نشات المندوي
واخيرا جاء المولود البكر لاول مؤسسة عراقية صافية ونقية بعد
انتظار طويل وتصريحات رنانه ساهمت اجواء الانفتاح المتوفرة على
خلق وهم بان القادم سيحل كل المعاصي والمشاكل ويفتح من الجنة
تسعة ابواب , لذا ساد ترقب حثيث من قبلات المغلوب عليهم لعل
بارقة امل جديده تطل عليهم من ثقب هذه الاوزون تعيد توازن
المعادلة نحو مفهوم طيب و تفتح علاقة حسنة انتظروها جيل بعد
جيل ولا اقول سنه بعد سنه تقول المقدمة ( نحن ابناء وادي
الرافدين موطن الانبياء ومثوى الائمة الاطهار ورواد الحضارة
وصناع الكتابة والترقيم ) (وعلى ارضنا سن اول قانون وضعه
الانسان).
مفرح ان تستهل ديباجة الدستوربارث البلاد الانساني وفضاءات
الابداع في حضارته الراقية سواء على مستوى القانون ام الرموز
مما يعطي انطباع للقارئ بان الدنيا بخير ولان المذكور ولد من
المهد تحت اقبية المناقشات والتصريحات الرنانه والتي رفعت اسهم
الديمقراطية في بورصات العالم عاليا فزاودنا بها اكثر الامم
رقيا حتى خيل لكثير من البسطاء مثلى ان مجيئ هذا الجنين سيضع
العراق في مصاف الدول المتحضره , او المتقدمة ان صح التعبير
كونه جاء عبر مخاض صعب وخرج من فوهة حرب كان الشعب فيه على
حافة جنون وانهيار فلابد ان يكون هذا الدستور عاما شاملا راقيا
ومتناسقا وشفافا يحتضن الكل بدون استثناء او تهميش كي يسهم في
فتح نافذة حلوة تطل على الحياة بكل تجلياتها الرائعة اقول اذا
كان انسان هذا الوطن اول من عرف القانون عبر مسلته المعروفه.
فلماذا اذن يقفز هذا المولود فوق منصات اسماء جلدتة وهو ينط
كما في لعبتة الموانع الرياضية فتراه يذكر بفخر واعتزاز اسماء
فيما يرتجف حذرا من اسماء اخرى؟
لماذا يذكر مسله حمورابي منتشيا متباهيا مزهوا فيما يلبد خجلا
او تواضعا من ذكر شعب من صنع حمورابي اهو العيب ام المستحى ام
الوقاحة؟
لماذا يترنح طربا وهو يعدد لغات الرافدين ودياناتها ويتلعثم
عند بقية الطوائف او يخرس وكأني بلسان حاله يقول (برؤني الذمة
, المساله خرجت من يدي وكل واحد مسؤؤل عن حاله).
اهو كثير عليكم يامن تنادون بالمساواة والاخاء والشفافية
والعدل والمحبة والاخوة ان تدرجوا اسم الطوائف (كالصابئه
المندائيون واليزيدون والشبك ) مع اخوانهم ولو مره واحده . ام
ان القلم الذي كتب ثمانيه عشر صفحة ولمده شهرين تقريبا جفت
مداه هو الاخر ساعة وصوله هذه النقطه؟.
لكم يؤسفني يا احبتي ويوخز قلبي بمدية مسننه حينما تذكرون
دماء البعض وتمرون على بقية الدماء مرور الكرام, فهل لون الدم
هو الاخر مختلف ام ان عقم اللغة لاتسعفكم في استدراج الحروف
نحو مصطلح يفي بالغرض المطلوب؟ ام ان هناك شئ اخر.
لاتديروا ظهركم للتاريخ وتصابوا بقصر النظر ولا تقفزوا فوق
الارض والاجيال فللعصر لغة لايجيدها الا من توظأ بماء الحياة
وشم عبقها لااظن ان دجلة تنسى شهداءها ولا النخيل بعيد عن انين
الامهات ولا الفكرة تفقد ذاكرتها.
قد ينسى البشرلكن لبطون الكتب وزوايا المتاحف رؤية اخرى ملتصقه
بالوجدان ومحفورة مع الشواهد والزمان.
كنت اتمنى ان ارى دستورا ملوناً كالمائده يلتف عليها الطيف
العراق مثلما صوروها لنا اصحاب الفقاعات الجميلة والاماسي
الارجوانية والقاعات المتوشحه بالديمقراطية.
كنت اتمنى ان ارىدستورا يزيح فيه الاخ الكبير مقعده حبا
وتواضعا للصغير كي يشعر الاخير بالامان والثقة مثلما هو فخر
واعتزاز للكبير صاحب الورد والحناء والقلم كفى اقنعة وملابس
اطول من القامات كفى ازدواج في الشخصية كفى تخدير ونكث الغبار
عن الاكتاف و قراءة سريعه بين السطور تظهرخرائط التقسيم القسري
بين الكتل القوية فطفحت على وريقاته اليتيمة رائحه الفوز من
خلال ا لمفردات والحروف المنتقاة بعناية ودقة وكذالك عبر الحجج
والاسانيد المقحمة والتى راهن عليها كل طرف على ادخالها عنوة
كي يرضي افراد قائمته وليس شعبة وهي علامة خطرة في طريق
التطبيق. |