ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

المديرية العامة لأوقاف الصابئة المندائيين

مجلة آفاق مندائية - العدد 45 السنة الرابعة عشر - نيسان 2009

 

اتصلوا بنا

أرشيف الاخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

 

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

   أرض التعميد بين اليوم والبارحة

تحقيق: الدكتور طالب عاشور

 

 

    لم يكن التغيير الحاصل في أرض التعميد صدفة ...بل أن جهوداً خيرة كبيرة من كثير من أبناء طائفتنا وطوائف اخرى من خلال (هيئة الأوقاف والشؤون الدينية)..كما لم تك مراسيم عيد الخليقة (البرونايا) لهذا العام كالعام السابق...بل اكتست هذا العام بحلة جميلة من خلال تطوير أرض التعميد التي زادت أيام البرونايا البيضاء بياضا...فهي أنظف وأجمل وأرتب كثيرا مما في السابق... اليوم الأول من أيام البرونايا الخمسة وكان أعضاء مجالس الطائفة متواجدين جميعا ...ووجدنا فرصتنا سانحة للقاء خاطف ببعضهم لينورونا بما حصل للأرض وكيف و...عديد من أسئلة أجابنا أولا الأستاذ نديم فزع ضيدان رئيس مجلس شؤون الطائفة العام...اللبنات الأولى لمشروع تطوير الأرض بدأ العمل به نهاية تشرين الثاني من عام 2008...حيث كانت مجرد أرض جرداء.. تربة تكاد تكون خالية من البناء عدا عن غرفتين ليستا مؤهلتين لشيء ...تشكلت اللجنة الهندسية في معبدنا بعد اجتماع لمجلس الشؤون...


    برئاسة الأستاذ توما زكي زهرون مدير عام الأوقاف والشؤون الدينية للصابئة المندائيين نائب رئيس مجلس الشؤون والذي كان له دور مميز وكبير بالدعم المالي والمعنوي ومتابعة الأعمال. وعضوية كل من المهندس جمال عزيز عضو مجلس شؤون الطائفة وأمينها المالي...والمهندس تحسين ابراهيم عضو مجلس عموم الطائفة والمهندس طارق بركات الرومي عضو مجلس الشؤون مسئول العلاقات الخارجية...وبتضافر الجهود المخلصة للأساتذة المهندسين زينل وصباح وعلي حسين...ولا يمكن أن ننسى الجهد الهندسي للأساتذة المهندسين زهير ومنير كمهندسين ومنفذين للمشروع من ديوان الأوقاف.


    وبعد ذلك التقينا بالأستاذ توما زكي زهرون (الذي سبق تعريفه) وبابتسامته المعهودة وبهدوئه بادرنا باستعادة بعض الأفكار وذكرنا بتفاصيلها...مشكورا
 

    بدأت فكرة ترميم وتأهيل أرض التعميد منذ تأسيس المديرية العامة لأوقاف الصابئة المندائيين وقامت اللجنة الهندسية التي شكلت لهذا الغرض في المندى بالتخطيط لاستغلالها للطقوس الدينية كما تم فصل قطعة منها لأسخدامها كمركز للثقافة المندائية (نادي ثقافي واجتماعي) ولقد بذلت المديرية العامة لأوقاف الصابئة المندائيين وسخرت كل جهودها لأعمار الأرض وإظهارها بأجمل وجه وبذا قامت مجالسنا بإكمال الأعمال كما أشار المهندس جمال عزيز بالتفصيل لاحقا...وفي الختام دعا الأستاذ توما إلى برونايا سعيدة ومباركة للجميع وتمنى للمندائيين في كل مكان السعادة والهناء والاستقرار والسلام أينما حلو.


  ولقد كان لقاؤنا التالي بالأستاذ المهندس جمال عزيز الذي تحدث مشكورا:
    بعد دراسة معمقة لطبيعة وصلاحية المنشآت القديمة المقامة على أرض التعميد ارتأينا إزالة بعض من الأعمدة الكونكريتية المقامة عليها (والتي نفذت خلال أعمال الثمانينات) لعمل مرافق صحية.. رجالية ونسائية.. ولبناء دار ملحق لرجل الدين ..ومنازع رجالية ونسائية مع حماماتها.
 

