الليل في قفص
الاتهــــام..
بنت السريان سعاد
البناء
souadissa2@yahoo.com
20
شبــــــــــــاط 2009
معادلة لا يتطابق
حدًاها ومقارنة لا
عدل فيها إنما هي
تعبيرلوجهة نظرك
إليها فتضع لها
مقاييس لا تتفق
وومعايير غيرك ومن
دون علمك وبغفلة منك
تنكشف سريرة نفسك
فينجلي الغبار
ويظهر
للعيان طريقك الذي
تسلكه في الحياة ما
إن وجِِه إليك السؤال
ماذا يعنيك الليل
ايها الانسان؟
سؤال
يثير الشجون,يسرح
بعيدا في غياهب
الظلام ,قد يذرف
البعض عبرات ,او ينفث
حسرات,وآخر يبتسم
مطرقا براسه ويتمتم
بهمسات يعنيها هي
سِرُه في الحياة, ومن
يدري هناك من يغرق في
بحر ليله كأني به قد
فارق الحياة, و فريق
آخر يشيدُ بمزاياه
لكن في وصفه محتار ،
فهل ظلموك يا ليل؟ ام
تكلموا بما هو
الخير؟دعنا ندخل
الجدال لنقع على
ماقيل في هذا
المضمار.
فما
كان من شأن الليل إلا
أن يجلس في قفص
الاتهام في محكمة
القضاء وتقدَم المدعي
ترى من كان؟
فريق
سوداوي يطعنك ويولول
من ويلاتك فقد اصبحت
جحيما في نظرهم لا
تطاق لما فيك من لصوص
يسرقون وظلمتك تجلب
الخطر لسكان البراري
والقرى النائية من
الحيوانات المفترسة
والضارية
(مز
104 : 20 )
وكم من الجرائم وحالات الاغتصاب والقتل والنهب والسلب
ارتكبت فيك تحت جنح
ظلامك يا ليل!لذا
نعتوك بما وقعوا عليه
من اثباتات دامغة لا
تستطيع انكارها،
وزيادة على ذلك، سل
من يعانون الامراض
الموجعة، كم انت طويل
يا ليل ومؤلم فلنسمع
صرخة صديق بار:
(الليل ينخر
عظامي)....
إنها صرخة ايوب البار
(ايوب 30 : 17 )
هذا ما تكلم به
المدعي العام.
وهنا إحتج الفريق
الثاني ليعرض دلالاته
بحكم اليقين ليدافع
عن الليل بكل ما اؤتي
من براهين وبكل هدوء
تقدم لمنصة القضاء
وشرع المحامي بالدفاع
قائلا:
إنما
الله خلق الليل راحة
للبشر من عناء النهار
فهو رمز الهدوء
والعودة الى النفس
البشرية ومناقشتها
بعقل ورويًة فالهدوء
يسكِن خطايا عظيمة
(جامعة 10 : 4 )
والله فعل خير انما
وجد الليل لاجل منفعة
البشر.
وبالليل تنذرني
كليتاي
)مز
16:7)
فالليل للمؤمن هو
اقتراب من الله
ومناجاته بالصلاة
ويسوع له المجد اله
الكون كان يقضي ليله
في الصلاة (لوقا 6
:12).
وماذا اقول عن الرعاة
كانوا يحرسون حراسات
الليل على قطيعهم يوم
اضاء حولهم مجد
الرب(لو 2 :9 ) وماذا
بعد عن الليل؟ إنه
وقت للاحلام الروحية
فالله يتكلم في حلم
رؤى الليل ففي مدينة
الناصرة يحلم يوسف
البار بالامر الالهي
في حبل العذراء مريم
من الروح القدس(متى ا
: 2 ) وليلا ينقذ
بطرس الرسول من السجن
(اع 12 : 6-10 ) وفي
كورنثوس يقول الرب
لبولس برؤيا الليل
(لا تخف بل تكلم ولا
تسكت لاني انا معك.
وهناك المزيد والعديد
من الادلة والبراهين
التي ترجح كفَة
َالليل وتنقذة من
وسوسة السوداويين
كاحلام الانبياء
ومنهم دانيال النبي
الذي تميزَ بالرؤى
الكثيرة والتي رافقت
حياته.
وبعد كل هذا
وذاك لننتظر سماع
الكلمة الاخيرة في
الحكم بعد المداولة،
رنَ صوتٌ لفت انظار
الجميع، إنه صوت
الليل طالبا كلمة
منفعة قال: سادتي
إنما كل الاتهامات
باطلة ولست الملام
فيها،
فمن زرعِ يده يأكل
الانسان ومن زاوية
نظره يتكلَم عن
الطريق الذي سلكه في
الحياة.
فمن سلك طريق الشر
اتته العثرات
والبلايا، ومن اتبع
طريق الهدى كان
محروسا بالعناية
الالهية، إذن أعرف
نفسك أيها اللائم
فإنك قد حكمت على
نفسك من حيث تدري ولا
تدري، إنقلبت
الموازين وأصبح الليل
حرا طليقا بعد ان
اودع فريق السوداويين
قفص الاتهام بتهمة
ابلاغ خاطيء وهكذا
حُفظت القضية عزيزي
القاريء ادخل لاعماق
نفسك وحاورها ترى من
اي فريق انت، واسرع
لوضع الحلول المناسبة
قبل ان يستفحل الخطر
ولم يبقى وقت
لاستدراك الامر
فالموضوع بين يديك.
-------------------------------------
---------------------------