إشراقات مندائية
نعيم عبد مهلهل
- لم يعد لنا ذات
البهجة أيام كان الفرات يغسل الرمش بعسل الضوء ويمنحنا من بهجة
الطير رفرفة ومن ناي صباح المنجل سمفونيات القمح اناشيد الملح
وحنان الله. فقد ذهب التراث الغنوصي مبحرا الى شتات الأرض
بدموع جوازات السفر ، ولم يعد شيخنا يستعجل الفجر لتلاوة
تعاويذ الحمد الرباني قرب وسادة زيوا ملك النور ورسائل عشق
المندائيين وصديق طفولتهم منذ قراطيس الفضة وحتى حاسوب الجيب..
هو، نحن.. ولا مكان ( لهم ) اولئك الذين لا يعرفون جيدا
طيبته والقصد، وعليه كما يقول يحيا في محكم تعميد روح القدس
مسرة على الأرض تعني في حقيقتها وردة بين الشفتين.. وكل من زرع
الفرح البسه الله رستة الطهارة .. الطهارة التي قد نفقدها ،
عندما تجف الأنهر ويشرب البشر البارود والحديد.
- في الحب كما في الحرب كما في صلاة الرب كما في سواد العنب
كما في عناق الشرق للغرب ..الشهيد وليد.. وعليه ..أيها
المندائيون لايرهبكم عطاس المليشيات والفلسفة المارقة ..أنتم
جنود الضوء قبل ان تكونوا جنود بطائح آدم ونوح وأبناءه حام
وسام.. وكلُ من نسلهُ آتٍ من حام وسام وعشق البياض .. اعطاه
الله وسام المواطنة الشريفة.. في الحب كما في الحرب .. انتم
الأقرب الى هريسة عاشوراء.. لأنكم صادقين في جيرتكم ..
وخدودكم وردية دائماً ولامكان فيها لصفعة الدكتاتور....
- لم يعد لنا أن نكون هناك قرب أبتسامة البط ونواعير شجر
السدر وزغاريد عصافير صباح الكحلاء.. بسبب أن المحروسة
كوندليزا رايس حملت غصن الآس على فوهة مدفع .. فتخاصم الأخوة.. نحن من بعضهم لكن البعض يرى في صفاء ذاكرتنا مشكلة في
الأيمان .. وكانهم يصعدون منابر الخطابة من دون نص مقدس يقول
الجنة من حقنا لننا من الجزية.. لهذا ..القطار الصاعد صوب
الشمال سيترك قرب دكة مندي مدينة العمارة رسالة من عاشق سومري
يقول: المندائيون هنا غرسوا الورد وليس في شياغو.
- في قلب كل مندائي قمرا من ذهب 24 قيراط.. ولمحبته الطاغية
كروج الشط يحوله الى أسنان مشط ومرآة.. لواحدة ستأتي لتمشط
سعادة العرس مع كومة الزرازير .. كنا تحت الزيتونة نرسم وطنا
على التراب.. وكان التراب يهمس لنا لاتنفضوا عن عشقكم.. وتهاجروا..
بعضنا اطال البقاء .. ولكن لا فائدة فهم يقتلون في فورة
الفتاوي حتى الدمى.
- لم يعد لنا.. سوى ان نقول نحب البلاد وصرائفها.. ونحب
النقود التي طبع على جبتها أسد بابل وفي الجبهة الأخرى نخيل شط
العرب.
|