صرخــــة الـــــــدم 

بنت السريان سعاد البناء

souadissa2@yahoo.com

 

 19 شبــــــــــــاط 2009

 

  تهافت الجميع واحتلوا مقاعدهم في المدرج لحضور اغرب مسابقة من نوعها فقد خصصت جائزة كبرى لمن ياخذ الجعالة في هذا المضمار...


  اكاد لا اصدق ما يجري من غرائب االامور في عالمنا اليوم لقد تعددت القدرات واصابع ابليس تلعب دورها في الخفاء وتضل الناس من حيث لا يدرون.

 
  ترى هل سمعتم قبلا حصلت مسابقة لأقوى صرخة مفزعة؟ أخذ ت الاصابع الخفية تتفنن بأساليبها، وليس من عجب فإنها مسابقة اليوم.


  تقدٌم المتابرون وكانت اشكالهم حقا غريبة -كلٌُ أدٌى صرخته لكن قرار اللجنة كان أن ليس هناك صرخة تستحق الجائزة لقد اخفق الجميع فاستشاط المتبارون غضبا وعلا صياح الجماهير لهذه المهزلة عجٌت القاعةبالصرخات المستاءة وانفضٌ الجمع ولا زالوا ينادون لاقوى واشدٌُ صرخة...

 

  وعالمنا يعج ٌُ بصرخات تتزاحمُ باجواء الكون، لعلٌهم ينشدون صرخة دم هابيل الذي قتل على يد اخيه قايين وابتلعت الارض دمه..


  أول صرخة على وجه الارض شقٌت كبد السماء وتعاظمت شدٌتها فضاهت دوي الصواريخ وتعالت حتى تناهت لمسمع الرب الاله...


  إنها صرخة دم هابيل


  صرخة واحدة هزٌت الكون وسمع الرب فسأل قايين أين اخوك هابيل؟ فأجاب لست اعرف أحارس أنا لاخي؟ عاد الرب وسأل ماذا فعلت دم أخيك يصرخ إلي ٌ من الارض والان لانٌك قتلته فأنت ملعون من الارض التي شربت دم اخيك من يدك فهي لن تعطيك غلٌتها إذا فلحتها وطول ايام حياتك ستبقى شريدا بلا مأوى...


  ثلاث ضربات متوالية عقابا لقايين ثمن صرخة دم اخيه هابيل...


  عظيمة وعجيبة هي اعمالك يا رب الكون عادلة وحق احكامك يا ملك القديسين سبلك وطرقك مستقيمة يا رب الارباب. ترى كم وكم من الدماء تصرخ اليك اليوم في معظم بقاع الارض؟ دماء ابرياء - دماء شهداء - دماء - دماء - دماء لقد إتٌسخ العالم بالدم حتٌى اصبح لونه المفضٌل.


  صيحات الدماء هذه ممزوجة بصرخات الاطفال اليتامى والمتشردين من ويلات الحروب وكوارث الطبيعة فاقت عظمتها لجج البحر الصاخبة...

 
  لكن ما الامر؟ إن الله لناظر وبصير فعلام السكوت؟ والى متى الانتظار؟ لقد ضقنا ذرعا ونفذ الصبر وما من معين سواك با الله

 

  فكٌروا معي... من حرق سادوم وعامورا لم نعتبر، من طوفان نوح لن نتٌعظ، ترى ألم يحن الوقت كي نعيد حساباتنا مع الرب لعله يرجع ويغفر لنا الا ترى انها اثامنا وخطايانا هي التي صنعت حجابا هذا مقداره فلم يعد يسمعنا؟ ترى لأي مصير سيؤول إليه عالمنا؟ إني ارى غمامة سوداء تجتاح العالم عمُا قريب. قلٌة في المياه العذبة والموارد الغذائية – تشريد - هجرات متتالية - كوارث طبيعية فيضانات – حروب – زلازل - براكين - اوبئة علام كل هذا؟ الا ترى إنها غضب الله؟ من جراء أفعال البشر؟


  فلنتٌعظ وليفحص كل منٌ ضميره ونواياه لنرجع الى الرب معترفين له وكلنا امل كبير برحمته إنه ابو الجود والرحمة...

  يا يسوع يا ابن الله الحي يا رسول المحبة والسلام...

  جبلتك نحن وصنع يديك اغقر لنا وسامحنا انشر امنك وسلامك في الكون نجنا من ضربات الشيطان وغدرات الزمان وغلطات اللسان انت السميع المجيب... آمين

-------------------------------------

---------------------------