستقبل؟ عندها
سيكون الاصلاح
أصعب مما تتصوّر،
فلا تحلم
بالمستحيل.
عزيزي
القاريء أستميحك
عذري إن ترى رأيي
خاطيء، لذا أقول
لك لكل قاعدة
شواذ، قد يحدثُ
طفراتٍ
يقتنصُها ابليس،
ولكن أليسوا
تلاميذ المسيح 12
وواجد منهم
(يهوذا) خائنٌ,
أسلم المسيح
بثلاثين من
الفضة؟ أقول لك:
لن يهلكَ إلآ ابن
الهلاك، قمْ
بواجبِك واترُكِ
الباقي على الله،
لأنّه ينظرٌ إلى
القلوب، فإن
كُنتَ تسعى
للإصلاح بنيّة
ٍمفعمةٍ بنكران
الذاتِ، سيعضُدك
الرب بيمينه،
ويوفقك في
مسعاكَ، لأنّك
تعملُ وُفقَ
مشيئتهِ، وليسَ
عليكَ لومٌ لو
حصَلتْ إحدى
المعضلات. على
الأقلِّ، لستَ
أنتَ الملام،
ولستَ طرفٌ بها,
كي تحمل وزرها.
وهناك سيكونُ
موقفُ آخُر، في
حل كُلِّ
مُعضِلةٍ بما
يناسبها، وقد
تكونُ الحلولُ
نافعةًً ومحققةً
للغرض الشجرةُ
الرديئةُ تُنتِجُ
ثِماراً رديئةً
والشجرةُ
الجيِّدةُ
تُنتِجُ ثماراً
جيّدة ً، وكلُّ
شجرةٍ لا تأتي
بثمٍرجيّدٍ
تُقطَع وتُلقى في
النار.
أترك لكم
التعقيب أيُّها
الأحبّاء بعد سرد
بعض الآيات من
مثل (العشرة
الأمناء) كما ورد
في أنجيل لوقا
البشير.
ثم جاء آخر
قائلا يا سيد
هوذا مناك الذي
كان موضوعا عندي
في منديل لأني
كنت أخاف منك إذ
أنت إنسان صارم
تأخذ ما لم تضع
وتحصد ما لم تزرع
فقال له من فمك
أدينك أيها العبد
الشرير لماذا لم
تضع فضتي على
مائدة الصيارفة
فكنت متى جئت
أستوفيها مع ربا
ثم قال
للحاضرين خذوا
منه المنا واعطوه
للذي عنده العشرة
الأمناء لأني
أقول لكم إن كل
من له يعطى ومن
ليس له فالذي
عنده يؤخذ منه
.أما أعدائي
أولئك الذين لم
يريدوا أن أملك
عليهم فأتوا بهم
إلى ههنا
واذبحوهم قدامي
(لو19 :20-27)