عطر مندائي في ضوء الذهب
نعيم عبد مهلهل
واحدةٌ تسأل : متى خلقَ اللهُ هؤلاءَ الصاغة
يجيبها الزمن
عندما خلق من الطين رسائل الغرام
أتذكر في مدينتنا نجمة لها بريق معضد صاغها شاهين المندائي
برقة أصابعه فاشتراها ملك الصين بدراهم يمنية
نحن بكينا ولكي نغادر حزننا قضينا ليلتنا ننشد لمندائيين أغانيَ
يسارية
غنوها ، وجلسوا ينتظرون عاشوراء ليشقوا في خدودهم
خواطر البنات والثلج ونواح شيعة أكد وإقليم البنجاب
عطر مندائي في ضوء الذهب
وبطة في جيب الثوب وضفيرة أمي على جنح حمامة ..
ياله من وطن معذب ..
كلما يدفنه غبار الحروب الصاغة الطيبون يجهزون له مهر فرح جديد
لكنه ليس مثل باقي الأمم ..
متى تزوره الابتسامة
تضربها الدمعة بسكين بروتس وبالرغم من هذا فالمندائيون اليوم
مثل قيصر ينتصرون بأزلهم ..
غير إن شتاتهم متباعد
العطر يوحدهم ودرس التربية الوطنية
3في لوحة رسمها كاندنسكي خبئتُ جسداً من طين الغراف ..
ولواحدة لها خد ممثلة ألمانية رسمت شراعا شطرياً مشى بقدري حتى
فنزويلا ..
ومتى توقف ..
كانت نظراته ضائعة في أفق من عسل ورز وموسيقى طربية
كل هذا لأنني من هناك من ذلك المكان الذي خلق الله فيه نوح
وأول صائغ فضة
4مرة سألت صحفية آشورية الملك جلجامش ..
ما الخلود ..؟
أجاب مثل حماس برلماني شاب:
العرس والذهب والمناديل ، والانتصار على الإرهاب
5يولد المندائي وتحت وسادته غصن زيتون وسمكة
السر ..؟
الزيتون لاخضرار القلب
والسمكة لجوع الفقراء
في الناصرية التي زارها مرة الممثل جون واين ..
كنا نحن والمندائيون نصنع من فك الشاة مسدسات ومن نصف البطيخة
قبعات حرب..
تداخلت العصور ..
المندائيون في مالمو ونحن هنا في مطر العراق نغسل موتانا برصاص
المحتلين والغرباء
7
عطر مندائي وذهب شفتيك يضئ بجغرافية القبلات ..
أنت تشبهين دفئ أمي ..وعيون شمس..
لأجل هذا كلما أرى واحدة تباعد ساقيها في المترو البافاري قلبي
يخفق مثل عصارة فواكه فأهرب للأفق القصي
هناك في الفرات الذي ماءه حلاوة ساهون
الحب حب الله
والوطن وطن الله
ولكن الرصاصة ..رصاصة التافه عندما يعتقد إن كل جميل باطل
وعليه............ ......... .... أنا هنا ..
أتذوق مرارة العشق في صوت واحدة تقول:
من السرير إلى الخرير دمعكَ يغرقني
9في التاسعة سأنام على فراش من خيال آيات يطلقها صوت عبد
الباسط وصوت عبد الرزاق وهو يقرأ موسيقى الكنزا ربا في واحدة
من الفضائيات
تطير بي النوارس واصعد في قطارات النجوم تاركاً أمي هناك تتلوى
من عذاب فراق أطفالي وأخي الذي ينخر ( الكينسل عظام وجهه)
يالهذه الحياة
كم هي جديرةٌ بأن تُصفع |