    ولاحقا سيتم أكمال ماترونه اليوم من نواقص... فستكسى مرافق تلك الدار بالسيراميك والفرفوري وتبلط أرضيتها وتوضع لها أبواب وشبابيك ...الخ من الأعمال التكميلية والأساسية وسنعود للعمل بعد أيام البرونايا.. بأذن الله.. هذا وقد استحدثنا كرفانين أحدهما لسكن رجال الدين ...والثاني لسكن رئيس الطائفة...ولاستقبال الضيوف.


    كما تم عمل حوض ماء للتعميد بأبعاد 5x10م وارتفاع 25'1 م على ضفة النهر يملأ بمضخة ماء كهربائية من النهر مباشرة ويتسرب من فتحتي تصريف للنهر...ويتدفق الماء الوارد للحوض على شكل شلال على طبقة من الحصى الخشن( الجلمود) المثبت بالأسمنت ..وبانحدار ليملأ الحوض بالماء.

    وعملنا سياج حديدي (محجر) حول سلم الصعود والنزول ومن جانبي الحوض...واستخدمنا سقائف حديدية غلفت بصفائح بلاستيكية ملونة لتسقيف الحوض والأرض المحيطة التي صبت بالكونكريت 20x40 مترا تمهيدا لتطبيقها بالحجر المقرنص..ونصبت برادات ماء للشرب وفلاتر ومغاسل مزدوجة...ستسقف لاحقا.
 

    كما نصبت أجهزة إنارة حول سياج من ال BRC موزعة على طول الأرض..ونظفت الأرضيات وأكسيت بطبقة من (الزميج) النهري وزرعت شجيرات ألآس واليوكالبتوس..على طول السياج المحيط بها... كما جلبت محولة كهربائية خاصة وسيتم جلب مولدة أيضا.
 

    أما بالنسبة للهيكل السابق المتبقي ..فلقد تم الاتفاق مع الأستاذة المهندسة ناديه فاضل مغامس لأعداد التصاميم الهندسية المناسبة لجعلها قاعة للمناسبات الدينية مع بناء مخزن وغرفتين للعرسان الجدد...كذلك سيتم نصب كرفان خاص لقوة الحماية EBS وغرفتين للاستعلامات..عند المدخل.
هذا ما كان من موضوع أرض التعميد...علما أن الأجزاء المنجزة من البناية الملحقة بالمندي قد أكتمل بناءها ..وننتظر تسليمها بعد أجراء التشطيبات الأخيرة وهي بناية حديثة متكونة من جزأين بنيت في قطعة الأرض التي كانت متجاوز عليها.

    أحدى البنايتين قاعة سميت قاعة الشيخ دخيل الشيخ عيدان (رواه نهويله) والطابق العلوي عبارة عن غرف متعددة الاستعمالات...أما البناية الثانية فلقد خصص كأبنية أدارية.

    ولقد زرعت بعض من الأرض المتروكة بلا بناء كحديقة أمامية ونصبت مولدة كبيرة وسيتم تأثيث البناية بالكامل.
هذا وقد تم تنفيذ كامل العمل من قبل وزارة الإسكان والتعمير وبتمويل من ديوان الأوقاف .. وقد تم بالإضافة إلى ذلك القيام بأعمال صيانة كبيرة في داخل المندي فلقد استحدث جناح خاص لمنام فضيلة رئيس الطائفة وأعيد تطبيق أرضية غرفته وإصلاح الجدران وصبغها .
 

