(((الكتاب المقدس)))
بنت السريان سعاد
البناء
souadissa2@yahoo.com
6
حزيران 2009
مشيتُ ُأستطلعُ
معالمَ الحياة،
قادتني قدماي من حيثُ
لا أدرِ إلى حديقة
غناء رائعةٍ، سألت
ِلمَنْ تكونُ هذه
قالوا: لبستاني
يسقيها دماءَ قلبِه
بدلَ الماءِ. يرعاها
بيمينه ويذودُ عنها
إزاءَ وحيالَ كلَّ
ريح ٍعاتيةٍ، عينُه
لا تفارقها فقد
أحبَّها حبا أقوى من
الموتِ، ووسمَها
بخضابِ دمِه، وأعدَّ
لها منازلَ الراحةِ
والسلام.
كلامُهم هزّني
وأثَّر في نفسي، فإني
قد وجدْتُ ضالّتي،
لذا عَمَّْدتُ لأدخلَ
هذه الحديقة،
وأتنعّم بما يُسعِدُ
قلبي، فهناك وازعٌ في
أعماقي يشدُّني لتلك
الروضةِ الغناءَ،
وصدحُ بلابلها
يَُشنُِّف آذاني
وقيثاراتُها تبعثً
أعذبَ الالحانِ.
ما أن وضعتُ
قدمي على عتبةِ بابِ
الحديقةِ، حتى بادرني
البستاني بالتحيةِ،
فاتحاً يديه أخذني
بالاحضان قائلا ً
إنّي لا أردّ كلَّ من
يقبلُ إليَّ.
أخجلني بلطفهٍ
وحنانهِ، كلامُه شهدُ
عسلٍ، فهو يعملُ
بتواصلٍ، يرعى غروسَ
حديقتهِ، يسقيها
ويرعاها بنفسه،
يُقوِّمُ المِعْوَجّ
منها ويُقيمُ
الساقط.َ
نظرتُ إليه آثارَ
جروحٍ في جبهته،
وثقوبِ َدمٍ في يديه.
أومأ إليَّ وأذَنَ لي
بالتوغل في أعماق
حديقته، وانكَبَّ
يُدَوِّّن على صفحاتِ
دفتره ما لا أعلم،
تركتُه في عالمه
وسرتُ بعيدةً عنه لا
أبتغي سوى أن
أُمَتِّعَ ناظري بما
يتمتَّع به هذا
الفنَّان العبقري، من
مواهبٍ وقدُراتٍ
عظيمةٍ، وقلبي
يتوهَّجُ بنار حبٍّ
لم أعهده ُ من قبل،
إنَّ ما وقعت عليه
عيناي أدهشني حقاً،
ولشدّة حبّي للزهور
جلست قبالتها فيا
لروعة خالقها، إني
سكرى بعبير أريجها.
نشوةُ فرح غمرتني
وهمساتُ حبٍ نادتني،
قلتُ أفيديني قالت:
أبوابٌ متعددةٌ، لكِ
منها ما شئتِ أغرفي
فقصَّة الخلق
(من
التوراة)،
وقوّة الإيمان
(من
سير الأنبياء)
ومن الغزل الروحي
(نشيد
الانشاد)،
ومن الترنيم والحكم
(المزامير والأمثال)،
ومن الوجدانيات
والوصف
(أمثال ربنا يسوع
المسيح)،
من العظات والعبر
(الموعظة على الجبل).
ولك من الارشاد
والفلسفة والنثر
الرسائل وأعمال
الرسل، والمجيء
الثاني والمُلك
الأبدي
(رؤيا
يوحنا)..
هيّا
أنهلي منها ما يطيبُ
لك
صمتٌ إخترق حزن
ذكرياتي، أبحرتُ في
أعماق نفسي وقلّبت
أوراقي، وجدتني قد
أضعت زمناً طويلاً
دون فائدةٍ، وفي
حنايا ضلوعي تختلج
جمرات حمم بركانية،
لذا حكّمتُ ضميري
وأخذتٌ أغرفُ من
المناهل العذبة
،لأسقي بها شتلاتي
التي أعددتُها،
عَربون حُبٍ ووفاءٍ،
تفوحُ منها رائحةَ
تبشيرٍ تزيدُ من بهاء
روضتي، هذه الحمم
البركانية التي
اطلقَتْها قريحتي
واحدة تلو الاخرى،
أعترافا مني بفضل
إلهي عليّ، تلك التي
فاضت منها ألسنة نار
حبٍّ كَمُنت بدواخلي
منذ نعومةِ أظفاري،
مغرمةٌ بحبٍ صادقٍ
لمن فداني وعلى عود
الصليب صلب عني،
لأحيا أنا في الأبدية
التي أعدّها لخائفيه.
وبمعونةِ الربِّ وفي
وقتٍ، قصيرٍ حقّقتُ
الكثيرَ ممالمْ يسبقُ
لي فِعلََُه في
الماضي، فجاءت
المقالات عربون حبِ
ليسوع رفيق حياتي.
إنّ ذاك البستانيّ
هوربي ومخلصي وفاديَ
يسوع المسيح الذي
جذبني إليه وأ مدّني
بكل ما احتجتُه في
مسيرة حياتي، كي لا
أتعثّر بل أسير واثقة
الخطى.
لذا وجب عليّ أن
ادعوكم لتنظروا بأم
أعينكم روائعَ
البستانيِّ هذا،
فكثيرون هم حُبَساءَ
حديقتِه بمحض
إرادتهم، في قلاليهم
وصومعاتهم يُسبِّحونه
ليلَ نهار، في
العراء، في مخابيء
الوديان وعلى قمم
الجبال، فالأرضُ
كلُّها ملكُه على
الأنهار أسّسها
وثبَتََ عواميدَها..
إني أُقدِّمُ لكمْ من
أطاييبِهِ على طبقٍ
ولا أكتفي... بل
أقولُ إن هناك لافتةً
على باب الحديقة
مكتوبٌ عليها:
(الكتابُ المقدَّس)
فهلموا ذوقوا
وانظروا ما أطيب
َالرّب، وما ألذّ
نفحاته القدسية
وتعاليمه الإلهية،
والدعوة عامَّة
للجميع، فقد أسبغَ
علينا بسماح منه، أن
يرفعَ الذلّ عنّا
ويقيمَ البائسَ من
المزبلةِ، ويَُِجلِسه
مع عظماءِ الشعبِ،
إنه قادٌر على كل
شيءٍِ قديرٍ.
-------------------------------------
---------------------------
أعلى الصفحة
العودة للصفحة السابقة