ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

المديرية العامة لأوقاف الصابئة المندائيين

مجلة آفاق مندائية - العدد 45 السنة الرابعة عشر - نيسان 2009

 

اتصلوا بنا

أرشيف الاخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

 

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

   السيرة الحبزبوزية

مازن لطيف

    يمكن اعتبار نوري ثابت المعروف بأسمه المستعار "حبزبوز" والذي ذاع به صيته رائد الصحافة الهزلية في تاريخ الصحافة العراقية ،حيث أكتسب شغف الناس وكسب شعبية بينهم وصنع له طبقة من القراء والمريدين ، كان مرهفا في أسلوبه البسيط ولغته السلسة والأهم تلمسه لهواجس المواطن البسيط وعرض همومه ، منتقدا لاذعا حالات اجتماعية وسياسية كثيرة. ويعزي البعض هذه الطرائق في الأدب و الصحافة الهزلية مردة طبيعة الحياة وقسوتها والمحن التي تحيق بالإنسان البسيط الذي يسعى إلى من يجبر خاطره ويواسي حاله ولاسيما بالهزل لكي ينسيه همومه
.فالأدب الساخر في ذلك الحين كان يعكس طبيعة الناس وكياستهم وتجملهم وصرامة نظامهم الاجتماعي ولم نجد فيه موقع للشتائم والسباب والكلام المشين المجرح كما هو الحال في أيامنا الحاضرة. وهكذا لعب دورا كبيرا في الصحافة العراقية،حتى أشار إليه الشاعر جميل صديقي الزهاوي محييا جريدة حبزبوز:
الهزل في الكلام كالملح في الطعام قليل كثير ومره نمير رب عتاب حمد ورب هزل جد طرائف الهزال كالدرر الغوالي
امتلك حبزبوز روحا فكاهية وكانت مقلاقته الساخرة تقرأ بلهفة ، بما أحتواه من حكاوي وأحاجي وسرد لأمثال ومصدرها و"رباط" مقصدها ، وكان متأثرا بالكتاب الاتراك الساخرين واضحا جدا بالرغم من إنحسار النشر في العراق حينئذ. فقد ولد حبزبوز عام 1897 في مدينة السليمانية ، حيث كان والده ضابطا في الجيش العثماني ،ثم دخل الى المدرسة الاعدادية في بغداد ثم ذهب الى الآستانة ودخل الى المدرسة العسكرية وتخرج برتبة ملازم ، وأثناء الحرب العظمي اصيب وعاد إلى العراق فعين معاونا لمدير المدرسة الجعفرية وبعدها الى وزارة المعارف.
.مارس حبزبوز النقد اللاذع بأسلوب طريف وساخر ، وقد طرد من وظيفته ولجأ الى اصدار جريدته التي عرف باسمه المستعار "حبزبوز" والتي ما يزال صداها الى وقتنا الحاضر عالقة في الذاكرة العراقية.و بقيت الجريدة مستمرة الصدور لمدة ثماني سنوات حتى وافاه الاجل عام 1938.
وقد وصف رفائيل بطي الصحفي المخضرم اسلوب حبزبوز "أسلوبه محبب الى الناس ، تمازجه تعابير دارجة عند الدهماء ، مطعمة بالامثال السائرة على ألسنة الناس على اختلاف طبقاتهم وتحليها حكايات ونوادر مما يتناقله الجمهور من عهد العثمانيين ، ويختزن الكاتب من ذاكرته منها محصولاً وافراَ". في العدد الصادر في اليوم الثالث من كانون الثاني عام1931 صورة كاركاتورية لبعض النواب وهم يدخلون من باب كتب عليها "مجلس الامة " وعلق حبزبوز عليها قائلاًُ :
يا فتاح يارزاق رب يسر ولاتعسر . أهلا وسهلاً بالنواب .يابه أغواتنا ..جيتم ، دقعدم انتخاب رئيس :55 جعفر العسكري ، 21 جميل المدفعي ، ورقة بيضاء ... الخ هذا كله مما لايهمني، وانما الذي يهمني أن تفتحوا عيونكم في كل جلسة ولاترفعوا الاصابع الا بعد وخزة الضمير ..هذا ودمتم لخادمك أفندم. وكم تذكرنا تلك الأوصاف بما نحن به اليوم، ولكن من يجرء لدينا وبعد ثلاثة أرباع القرن أن ينتقد عندنا حالة فلتان أو برلمان أو سلطان.