    ولتعريف أكثر بماهية السياج الذي يفصل قطعة من ارض التعميد مفروشة (بالزميج) بالكامل تحدث الأستاذ المهندس طارق بركات الرومي:

  لاأحد.. سوى المغرضين.. من يتغاضى عما حصل من تطورات جذرية أسميها (انقلاب) في أرض التعميد،هذه القطعة التي كانت بالأمس القريب مجرد ساحة جرداء مجاورة لنهر دجلة، تسرح فيها الكلاب السائبة التي كانت ترعب من يأتي إليها طالبا التعميد...لقد أحيطت الأرض بسياج من ال BRCجميل ومثبت باستقامة هندسية ..وأضيئت الأرض بأعمدة كهربائية موزعة بتناسق جميل وقد رفعت الأعمدة الكونكريتية الهزيلة وأزيل من فوقها السقف القصبي المستهلك المكون من (الباريات) القصبية القديمة لتنصب بدلها أعمدة حديدية وليغطي سقفها مظلة بلاستيكية تمتد لتظلل حوض التعميد... ولتصب أرضيتها بالكونكريت بعد ان كانت ترابية ولقد صفت فوق هذه المنطقة مساطب حديدية لراحة المتعمدين.. الذين كانوا يقضون فترة طقوسهم جالسين القرفصاء.. أو على قطع من الحجارة.... هذا وقد تقرر بناء قاعة مزججة بديلا للقاعة المسقوفة بالقصب وبأشراف هندسي متقدم ...هذا ما حصل وسيحصل في الجزء الأول من أرض التعميد (بالإضافة إلى ما ذكره زملائه) أما الجزء الأخر فقد فصل بسياج من الطابوق بارتفاع متر تقريبا وسيثبت فوقه سياج حديدي جميل... بينما فرشت أرضيته ب 25 لوري من (الزميج) وستزرع بالثيل قريبا وستحاط هذه القطعة بأشجار دائمة الخضرة كالزيتون والنارنج. سيتم أنشاء النادي الثقافي في وسط هذه القطعة وهو عبارة عن قاعة كبيرة للأعراس مع كافة الأبنية التابعة لها وزراعة الجزء المتبقي منها.


    ولقد ثبت في ركنها الشمالي كرفان مكيف ومؤثث حديثا ...وستتبعه أربع كرفانات أخرى.. هذا وقد تحدث المهندسون عن إعادة بناء بيت القصب الخاص لرجال الدين (الشخنثه) وهي غرفة من القصب مطلية بالطين المخمر من الداخل والخارج وخلال الأيام القادمة ستقام أعمال أخرى تشمل تنظيف حافات النهر وعمل مسقفات وصب مماشي ...ولقد توجه الاستاذ طارق الرومي بالشكر والامتنان إلى السيد توما زكي زهرون لمتابعته وتفانيه من اجل أنجاح هذا المشروع ومشاريع أخرى

  على الطريق ...
 

    ولإلقاء الضوء على تأريخ هذا النشاط كان لقاؤنا بالأستاذ شكوري فرحان (مسئول اللجنة الأجتماعية )عضو مجلس الشؤون العام فقال مشكورا:
  منذ بداية الثمانينات ولا أذكر بالضبط ربما في 1985أو 1986وبعد انطلاق الفكرة من مجالس الشؤون آنذاك وبتشجيع ودعم واهتمام من فضيلة الريش أمة الشيخ عبد الله الشيخ نجم... تشكلت لجنة برئاستي وعضوية كل من الأستاذ زهير مهاوش وشاكر عبد الرحيم والمهندس المشرف على المشروع هشام عيسى السليم ...ولقد تفانى الجميع واندفعوا لخدمة المشروع ...في ظروف من العوز الاقتصادي تلكم الأيام... بحيث لم يكن لدينا من المال ما نفكر... مجرد تفكير بتبذيره أو عدم استغلاله بالكامل.. لذا كنا شديدي الاهتمام والمتابعة ونناضل بحزم من اجل توفير المصروفات... بحيث كنا ننام في موقع العمل أثناء تواجد المواد حتى لا نكلف حراس ندفع لهم رواتب من مالية الطائفة التي كانت تعتمد على تبرعات تؤخذ من أبناء الطائفة آنذاك.
 

