ليست الحياة على
وتيرة واحدة
تذيقك لذّتها,
أعتلي صهوة
تجاربها,
وخُضْ
غمار بحارها,
حلِّق في أجواءها
,
وشقَّ
عنان سماءها
,
واعتق الروح
لتخترق موجات
أثيرها,
وتتفاعل
مع بلّوارتها
,
ستبهرك أسرارها
وتقف
إجلالاً لمبدعها
وتسجُدُ
راكعاً لعظمة
خالقها
ومُصوِّرها,
كُلُّها ألغاز
وعبر ,تصرخ
الحكمة في دروبها,
والحكيم
فيها, من إتَّعظ
واعتبرَمنها
,
ومن سقطته قام,
مسجلاً نصراً في
سجلاتها,
بحروف تنادي من
سطور صفحاتها
لا
تشمتي بي يا
عدُوَّتي ,فإنّي
إن سقطتُّ أقوم.
(ميخا 7:8
)
ومن ذا الذي لم
يذق مرارة
السقوط؟
لن تزعجني تلك
السقطة فإن
سقطتُّ سبع
مرَّاتٍ ,سأقوم
بعدها لأن ّ الله
أعطاني القوّة
التي بها أقوم
الصدّيقُ يسقط
ُسبعَ مراتٍ
ويقوم(أمثال 24
:16
)
7مرات
,أي عدداً كاملا
ً من السقطات
لذلك
لا تفرحي بي يا
عدُّوَّتي,لأنَّ
فرحك لن يدم
طويلاً,فأنا لستُ
مهزوماً-
رويدك -هناك فرقٌ
بين الهزيمة
والسقوط,فإن
سقطّتُ سأقوم
منها لأنتصر
أخيراً بالذي
أقامني من سقطتي
, فمن خلقني
بضعف طبيعتي
,يعلم قوّة
عدويِّ, لذلك
يشفق عليَّ ولم
يدعني أتخبّط,
فيرسل إليَّ قوّة
من عنده تسند
ضعفي ,وهو الذي
يقيمني.
كأبٍ
حقيقيٍّ يحارب
عنّي, ويمُدُّني
بالأدوية
المؤدِّية إلى
الحياة ,ويهبني
أسلحة الأنتصار,
فيلبسني خوذة
الخلاص, ودرع
الأيمان, وسأبقى
أحارب ,لن أنهزم
من الميدان.
عندها سيكافؤني
مهما ما جرحني
العدوُّ,
لأني جاهدّتُ
وبقوّة ربّي
غلبتُ وظفرتُ
بأحَّد التيجان
وما تلك الجراحات
إللأ أوسمة فخر
تشهدُ لي,
لا تشمتي بي
عدُوّتي
الله يريد الكل
يخلصون وإلى
معرفة الحقِّ
يقبلون (1 تيسالو
2:4 )وقد جعلني
أحد هؤلاء ,فإن
تأخَّرت معونته
في وصولها لي ,
لن أيأس من رحمته
لأنّه يأتي في
الهزيع الرابع,
هو
لن يتركني و لن
يهملني,
لن
يرفضني و لن
يرذلني,
يمدُّ
يده ومن سقطتي
يقيمني,
,إنّ
قلبي مملوء
بمواعيده
الصادقة, لذلك
أسكب نفسي أمامه
سكيبأً,
في
دعائي وابتهالاتي
,
في تأملاتي
وتمتماتي,
كي يحاربَ عنّي,
معلنا له ضعفي
وعدم مقدرتي
,
ومعترفا بقوته
وانتصاري به إن
ساعدني,
واعداً
إيّاه أن أبتعد
عن الخطيئة,
وأهرب لحياتي كي
لا أسقط
.
عزيزي
القاريءكُثْرٌ هم
من سقطوا في
الخطيئة ثم قاموا
, لن يستسلموا
,جاهدوا الجهاد
الحسن, فظُفِّرت
لهم أكاليل المجد
بعدقيامهم ,
وتوبتهم ,وتسليم
حياتهم
لرب المجد خالقهم
يسوع المسيح
ومنهم من جاهد
حتى الأستشهاد.
تأمّل في حياة كل
من
داؤد
النبي , القديس
أوغسطينوس,والقديس
موسى الأسود
وغيرهم,
فلكل منهم تجربته
الخاصة في السقوط
في الخطيئة,
لكنّه قام من
سقطته,بأشدِّ
إيماناً وأقوى
صلابة وتمسكاً
بوصايا الرب,
فبندم
سفكوا الدموع
وبصوم
وصلاة قدّموا
خشوع,
عربون حبّ لإلههم
يسوع
فما
علينا إلآ أن
ننتبه ونبحث عن
أسباب السقوط
,
ونعاين من أين
يأتينا السقوط
,
ولا نهمل صغائر
مسبباته,
ولندقق
في حياتنا ونفحص
دواخلنا,
وننبش في
ترسباتها. كي
تطفو على السطح
وتظهر للعيان
,حيث يسهل
معالجتها والتخلص
منها,
,وتلك
الأفكار
السوداوية لا
نعطيها مجالاً
للنمو , بل علينا
أن
نقاوم الخطيئة,
ولا ندخل في
حوارٍ مع أبليس,
لأنّه مخادع
مكّار, ولا نهمل
قيمة أنفسنا,
فنحن أولاد الله,
وإلآ لن نستحقَّ
أن نقول: يا
أبانا الذي في
السماء.