    التقت هيئة التحرير بمجموعة من أبناء وبنات الطائفة بمناسبة البرونايا المباركة وهم يطلون على معالم التغيير الرائع في ارض التعميد:
  الأستاذ داخل يوسف عماره (أبو سعد) مقرر مجلس العموم: الشخصية المندائية المعروفة:
  أن الزائر لأرض التعميد بمناسبة عيد البرونايا... يلاحظ الدليل الواضح على حرص مجالس الطائفة ومسئوليها لإدامة التواصل مع أبنائها وتوفير كل مستلزمات الراحة وسهولة أجراء الطقس الديني.. وهي جهود مباركة وخيرة تستحق الثناء والتقدير ونتمنى... لأبناء طائفتنا بكل عام وبكل مناسبة.. الخير والتقدم والرخاء في ظل عراق متطور ومزدهر وآمن الأستاذ عايد مهاوي سيلان عضو مجلس الشؤون العام :
  من المفرح أن نرى أرض التعميد بهذه الصورة الجميلة بعد أن كنا نراها بصورة لا تليق بنا كطائفة منظمة تحترم الجمالية... لقد كان العمل الجاري ولحد الآن خدمتا لطائفتنا.. من أجل التقدم... فلم لا نثني ونثمن الجهود المبذولة لانجازه... أن جهودكم.. أخوتي لا تقدر بثمن.. ولن أستثني أي جهد خير حتى من قبل الحرس والعمال والحي يوفق ويزكي عمل الخير والخيرين.


    السيدة كوثر صبري بدن ألصالحي: أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع المسئولين بالطائفة على ما قدموه من انجازات وتطورات في أرض التعميد وبهذه المناسبة ..الكريمة أقدم أحلى التهاني للجميع ...متمنيتا لهم دوام التوفيق ...وكل برونايا والجميع بخير.


    السيده سهام اسماعيل شطراوي: أحر التهاني والتبريكات بمناسبة عيد البرونايا أو عيد الخليقة ..لكافة رجال ديننا الأكارم وعلى رأسهم فضيلة رئيس الطائفة الكنزبرا الجليل ستار جبار حلو..أعاده الحي الأزلي عليكم وعليهم ...بالخير واليمن والبركة. لقد كانت أرض التعميد خربة تسكنها الكلاب السائبة..ولكنها اليوم رائعة الجمال .. وواضح من خلال المتبقي من الأعمال ومواد البناء أن في طريقها أن تكون أجمل وأروع...أود من خلال مجلتنا المبدعة (آفاق مندائية) أن أنقل شكري وتقديري لكل الجهود المشاركة بأعمارها وشكرا للعاملين والمهتمين بهذا العمل المبارك .. تقبلوا تهنئتي وتحياتي.
الأستاذ عادل ريحان السهيلي رئيس العائلة البنكانية:جهود طيبة وعمل جيد ...قمتم به ...أفاد وسيفيد شرائح كبيرة من أبناء وبنات طائفتنا الطيبة ...التي تستحق المزيد من العطاء...والذي نأمله قريبا..نحن معكم نشد على أيديكم لما فيه خير طائفتنا والعراقيين جميعا.
 

    الشاب عمر عبد الحليم شاهر:سبق وأن زرنا أرض التعميد كثيرا في الأعوام السابقة ولقد كانت تشكو الأهمال ..ولقد وجدنا تغيرات كثيرة هذا العام نشكر جهود الأخوة اللذين تعبوا من أجل تحقيق هذه الأعمال الجليلة ...متمنين للجميع عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير.

    ويقول الدكتور طالب عاشور.. ما يميز الدين المندائي بحاضره وماضيه الوحدانية التي نجدها في الايمان الذي لا يفارق قلوبهم وأسم الحي العظيم لا يفارق افواههم في الراحة أو في الشدائد.


    وما نراه في ارض التعميد وما يميزها عن الماضي الحال الذي اثمرت عنه جهود الغيارى من انجازات رائعة شاخصة للعيان لم تأت إلا عن جهد حميد وعمل مثمر أبهجت قلوب المتعمدين والموجودين في الشريعة في أيام البنجة ولسانهم يعجز عن الشكر والمديح لأعظاء مجلس الشؤون والعموم ورجال الدين وكل من ساهم في هذا الانجاز الرائع الذي ادخل البهجة والسرور في قلوب كل المندائيين الخيرين.